اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > الرأي > العمود الثامن: هل تنتصر المحكمة الاتحادية للخراب؟!!

العمود الثامن: هل تنتصر المحكمة الاتحادية للخراب؟!!

نشر في: 15 يونيو, 2020: 08:54 م

 علي حسين

ماذا فعلت مجالس المحافظات في الوطن؟ قبل أن نجيب على هذا السؤال الذي يحيّر ملايين العراقيين، اسمحوا لي أن أنقل لكم عبارة مثيرة و"عظيمة" قالها ثلاثة من أعضاء مجالس المحافظات وهم يقفون امس داخل بناية المحكمة الاتحادية يزفون البشرى للعراقيين بأنهم عائدون إلى مناصبهم "فالقادم خير"

كما يقول أحد الذين ظهروا في الفيديو المثير الذي يختتمه أصحابه بعبارة مضحكة "يمضون ونبقى" مع رفع شارات النصر.. أما من الذي سيمضي ؟ فبالتأكيد هو الشعب الذي تظاهر ضد وجود مجالس محافظات منتهية الصلاحية لا تصلح للاستخدام البشري. 

كان الناس يتطلعون "لتشييع" الوجوه الكالحة لبعض أعضاء مجالس المحافظات إلى مثواها الأخير، وأن يهدي الله الكتل السياسية والحكومة المركزية إلى اختيار مسؤولين يدافعون عن الناس وليس عن مصالحهم الخاصة، ويحتمون بالحصانة الوظيفية ضد الفساد، لا أن يستثمروها في الرقص مع الفساد، يلبس بعضهم عباءة الفضيلة ليداري الرذيلة، ولكنّ روائح فسادهم الكريهة ملأت أروقة مؤسسات الدولة، وتسربت منها إلى الشوارع والأقضية والنواحي والمدن، وتحوّل بعضهم إلى مصيبة وقعت على رؤوس الناس البسطاء، محافظين ورؤساء مجالس محافظات يحتمون بالمناصب والوجاهة الاجتماعية والسطو.

"الأداء من سيئ إلى أسوأ" تلك هي الشعارات التي رفعها المتظاهرون في معظم محافظات العراق، شكوى الناس من الأداء الحكومي الذي كانت أبرز ملامحه البيروقراطية القاتلة، وانتشار الفساد المالي والإداري وتفشي الرشوة والمحسوبية. إن كثيرًا من مشاكل المواطن اليومية تكمن في الخلل الذي يعاني منه الجهاز الحكومي بأكمله والذي أنتج أداءً حكوميًا فاشلًا. لا أريد أن أفرط في ذكر الأمثلة، ولكن لابد أن نكون صريحين ونعترف بأن معظم مجالس المحافظات لم تؤد دورها الحقيقي في خدمة مواطنيها وانشغلت بأمور لا تخص عمل الدولة، بل إن قنوات تواصل حية بين هذه المجالس والناس مفقودة أو غير موجودة أصلًا. لنأخذ مثلا موضوع الخدمات، فقد رصدت ميزانيات ضخمة لمعالجة هذه المشكلة ولم يشعر المواطن بتحسن، وملفات الفساد التي تعشش في دوائر المحافظات، والقائمة تطول لمجالس محافظات أصبحت أشبه "بخيال مآته" بالنسبة للمواطن، لكنها في الوقت نفسه تحولت إلى "مقاطعة" سجلت "طابو" باسم المحافظ ورئيس مجلس المحافظة، والمحسوبين عليهم. 

لو كنا اسسنا لنظام مجالس محافظات عادل ، لما كنا الآن في عصر الخراب . لربما كنا مثل الأمم التي وضعت التخلف وراء ظهرها واختارت العقل والعلم الحياة. نحن نمضي في اختيار الفشل الظلام والجهل ، الذي حول مدن العراق الى خرائب 

ما شاهدناه في الفديو ينذر بخطر ، فيما اذا قررت المحكمة الاتحادية اعادت مجالس المحافظات الى عملها ، لان المطلوب هو اتخاذ إجراءات قضائية ضد مجالس المحافظات لانها اعادت البلاد الى عصور الظلام 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض اربيل

العمودالثامن: متى يُقدم سراق أموال الكهرباء للمحاكمة ؟

 علي حسين بشرنا وزير الصناعة خالد بتال أن مشكلة الكهرباء في البلاد لن تحل " حتى بعد ألف سنة" ، وأن ما صرف من أموال كانت تكفي لبناء مدن جديدة تتسع لملايين العراقيين...
علي حسين

كلاكيت: وفاة نورمان جويسون.. الأكثر ترشيحا للأوسكار

 علاء المفرجي غيب الموت فبل مدة المخرج الكندي نورمان جويسون عن عمر يناهز 90 عاماً، صاحب المسيرة الزاخرة بالأعمال الهوليوودية؛ أبرزها (في حمى الليل) و"جيزس كرايست سوبرستار" (يسوع المسيح نجما).وانطلقت مسيرة جويسون في...
علاء المفرجي

قناطر: عن الموسيقى وهاندكه وابن خال ابي

طالب عبد العزيز ربما بسبب الفوضى التي أحبّني فيها أحياناً، أجدني أمْيلَ لسماع ومشاهدة ولقراءة غير ممنهجة، فقد أقرأ مثلاً في عشرة كتب مرة واحدة، أفتح هذا، واغلق ذاك، ثم اعود لورقة كنت قد...
اسم المحرر

كلام غير عادي: رائد مهدي الشِفِي

 حيدر المحسن هو ابن خالتي، نشأنا معاً في مدينتنا البعيدة عنّا نحن الاثنين، العمارة، والذكرى التي ما زلتُ احتفظ بها تعود إلى السبعينات. كنّا نلعب كرة القدم في حيّنا، بستان عائشة، وغشّ الفريق...
حيدر المحسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram