داعش هاجم سامراء لمحاولة إعادة  سيناريو  سقوط الموصل واصطدم برفض المجتمع السُني

داعش هاجم سامراء لمحاولة إعادة سيناريو سقوط الموصل واصطدم برفض المجتمع السُني

 بغداد/ المدى

حين كان الجميع مشغولا بمتابعة أسماء حكومة الكاظمي، مطلع ايار الماضي، تحرك داعش لاعادة انتاج "سيناريو" سقوط الموصل من بوابة سامراء. حدث ذلك في فترة فوضى عارمة، بحسب وصف مسؤولين، حيث كان رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي، قد فقد السيطرة على الملف الامني.

وزير الدفاع في الحكومة الجديدة، جمعة عناد، يقول ان ما تبقى من مسلحي داعش في البلاد لا يتجاوز الـ2000، وهو 5 اضعاف العدد الذي اسقط الموصل في صيف 2014، لكن الظروف غير مؤاتية حاليا مثل 2014 بالنسبة للتنظيم.

لا يعرف بالتحديد العدد المتبقي من المسلحين في العراق حتى الان، لكن ما جرى الشهر الماضي، كان كافيًا لاعادة داعش الى بعض المناطق المحررة قبل 3 سنوات.

مصدر امني مطلع في شمال بغداد، يقول لـ(المدى): "الان الاوضاع جيدة، لكن قبل عدة اسابيع كان التنظيم يفكر ان يفرض سيطرته على الارض بطريقة مشابهة لما جرى قبل 6 سنوات".

في الايام الاخيرة لحكومة عادل عبد المهدي، اكد مسؤولون لـ(المدى) ان "اطرافًا سياسية بدأت تتدخل بشكل فاضح بالملف الامني"، وان الاخير كان "مستلمًا" من تلك الجهات.

آنذاك، كان قد تدفق العشرات من مسلحي داعش عبر الحدود الى مناطق الهجوم في الجزيرة، الواقعة بين نهري دجلة والفرات، وحوض حمرين شرق تكريت، و الاستراحة في "مكحول" شمال تكريت.

وحدد التنظيم بداية شهر ايار الماضي - والذي كان من اعنف الاشهر منذ اعلان التحرير نهاية 2017- بداية الخطة الجديدة والتي تشبه الى حد كبير بدايات سقوط الموصل.

ويضيف المصدر الامني: "حسابات داعش كانت خاطئة، خصوصا وانه قد خسر الكثير من حواضنه ولم يعد احد يثق به في المناطق السُنية".

قبل استلام الحكومة الجديدة

قبل 3 ايام من اداء حكومة مصطفى الكاظمي اليمين الدستورية، هاجم داعش صلاح الدين من عدة جهات، وحاول ان يفصل جنوب المحافظة لعدة ساعات فقط، لكن فشل في ذلك.

وزير الدفاع الجديد جمعة عناد، قال في لقاء تلفزيوني ان "داعش نشأ بالمناطق السنية للحصول على إسناد لأنه بحث عن متضررين ومعارضين للحكم"، مقدرا أن "يكون داعمو داعش حاليا في المناطق السنية لا يزيدون عن 1%".

حين هاجم داعش سامراء قبل 3 ايام من ظهوره العلني في الموصل (2014)، كان عناد قائدا لشرطة صلاح الدين في ذلك الوقت. استمر الهجوم 20 ساعة وحاول التنظيم تفجير المراقد الدينية وهدم السدة وإغراق المدينة.

المصدر الامني، يشير الى ان "داعش هاجم جنوب سامراء في الشهر الماضي، ليعيد "سيناريو سقوط الموصل"، حيث 

كان يخطط للعودة الى الارض وترك "حرب العصابات".

كذلك يقول محمد البلداوي النائب عن صلاح الدين لـ(المدى) ان "معلومات كانت متداولة منذ اسابيع عن خطة جديدة لداعش في الهجوم على العتبات المقدسة".

بداية التحرك 

في بداية شباط 2019، انتقل ما تبقى من عناصر تنظيم داعش من خطة "التقاط الأنفاس" وإعادة الهيكلة إلى مرحلة تنفيذ "إعادة الظهور" التي يرتب لها التنظيم منذ وقت طويل. الخطة التي بدأ الإعداد لها بعد 6 أشهر فقط، من إعلان بغداد النصر على التنظيم نهاية عام 2017، تتضمن إيجاد مواقع بديلة عن المناطق التقليدية التي كان ينشط بها سابقًا وخسرها في الحرب الأخيرة.

وظهر التحول بشكل واضح في الهجمات المسلحة مطلع العام الماضي، وبدأت تتصاعد تدريجيًا، وبدت حينها كأنها نسخة مكررة من الهجمات السابقة لـداعش مثل الهجوم وخطف سكان القرى، لكنها في الحقيقة كانت "تكيتكا" جديدا.

ويقول اثيل النجيفي، وهو محافظ نينوى اثناء اجتياح داعش للمدينة في صيف 2014، ان سبب نشوء التنظيم وعودته هو سعي "اتباع ايران لتدمير المجتمع السني في العراق وسوريا".

ويضيف النجيفي في تغريدة على (تويتر) ان للقضاء النهائي على كل اشكال التطرف يحتاج الى "تقوية هذا المجتمع والسماح لقياداته الحقيقية بأخذ دورها (....) وعدم تسليط الشخصيات التافهة عليه".

وكانت انتقادات شديدة وجهت الى القيادات الامنية، عقب هجوم "مكيشيفة" الاخير، بعدم منح الحشود العشائرية اسلحة مقارنة بالحشد العشائري القادم من خارج صلاح الدين.

جدوى العمليات الاستباقية 

من جهته يقول مروان الجبارة، القيادي في حشد صلاح الدين لـ(المدى) ان "العمليات الاستباقية الاخيرة التي نفذت في مناطق شمال بغداد، قللت من هجمات داعش بشكل كبير".وفي الاسبوع الاخير من أيار الماضي، اعتقلت القوات الامنية 23 عنصرا من التنظيم من بينهم قيادات من داعش.

واضاف الجبارة ان "مساحات شاسعة حول صلاح الدين مازالت بحاجة الى عمليات اوسع"، في وقت اشارت المصادر الى ان عملية انطلقت امس، في شرق سامراء، لتمشيط تلك المناطق.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top