ترجمة / المدى
قال وزير الصحة جعفر علاوي إن العراق يسعى للحصول على مساعدة مالية من الولايات المتحدة لمساعدة البلاد في مواجهة عواقب تفشي وباء فايروس كورونا وسط تراجع واردات النفط .
ونقل موقع بلومبيرغ الأميركي عن علاوي قوله الأربعاء خلال ندوة حوارية عبر دائرة تلفزيونية نظمها معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى "كجزء من الاتفاقية الستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة فقد حصلنا على وعد من حكومة الولايات المتحدة على مساعدتنا مالياً. اعتقد أن هناك فريقاً يجري مفاوضات الآن بهذا الخصوص، أو في طور الإعداد لهذه المفاوضات ليحصل العراق على بعض الدعم، وهو دعم مالي من أميركا." وتعرض العراق، الذي يعتبر ثاني أكبر منتج للنفط في أوبك، لتفشي وباء فايروس كورونا في وقت كانت تحاول فيه حكومة العراق إنهاء أشهر من جمود سياسي مضر تزامن مع هبوط حاد بأسعار النفط في الأسواق العالمية. وكان رئيس الجمهورية برهم صالح قد قام بتكليف رئيس جهاز مخابرات العراق مصطفى الكاظمي، بتشكيل حكومة جديدة بعد فشل مرشحين سابقين في تحقيق هذا الهدف .
الأزمة الأخيرة التي تعرض لها العراق بدأت عندما اندلعت في تشرين الأول من العام الماضي احتجاجات شعبية واسعة ضد الحكومة عندما فقد الشعب صبره بعد سنوات من فساد مستشري بمؤسسات الدولة وخدمات متردية، مما أجبر ذلك رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي تقديم استقالته في الشهر اللاحق. والتوترات بين الولايات المتحدة وإيران أدت من ناحية أيضاً الى نشوء مصادمات دموية في العراق هددت استقرار البلد الهش.
أيهم كامل، رئيس غرفة يوروآسيا غروب الاستشارية لمنطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا، كتب في ملاحظة له يوم الاربعاء الماضي قال فيها: "التحديات التي تواجهها الدولة العراقية أصبحت اكثر حدة منذ بداية العام 2020 وتمثل خطراً حقيقياً لاستقرار البلاد. انكماش مصدر واردات البلاد المالية الناجم عن هبوط أسعار النفط سيثبت بأنه أسوأ عامل عدم استقرار على مدى 12 الى 18 شهراً قادماً. التهاون والتماطل في تنصيب من سيقود الحكومة القادمة، مع وجود هبوط ضخم بالموارد المالية مضافاً لها فساد مستشرٍ في مؤسسات الدولة، فإن ذلك من شأنه أن يخلق ويولد مشاكل ." وأشار كامل في ملاحظته أيضاً الى أن "الكاظمي في وضع جيد للفوز بثقة كتل وأحزاب سياسية رئيسة في البرلمان وبالتالي سينجح في تشكيل حكومة تدعو للإصلاح نوعاً ما. مع ذلك فان هذا قد لا يكون نهاية للأزمة طالما أن قائمة المعوقات والتعقيدات في المنظومة السياسية العراقية لا تنتهي ."
وأعلنت السلطات العراقية عن تسجيل أكثر من ألفي إصابة بفايروس كورونا حتى الآن مع فرضها لإجراءات حظر التجوال منذ منتصف شهر آذار للمحاولة في الحد من انتشار الفايروس .
وقال وزير الصحة علاوي، خلال الندوة إن "الكويت ساهمت بمبلغ كبير من المال وجهزت الحكومة الصينية العراق بمعدات للمساعدة في مكافحة الوباء ." وكان فريق خبراء صيني قد أكمل يوم السبت الماضي نصب وتركيب جهاز تصوير مقطعي، سي تي، يعتمد على الكومبيوتر في مركز الشفاء المتخصص للحجر الصحي شرقي العاصمة بغداد، كجزء من مساعدة الصين للعراق في مواجهة مرض فايروس كورونا المستجد كوفيد – 19. وعمل فريق الخبراء، الذي ارسلته جمعية الصليب الأحمر الصينية، مدار عدة أيام في تركيب وتهيئة الجهاز وتشغيله ومن ثم تدريب الكوادر العراقية على كيفية استخدامه .
عن: شبكة بلومبيرغ الإخبارية
اترك تعليقك