فبعد ثباتهم بقوة في التظاهرات رغم سقوط مئات الشهداء وآلاف الجرحى الا انهم استمروا في رسالتهم الى الآن. وبعد تفشي فايروس كورونا في بلدان عدة ومنها العراق، دأب محتجو الساحات العراقية بمختلف أصنافهم على تقديم المعونات الغذائية الى العوائل المتعففة.

في بغداد ومحافظات عدة جرت هذه المبادرات من قبل المحتجين، مؤكدين ان التظاهرات ستعود بشكل اقوى من السابق. ويقول علاء ستار احد المحتجين في حديثه لـ(المدى) انه "منذ ايقاف كافة فعالياتنا في ساحة التحرير، بدأ الشباب بالعمل لسد النقص الحاصل في المواد الوقائية الخاصة بالمسعفين، وبدأنا بانتاج البدلات الواقية لقاطع اسعاف بغداد الشمالي، ونخطط لتغطية المزيد من القواطع". واضاف انه "خلال الأيام القليلة الماضية بدأنا بتجهيز السلات الغذائية للمتعففين والعوائل المحتاجة، وبمساهمة من بعض الخيرين"٠

واشار ستار الى ان "كل ما يفعله المحتجون هو نيابة عن شهداء تشرين الذين لو كانوا معنا الآن لفعلوا هذا وأكثر"٠ وبعد الاعلان عن تنظيم اكثر من حملة نحو المناطق الفقيرة، شهدت منصة التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" تأييدا كبيرا من المحتجين لزملائهم الآخرين. 

وكتب الناشط والمحتج من ذي قار حسين الغرابي في تعليق ضمن "الفيسبوك" ان "احتجاجا من نوع آخر يقدمه ابناء ثورة تشرين"٠ 

واشار الى ان الاحتجاج الذي يتم هو مساعدة المعوزين ومحاربة الفقر خلال فترة الحظر بسبب كورونا، وزاد ان "الاحتجاج مختلف هذه المرة ويفضح التقصير الحكومي تجاه الشعب، حيث نسبة الفقر عالية جدا وتقارب نصف الشعب وفي الناصرية 42% تحت خط الفقر" .

وختم حديثه بان "مبادرات لا تعد ولا تحصى من شباب تشرين ولا استطيع ذكرها لكثرتها لكن الاهم انناد نريد وطنا بلا فقراء"٠

وبعد الأحداث التي حصلت في الناصرية والمواجهات بين مجموعة كسر حظر التجوال والقوات الامنية، خرج ثوار ساحة الحبوبي ببيان اكدوا التزامهم بتوجيهات خلية الازمة واستنكار ما قامت به هذه المجموعة.

وذكر بيان ثوار ساحة الحبوبي انه "بالنظر للظروف الراهنة والصعبة التي يمر بها بلدنا العزيز نظراً للتحديات التي تمر بها ثورتنا نحن معتصمو ساحة الحبوبي ندين ونستنكر ما حدث من محاولات كسر الحظر الوقائي ومازلنا ملتزمين بتوصيات المرجعية الرشيدة وتعليمات خلية الازمة".واضاف "نطالب بالكشف عن الملابسات وسقوط حالات القتل التي حدثت لدى الطرفين علماً أن الشهيد الذي وقع من صفوف المتظاهرين كان يقوم بواجب إنساني ووطني أثناء محاولة قطع دابر النزاع بين الطرفين وأخماد نار الفتنة". واشار الى ان معتصمي ساحة الحبوبي ملتزمون بقرار حظر التجوال ولهم دور فعال في حملات التعفير والتعقيم للمناطق والاحياء السكنية وكذلك توزيع السلات الغذائية وبعض الاحتياجات اللازمة للعوائل الفقيرة والمتعففة. 

وزاد انه على خلية الازمة ان تقوم بواجبها بصورة صحيحة وهو على الاقل فرضها على وزارة الصحة توفير المستلزمات الطبية اللازمة واعلان أماكن للحجر الصحي بديلة عن المستشفيات العامة".

ودعا ابناء الحبوبي "وزارة التجارة لتجهيز المواد الغذائية العاجلة عبر البطاقة التموينية وبأسرع وقت ممكن لتشجيع الناس على الالتزام بحظر التجوال".