بغداد/ المدى
منذ شهر تقريبا، بدأت رحلات تنظيم داعش تقطع تذاكر العودة الى العراق، قادمة من دول مجاورة، عبر طريق قديم انشأته جماعات ارهابية قبل سنوات، بعيدا عن يد القوات الأمنية.
وكشفت (المدى) قبل شهرين، عن ذلك الطريق، الذي يستخدمه "داعش" لزيارة عوائله خارج العراق، ثم العودة بعد ذلك بدون ان يعترضهم احد.
ومع اكتمال عدد المسلحين، اعاد التنظيم إحياء "ولاية شمال بغداد"، التي كانت قد انتهت مع اعلان بغداد اواخر 2017، القضاء بشكل كامل على داعش.
ويقول مصدر امني في صلاح الدين لـ(المدى)، التي تعرضت قبل يومين، الى اعنف هجوم منذ اعلان التحرير، ان "عناصر من داعش بدأوا بالتدفق الى صلاح الدين منذ شهر تقريبًا من سوريا".
ومنذ اشهر بدأ داعش يتحرك من الحدود الايرانية- العراقية الى ديالى وصلاح الدين والموصل، وصولا الى الحدود السورية والتركية.
وانتقل ما تبقى من عناصر تنظيم داعش العام الماضي، من خطة "التقاط الأنفاس" وإعادة الهيكلة إلى مرحلة تنفيذ "إعادة الظهور" التي يرتب لها التنظيم منذ وقت طويل.
رحلة العودة
الخطة التي بدأ الإعداد لها بعد 6 أشهر فقط من إعلان النصر 2017، تتضمن إيجاد مواقع بديلة عن المناطق التقليدية التي كان داعش ينشط بها سابقًا وخسرها في الحرب الأخيرة.
الموقع البديل كان "جبال مكحول" شمال تكريت، حيث تعتبر اكثر المناطق وعورة في البلاد، وتضم عددا كبيرا من الكهوف التي وسعها التنظيم، خلال فترة سيطرته على تلك المناطق منذ 2014.
وتبدأ، بحسب المصادر، فلول داعش، رحلة الانتقال والتواصل مع التنظيم خارج البلاد، انطلاقا من "استراحة مكحول".
واستنادا للمصادر، ان طريق التواصل يبدأ من مكحول الى جبال الخانوكة، في صلاح الدين، الى الشرقاط جنوب الموصل، الى الجزيرة الغربية ثم الى الحدود.
ويقول المصدر القريب من قيادات العمليات، ان "3 مناطق في المحافظة مازالت خارجة عن سيطرة القوات الامنية وتمثل خطرًا على المحافظة".
امس، اعلنت القيادة العسكرية انطلاق حملات امنية في غربي ديالى، والانبار، وصلاح الدين، لتعقب بقايا داعش.
ووفق المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه، ان المناطق الرخوة في صلاح الدين، هي تلال حمرين، ومكحول، ومناطق غرب سامراء.
وخضعت تلك المناطق، لعمليات تفتيش وتطهير، ضمن الحملات العسكرية الـ10 الكبرى التي انطلقت في تموز العام الماضي، واستمرت حتى الشهر الماضي.
ويقول المصدر ان "تقاطعات كبيرة بين القيادات العسكرية، بالاضافة الى الانشغال بالخلافات السياسية عطل السيطرة على تلك المناطق".
وكان المكلف بتشكيل الحكومة، مصطفى الكاظمي، اعتبر ان "التناحر السياسي" وراء هجمات صلاح الدين الاخيرة، والتي اسفرت عن مقتل واصابة 13 عسكريا.
تغييرات سياسية
بدوره يقول محمد البلداوي، النائب عن صلاح الدين، ان تغييرات "غير مهنية" جرت مؤخرا في المحافظة، وطالت مسؤولين امنيين بدوافع سياسية.
واضاف النائب في تصال مع (المدى): "تم استبدال مدراء الاستخبارات، ومكافحة الارهاب، والامن الوطني، رغم كفائتهم".
ويعتبر البلداوي، ان تلك التغييرات اثرت على امن المحافظة، مطالبا "بإعادة تقييم القيادات الامنية في المحافظة، واستبدال المقصرين".
وخلال اليومين الماضيين، استهدف آمر الفوج الخامس في طوارئ صلاح الدين بهجوم مسلح في الاسحاقي، جنوب تكريت.
كما تم اغتيال النقيب ايسر العزاوي، في مدينة يثرب جنوب تكريت، بعد هجوم نفذه مسلحون على منزل الضابط.
بالإضافة الى الهجوم الاعنف الذي شهدته صلاح الدين منذ نحو عامين، باستهداف ثكنة تابعة للواء 35 في الحشد الشعبي في مكيشيفة، جنوب سامراء، والذي اسفر عن مقتل 9 واصابة 4 آخرين.
ولاية شمال بغداد
ويقول البلداوي، وهو نائب عن عصائب اهل الحق بزعامة قيس الخزعلي ان "الانهيار الامني بدأت صورته تتضح في صلاح الدين وكركوك وديالى، منذ 20 يومًا، حيث عاد داعش الى إحياء ولاية شمال بغداد".
وشن التنظيم نحو 40 هجوما منذ نيسان الماضي، واوقع اكثر من 100 بين قتيل وجريح، بهجمات استخدم فيها انتحاريين وعبوات ناسفة.
وبدأت حسابات التنظيم تتفاعل في مواقع التواصل الاجتماعي، فيما قالت وكالة اعماق التابعة لـ"داعش"، ان الهجمات الاخيرة في صلاح الدين، اصابت مسؤولين في العصائب، في إشارة الى هجوم يثرب الذي تزامن مع حادثة مكيشيفة والذي استهدف لواء 14 .
وحذر البلداوي من "محاولات لاعادة الاوضاع الى ما قبل ظهور داعش في 2014، وستبدأ باستهداف المزارات الدينية"، في اشارة الى المراقد في سامراء ومناطق اخرى.
اترك تعليقك