بغداد/ المدى
من جديد عادت أعداد الضحايا في ساحات الاحتجاج الى التصاعد، على الرغم من التزام المتظاهرين بالسلمية والحجر الصحي .
وارتفع فجر امس، عدد القتلى في احدث هجوم على المتظاهرين في ساحة التحرير وسط بغداد، الى 3 قتلى، بعد وفاة متظاهر اصيب بطلق ناري في منطقة الرأس. وحتى نهار امس، لم يؤكد احد ان الشخص الذي افتعل الهجوم على المتظاهرين في ساحة التحرير، كان صاحب متجر وسط بغداد، بحسب بيان الجهات الامنية.
وتداول متظاهرون معلومات عن ان المهاجم الذي كان يحمل سلاح "كلاشينكوف"، تابع الى احد الاحزاب ويعمل في جهة امنية خاصة.
ويعد تدخل بعض الاحزاب في ازمة الاحتجاجات، امر معروف للمتظاهرين، حيث اكدت الاحداث العنيفة السابقة تورط عدد من تلك الاحزاب.
وشهدت البلاد احتجاجات غير مسبوقة، منذ مطلع تشرين الأول 2019، تخللتها أعمال عنف، حتى بداية ازمة "فايروس كورونا"، خلفت أكثر من 600 قتيل، حسب كل من رئيس الجمهورية برهم صالح، ومنظمة العفو الدولية.
ويقول رضا موسى، ناشط في بغداد لـ(المدى) امس، ان "الحاقدين على المحتجين استغلوا ما جرى نهار الثلاثاء لتحويله ضد التظاهرات".
ونفى عدد من اصحاب المحال التجارية وسط بغداد، بحسب ناشطين، ما تم تسريبه في وسائل التواصل الاجتماعي، عن جمع تواقيع لإزالة خيم المتظاهرين.
وقال ناشطون نقلا عن عدد من اصحاب تلك المتاجر في محيط ساحة التحرير، ان "التواقيع مزورة وواضحة وانها متشابهة".
ونشرت في بعض المواقع ورقتان تحمل اسماء وتواقيع نحو 30 شخصًا، ادعوا انهم اصحاب الاعمال في مناطق الباب الشرقي والسنك، ويطالبون السلطات بالتدخل لإنهاء التظاهرات.
وجاءت تلك الاحداث، عقب هجوم شنه مسلحون بملابس مدنية على المتظاهرين، بحجة الدفاع عن المتاجر في وسط بغداد، التي تتعرض للابتزاز من بعض الجهات.
وبحسب الناشط رضا موسى، ان "الهجوم اسفر عن مقتل متظاهرين اثنين واصابة 40 آخرين بجروح متفاوتة".
واعلن ناشطون، فجر الاربعاء، مقتل متظاهر ثالث بعد اصابته بالهجوم، الذي نفذه شخص مجهول، ادعى انه صاحب احد المحال التجارية في منطقة السنك.
واظهرت مقاطع فيديو بثها ناشطون، امرأة متوسطة في العمر تتجول في ساحة التحرير مساء الحادث، وهي تبحث عن احد ابنائها.
وظهر صراخ المرأة مع نساء اخريات في الساحة، بعد ان علمت من المتظاهرين ان ابنها نقل الى الطب العدلي بعد وفاته برصاصة في الرأس.
سلاح الأحزاب
ولم يتأكد الناشطون واصحاب المحال التجارية في المنطقة من معرفة الشخص الذي كان يحمل بندقية "كلاشينكوف".
وبحسب بعض الادعاءات، ان الهجوم حدث بعد ان حاول اشخاص يدعون انتماءهم الى المتظاهرين، بمنع فتح المحال التجارية في السنك في اليوم الاول لرفع الحظر جزئيا.
ونشر في مواقع التواصل الاجتماعي، تجمع عدد من الاشخاص قرب مركز شرطة السعدون، وسط بغداد، لرفع دعاوى ضد مهاجمين، وصفوهم بـ"المندسين" على المتظاهرين.
وقال شخص يعمل في سوق التبريد في السنك، انه وزملاءه تعرضوا للابتزاز من "المندسين"، بعد ان طلبوا منهم اتاوات مقابل فتح متاجرهم.
بالمقابل قال احد المتظاهرين المتواجدين منذ اشهر في ساحة التحرير، ان المهاجم "يعمل في احدى التشكيلات المخولة باطلاق الرصاص على المتظاهرين".
واضاف المتظاهر الذي طلب عدم نشر اسمه لـ(المدى): "بحسب المعلومات ان المهاجم يتبع جهة سياسية بالاضافة الى عمله الحكومي".
وكانت (المدى) قد كشفت في احداث العنف التي رافقت التظاهرات خلال الاشهر الـ6 الماضية، عن وجود اكثر من جهاز امني "خاص" متورط بقتل المتظاهرين.
وبحسب مصادر امنية، ان عناصر تلك الاجهزة، يتلقون مكافآت "فورية ويومية" على اعمال القمع ضد المتظاهرين.
بالمقابل عدت قيادة عمليات بغداد، الثلاثاء، ان ماحدث في وسط العاصمة، هو مشاجرة بين المتظاهرين وصاحب محل تكييف وتبريد.
واضافت القيادة في بيان أن "صاحب المحل تعرض للضرب من قبل بعض المتظاهرين وبعد فترة وصل أقرباؤه مسلحين ببنادق عدد 3 كلاشنكوف". واردف البيان أن "أقرباء صاحب المحل فتحوا النار باتجاه المتظاهرين واتخذت قواتنا الأمنية الإجراءات الفورية".
وكان قائد شرطة بغداد اللواء ركن ماجد الموسوي قال، أمس الثلاثاء، إن مجموعة تقدر من ٥٠ الى ٦٠ شخصا قاموا بالقاء الحجارة والمولوتوف على القوات الامنية بشكل مفاجئ في الخلاني. واضاف ان "ذلك ادى الى تضرر بعض العجلات المدنية"، مشيرا الى ان "القوات الامنية المتواجدة هناك قامت بدورها بالتحدث مع المتظاهرين عبر مكبرات الصوت دون استخدام اي عنف".
من جهته يقول المتظاهر المتواجد في خيم ساحة التحرير: "اذا كانت رواية القوات الامنية حقيقية، فلماذا اذا تمت مهاجمة التحرير والحادث جرى في ساحة الخلاني، التي تبعد عدة مئات من الكليومترات عن مكان التظاهرات؟".
كما تساءل المتظاهر، عن سبب انخراط قوات مكافحة الشغب، في الهجوم على المتظاهرين، وترك المهاجم حر.
ونشر ناشطون صورا لمتظاهرين تعرضوا لإطلاقات من بنادق الصيد "صجم"، والتي تستخدمها بعض القوات المحيطة في ساحة التحرير. ومنذ اشهر يطالب المتظاهرون، السلطات بالكشف عن الجناة الذين قتلوا المئات من المحتجين السلميين في بغداد ومدن الجنوب.
بالمقابل كانت الحكومة والبرلمان، قد شكلا نحو 10 لجان لتقصي حقائق جرائم القتل بحق المحتجين، لكنها لم تصدر نتائج حتى الآن.
ويفسر المتظاهر ماجرى بانه "عملية منظمة لمهاجمة المتظاهرين ضمن مسلسل القضاء على الاحتجاجات".
اترك تعليقك