بغداد / المدى
يستغل عناصر داعش التراخي الأمني في المناطق المتنازع عليها وانشغال قطعات الجيش بفايروس كورونا وتراخي نشاط التحالف الدولي، لشن عمليات عسكرية تثبت وجوده.
وقال مسؤولون عسكريون لـ(المدى) قبل أيام، إن العراق نفذ 10 حملات عسكرية لتعقب داعش منذ إعلان التحرير الكامل عام 2017 من دون أن ينهي خلايا التنظيم في المناطق المتنازع عليها والصحراء.
وتعمل بقايا داعش على عدة صفحات، من أجل تخريب الأمن النسبي الذي بدأ يتحقق في البلاد أواخر عام 2018، خاصة في المناطق التي كانت تحت سيطرة التنظيم المتطرّف. إحدى تلك الأعمال هي إثارة التوترات القومية في المناطق المختلطة في شمالي بغداد، عبر مهاجمة قرى ذات نسيج اجتماعي معين بشكل متكرر، ومحاولة إلقاء التهم على قرى مجاورة سكانها من طيف اجتماعي آخر.
وتصدّت القوات الامنية خلال يومي الاحد والاثنين، الى 6 عمليات لداعش في محافظتي ديالى وكركوك فقط.
وقال مصدر امني، إن عناصر من داعش هاجموا مساء الاحد نقطة للجيش العراقي في قرية تل البصل بداقوق. وأضاف أن الجيش العراقي تمكن من صد الهجوم من دون خسائر، بعد أن لاذ عناصر التنظيم بالفرار.
كما قال، إن عناصر من داعش هاجموا أيضاً قرية المنصورية في ناحية ملا عبدالله جنوب غربي كركوك.
وصدّت مساء الاحد، القوات الأمنية هجومين متزامنين لتنظيم داعش في محافظتي كركوك وديالى.
وأبلغ المصدر ذاته، إن هجوم كركوك انتهى بسقوط عنصر من الشرطة الاتحادية ضحية، بينما أصيب عنصر من داعش وتمت محاصرته.
كما قال المصدر الأمني إن "القوات الأمنية صدت هجوماً لداعش في جلولاء، من دون وقوع خسائر".
وكان تنظيم داعش قد هاجم، مساء الاحد، ناحية جلولاء التابعة لقضاء خانقين في محافظة ديالى.
وينشط تنظيم داعش في مثلث مرتبك أمنياً منذ سنوات ــ يقع بين محافظات ديالى وكركوك وصلاح الدين ــ بسبب أخطاء سياسية وعسكرية، ضمن تكتيك جديد لمهاجمة القوات الامنية. وشهدت البلاد خلال الفترة الماضية هجمات في مناطق، كركوك، صلاح الدين، وديالى، أسفرت على مقتل 3 عسكريين بينهم ضابط، وجرح 5 آخرين.
وفي سياق متصل أعلنت خلية الإعلام الأمني، عن مقتل عدد من عناصر تنظيم داعش داخل وكر لهم باشتباكات مع القوات الامنية.
وقالت الخلية في بيان تلقته (المدى)، إن "القوات الأمنية ضمن المقر المتقدم لقيادة العمليات المشتركة في محافظة كركوك، تمكنت من رصد وكر للإرهابيين، بداخله أعداد من الدواعش الارهابيين في وادي الشاي".
وأضاف البيان أن "قوة مشتركة بإسناد جوي من قبل طيران الجيش شرعت بمحاصرة الوكر والاشتباك مع العناصر التي بداخله وقتل عدد منهم"، لافتاً إلى "استشهاد أحد المقاتلين وجرح اثنين آخرين".
وبشأن هجوم المنصورية، قالت الخلية في بيان آخر تلقته (المدى) إن "قناص لعصابات داعش الإرهابية أطلق النار على أحدى النقاط التابعة للفوج الأول باللواء الثاني عشر في الفرقة الثالثة بالشرطة الاتحادية، في منطقة منصورية الجبل بقضاء الحويجة في محافظة كركوك". وأضافت أن "ذلك أدى الى استشهاد أحد المنتسبين على الفور".
كما أفاد مسؤول محلي في ديالى، أن عبوة ناسفة انفجرت في ملعب شعبي في ناحية قره تبه شمال شرقي المحافظة.
وقال مدير ناحية قره تبه (110كم شمال شرق بعقوبة) وصفي التميمي، أن "عبوة ناسفة انفجرت في ملعب شعبي في أطراف ناحية قره تبه ما اسفر عن استشهاد شاب وإصابة 3 آخريين بجروح". وأضاف التميمي، إن "الأجهزة الأمنية فتحت تحقيقاً بالحادث". وفي عام 2017، أعلن العراق تحقيق النصر على داعش باستعادة كامل أراضيه، التي كانت تقدر بنحو ثلث مساحة البلاد، اجتاحها التنظيم صيف 2014.
لكن التنظيم لا يزال يحتفظ بخلايا نائمة في مناطق واسعة بالعراق، ويشن هجمات بين فترات متباينة.
وكان وزير البيشمركة شورش إسماعيل كشف، أن تنظيم داعش الإرهابي شكّل محاكم جديدة، وأعاد فرض الأتاوات على المدنيين في مناطق لا تتواجد فيها القوات الأمنية.
وأعلن تنظيم داعش، مسؤوليته عن تفجير استهدف آلية للشرطة الاتحادية في كركوك، السبت الماضي.
ونقلت حسابات مقربة من التنظيم عن ما تسمى "ولاية العراق – كركوك" تبنيها استهداف آلية للشرطة الاتحادية بالقرب من الجسر الرابع في مدينة كركوك بعبوة لاصقة.
وأضافت أن العملية أسفرت عن تدمير الآلية وإصابة ضابط ومقتل أحد مرافقيه.
مؤخراً حذّرت "مجموعة الأزمات" وهي مؤسسة تضم عشرات الصحفيين والمراقبين في العالم، ومقرها في بروكسل، عاصمة بلجيكا، من اتساع داعش على إثر تلك المتغيرات.
كما قالت المجموعة إن "التوترات بين الولايات المتحدة وإيران هدّدت استمرارية دعم التحالف للعمليات العراقية ضد التنظيم، حيث أصبحت الولايات المتحدة والفصائل شبه العسكرية الحليفة لإيران منخرطة في هجمات صاروخية وضربات جوية متبادلة. وقد منح ذلك العنف زخماً جديداً لجهود بعض الكتل السياسية العراقية للضغط على الحكومة لدفع الولايات المتحدة والقوى الأجنبية الأخرى للخروج من البلاد.
وتابعت المجموعة: "أضف إلى ذلك الآن (كورونا)، فقد أعلن أعضاء التحالف، بمن فيهم بريطانيا، وفرنسا وإسبانيا جميعاً أنهم سيسحبون جنودهم من العراق، بسبب مخاطر الوباء وتوقف عمليات تدريب القوات العراقية لذلك السبب أيضاً".
اترك تعليقك