باختصار ديمقراطي: صولات الوزير

رعد العراقي 2020/05/17 06:27:17 م

باختصار ديمقراطي: صولات الوزير

 رعد العراقي

حضر الكابتن عدنان درجال بتاريخه المطرّز بالإنجازات، وسيرته المشهود لها بالوفاء والنزاهة وحب العراق، ليُشرّف كرسي وزارة الشباب والرياضة، وهو يسجّل سابقتين، الأولى إنه كان محطّ توافق بين جميع الكتل بمختلف توجهاتها متخطّياً حواجز المحاصصة،

والثانية انفراده بميزة كونه الوحيد بين أعضاء الكابينة الوزارية لا يمثّل جزءاً من المنظومة الفكرية الداخلية التي ترسّخت طوال السنوات الماضية وباتت تشكّل نهجاً يؤثر على طبيعة أداء قيادات المؤسسات الرسمية، وهو ما نراهن عليه في قدرته على تطبيق أفكاره ورؤيته التي لا يزال يحتفظ بها، وهو خارج البلد بعيداً عن أي تأثيرات يمكن أن يواجهها كسياق أصبح متوارثاً ممّن عمل مع من سبقه.

ندرك جيداً أن المهمّة لن تكون يسيرة ولا يمكن لأمنيات ما نطمح إليه، وكل ما نسطّره من كلمات على أوراق النصح أن تتجسّد على أرض الواقع بتلك السهولة دون أن تمرّ بمخاض عسير بعد أن تواجه رحلته سهام التسقيط وحملات المتربّصين التي بانت نذر انطلاقها مع أول يوم باشر درجال مهام عمله وإن اختلفت الوسيلة بين مبتسم مساير ومراهن على اقتناص الأمان والثقة منه ثم يمرّر أجندته بكل هدوء، وبين متأهب بدأ بجمع المواقف والخطوات ليدعم طروحاته تحت جنح مقولة (كلمة حق يراد بها باطل) !

تلك حقيقة الأجواء التي من المفترض أن يدركها الجنرال درجال، ولا نعتقد أنها غائبة عليه إلا أنها يمكن أن تهرب منه في أوقات معيّنة وسط زحمة الواجبات وتشعّب المهام، وهو ما يتوجّب أن تكون انطلاقته محسوبة بدقة تستند الى رسم دوائر الإصلاح بفرجال فنّان عارف يبدأ من محيطه الضيّق قبل أن يكبر الى خارج الوزارة ضمن مفاصل والمؤسّسات التابعة لها فلا يمكن أن نتغافل عن ملفّات كثيرة طالتها شبهات الفساد الإداري والمالي يمكن أن تشكّل عائقاً أمام إجراء يُقدِم عليه ويتأمّل النجاح من ورائه.

إن تحرّكات الوزير والرسائل الإعلامية التي بدأت تتصدّر وسائل الإعلام كان من المفترض أن يسبقها عرض شامل لمنهاج العمل يؤكد أن تحرّكاته تستند الى تخطيط يُبعد أي إتهام بالفوضى وإن شكّلت بعض الجولات صولات على المفاصل التي عانت الإهمال كمركز الإسكان الذي كان فرصة للقائمين عليه في شرح المعاضل التي تواجههم وتتأمل في النهوض به من جديد وأن يعود لسابق تألقه في خدمة فئة من الرياضيين وهو ما نتأمل أن تستمرّ تلك الصولات بخطوات مدروسة ومنهاج مخطط له .

البعض يرى أن الحملات المضادة بدأت تشوّش ضد تحرّكات الوزير، وهي مهمّة المكتب الإعلامي ليوضح بإجابات منطقية مثلاً أسباب اصطحاب إياد بنيان الذي نكن له كل الاحترام ليرافقه في كل لقاءاته واستمرار ظهوره بكل جولاته تحت مسمّى رئيس هيئة التطبيع وليس كمستشار رئيس الوزراء لشؤون الرياضة، وإن صح ذلك يمكن أن تثير التساؤلات والتأويلات عن غياب بعض رؤساء الاتحادات مثل الدكتور حسين العميدي أو الدكتور طالب فيصل وغيرهم على سبيل المثال عن مرافقة الوزير؟!

نحن ندرك العلاقة الروحية ودور درجال في تغيير خارطة القيادية الكروية، وليس من المعيب أن يكون على تواصل ومتابعة مع هيئة التطبيع إلا أن مهامه الجسيمة تحتّم عليه أن يستغل أغلب أوقاته نحو تحقيق الإصلاح من جهة والارتقاء بدور الشباب الذي أكد أكثر من مرّة طموحه في تفعيل هذا الجانب الذي عانى من الإهمال والتهميش برغم أنه من أولويات واجبات الوزارة.

باختصار.. الحذر مطلوب من الكابتن درجال في أن الاستمرار في التواجد بكل فعاليات واجتماعات هيئة التطبيع يمكن أن يشكل ثغرة تستغل في غير صالحه خاصة إذا ما أوصل أحد أعضاء الهيئة العامة معلومة الى الفيفا وأيّدها خمسة آخرين باعتبار أن تواجد درجال يعتبر تدخلاً حكومياً في شؤون تطبيع الكرة وهو أمر لا نستغربه، عطفاً على رسائل كانت تصل الفيفا من داخل أسرة الكرة!

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top