رئيس الوزراء المستقيل يعزز مخاوف القوى الشيعية من سيناريو القصف الأميركي

رئيس الوزراء المستقيل يعزز مخاوف القوى الشيعية من سيناريو القصف الأميركي

 بغداد/ المدى

أعاد البيان الأخير لرئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي، حول وجود "طيران غير مرخص" في شمال بغداد، الحديث مرة أخرى عن "سيناريو" هجوم أميركي على فصائل مسلحة داخل العراق.

يأتي ذلك في وقت تواصل فيه القوات الأميركية والتحالف الدولي، إخلاء قواعدها في العراق، بينما يزداد معها شكوك بعض القوى الشيعية من وجود "أمر مريب" وراء ذلك الانسحاب.

وفي تصريح غير مسبوق لرئيس وزراء حكومة "الغياب الطوعي" عادل عبد المهدي، بدا وكأنه يشير الى مواقع عراقية قد تتعرض للقصف من جهات لم يذكرها.

وقال عبد المهدي في بيان أمس ، إنه يتابع "بقلق المعلومات التي ترصدها قواتنا من وجود طيران غير مرخص به" بالقرب من مناطق عسكرية في "سبايكر ومعسكر الشهداء في الدوز ومطار حليوة ومعسكر أشرف والمنصورية وغيرها".

وحذّر رئيس الوزراء حكومة تصريف الأعمال، من مغبة القيام "بأعمال حربية مضادة مدانة وغير مرخص بها"، معتبراً ذلك بأنه "تهديد لأمن المواطنين وانتهاك للسيادة ولمصالح البلاد العليا".

وفي تموز الماضي، قصفت طائرة مجهولة معسكر الشهداء في ناحية آمرلي، شمال شرقي صلاح الدين (وهو أحد المعسكرات التي ذكرها بيان عبد المهدي الأخير)، وتسبب بجرح عنصرين تابعين للحشد الشعبي، بحسب الرواية الحكومية.

ونفت واشنطن، آنذاك مسؤوليتها عن الهجوم، فيما تسربت معلومات حينها، بأن القصف كان موجهاً ضد مستشارين إيرانيين متواجدين داخل المعسكر.

وشكّل عبد المهدي، بعد الحادث لجنة تحقيقية، فيما قالت جهات بالحشد، إن طائرات أميريكية مسيّرة، هاجمت "حشد التركمان" في آمرلي.

أما القاعدة الشهيرة "سبايكر"، فمعروف إنها تضم قوات من الجيش والشرطة، بالاضافة فصائل من الحشد الشعبي، وكذلك الحال مع "معسكر العراق الجديد" والذي كان يعرف بالسابق بـ"معسكر أشرف".

و"أشرف"، شمال بعقوبة، كان يضم في السابق قوات إيرانية معارضة للنظام في الجمهورية الاسلامية، المعروفة بـ"مجاهدي خلق"، تحول فيما بعد الى مقر رئيس لقوات الحشد في ديالى.

أما مطار حليوة شرق داقوق (جنوب كركوك)، فيضم أيضاً فصائل من الحشد الشعبي، وكذلك الحال في المنصورية، شمال شرق بعقوبة، وبسماية جنوب شرق بغداد. وأعرب الجيش الأميركي، مؤخراً، عن مخاوفه حيال تهديدات قال إنها "وشيكة من قوات مدعومة من إيران للقوات الأميركية في العراق"، والتي أصبحت الآن في حالة تأهب قصوى. وتقول إيران إن الولايات المتحدة تشن "حرباً نفسية". وقال قائد كبير في الحرس الثوري الإيراني إن بلاده سترد على أي خطوات عدائية أميركية. وقال المرشد الايراني علي خامنئي يوم الثلاثاء الماضي، إن طهران لا تسعى للحرب مع الولايات المتحدة على الرغم من التوتر المتزايد بشأن العقوبات الأميركية والقدرات النووية الإيرانية وبرنامجها الصاروخي.

وقبل أيام قال الكابتن بيل أوربان، وهو متحدث باسم القيادة المركزية للجيش الأميركي إن التحالف الدولي زاد من "مستوى وضع قواته"، وهو المصطلح الذي عادة ما يستخدم للإشارة إلى مستوى التأهب الذي يهدف إلى حماية القوات.

وقال أوربان "(عملية العزم الصلب) عند أعلى مستوى للتأهب الآن بينما نواصل المراقبة عن كثب لأي تهديدات حقيقية أو محتملة وشيكة للقوات الأميركية في العراق". وكان يشير بعملية العزم الصلب إلى عملية التحالف ضد مقاتلي "داعش".

وأرسلت الولايات المتحدة، مؤخراً، حاملة طائرات وقاذفات بي-52 وصواريخ باتريوت إلى الشرق الأوسط في استعراض للقوة في مواجهة ما قال مسؤولون أميركيون إنه تهديد للقوات والمصالح الأميركية في المنطقة.

فرح بطعم الخوف

في الطرف الآخر من الحدث، يبدو المشهد معقداً مع إعلان قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة الانسحاب من الموقع الرابع في العراق.

وقالت قيادة العمليات المشتركة، أمس، إن انسحاب التحالف الدولي من مقر له في قيادة عمليات نينوى، جاء بعد "حوارات مثمرة" بين الطرفين (العراق والتحالف).

وعلى الرغم من انسحاب القوات الاجنبية كان مطالباً لأغلب القوى الشيعية، إلا أنها بدت قلقة من ذلك الإخلاء وتتمنى التراجع عنه.

وقال نواب عن تحالف الفتح (المظلة السياسية للحشد الشعبي)، إن ذلك الانسحاب "يعطي انطباعاً لأمر خطير تدبّره الولايات المتحدة".

وأشاروا الى ان القوات الاميركة تركت تلك المواقع لأنها مكشوفة، وإنها (القوات) تريد حماية نفسها خلف منظومة "باتريوت الصاروخية" التي يتوقع أن تُنشر في بعض المواقع العسكرية في العراق.

من جهته قال مصدر أمني في الانبار في حديث مع (المدى) أمس، إن "القوات الاميركية المنسحبة من القواعد الأربع عادت الى معسكر عين الأسد في غربي الأنبار".

ومن المحتمل أن تسلم القوات الاميركية قواعد أخرى، مثل بسماية في جنوب شرقي بغداد، ومواقع أخرى.

ويقول المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه: "قاعدة الأسد هي الاكثر تحصينا بين القواعد الاخرى – على الرغم من إنها تعرضت لهجوم إيراني قبل شهرين – وستنشر فيها قريباً جداً منظومة باتريوت".

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top