ديفيد نيفين في المقتطف من مذكراته

ديفيد نيفين في المقتطف من مذكراته

ترجمة / أحمد فاضل

طوال الأسبوع ، أثبتت مذكرات النجم البريطاني الهوليودي الأشهر ديفيد نيفين ، المسلية الرائعة ترياقاً رائعاً للتغلب على ما خلفته الكورونا ، فمن شؤون حبه التي لا تعد ولا تحصى ، إلى ذكرياته الآسرة حول عمله في هوليوود ، يمكن أن يغفر لك التفكير في أنه شاهد كل شيء بالفعل ،

لكن في هذا المقتطف من سيرته الذاتية والتي تحمل عنوان " إحضار الخيول الفارغة " ، التي يفرد فيها صفحات طويلة ، للحديث عن النجم الأسطوري إيرول فلين ، أو " روبن هود " كما يحب أن يطلق عليه ، يتذكر ذلك الممثل البارع لحظة ستترك في الذاكرة آثارها .

يقول نيفين :

" قد يخيب ظن الجميع به بعد قراءة ما سأقوله عنه ، لأنها الحقيقة ولا شيء غيرها ، فقد كنت ولسنوات عديدة واحداً من أعز أصدقائه ، لقد استمتع بالتسبب في اضطراب نفسه وأصدقائه ، التقيت به لأول مرة في فندق جنة الله صيف عام 1935 صحبة ليلي دميتا ، كانت

ليلي مخلوقة جميلة ( ستصبح زوجة إيرول الأولى ) ، وهي مثال للفتيات الفرنسيات المثيرات ، وقتها كان فلين قد أنهى عقده الأول مع وارنر بروز ، لذلك كان لدينا الكثير للإحتفال واستأجرنا مدبرة منزل لطيفة ، كان فلين يجمع أكثر من عقد مع وارنر براذرز أكثر مما كنت أتلقاه من صموئيل غولدوين ، لذلك قام بتأجير المزيد من المنازل وأصر على أنه كان لديه مطالبة سابقة بأكبر غرفة نوم ، وهي الغرفة التي تحتوي على سرير مزدوج ، لقد كان ضيقاً إلى حد ما بشأن الأمور المالية ، لذلك على الرغم من أنه سمح لي في مناسبات كتلك باستعارة غرفته ، إلا أنه كان فقط في الاعتبار إعادة تعديل صغيرة لترتيبنا المالي .

في تلك الأيام التي سبقت الحرب ، كان إيرول مزيجاً غريباً : رياضي عظيم يتمتع بسحر هائل وجمال جسدي واضح ، لكنه عانى على ما أعتقد ، من مجمع نقص قديم وعميق ، فقد أحبته النساء بشغف ، لكنه عاملهن مثل الدمى التي يتم التخلص منها دون سابق إنذار لصالح الموديلات الجديدة ، بينما بالنسبة لأصدقائه من الرجال ، كان يفضل حقاً أولئك الذين سيعطونه أقل منافسة في أي قسم ، لم يكن رجلاً طيباً ، ولكن في تلك الأيام المتهورة كان من الممتع أن أكون معه ، وكانت تلك الأيام هي الأفضل لفلين ، ومع أن التواضع كانت كلمة غير معروفة لإرول ، فقد أصبح نجماً كبيراً بين عشية وضحاها مع أول إنتاج له في هوليوود ، ، ولكن لم يخطر بباله أبداً أن الآخرين - المنتج والمخرج والكُتاب والفنيين وقبل كل شيء قسم الدعاية - قد يكون لهم يد في نجاحه .

قال لي إيرول وهو يتحدث عن فيلمنا المشترك :

" لقد أرهقني فعلاً فيلم " تهمة اللواء الخفيف " ، من الناحية الجسدية كان أصعب أدواري التي قمت بها على الإطلاق " ، فقد قضينا عدة أشهر في بيشوب ، كاليفورنيا ، في سفوح جبل ويتني المتربة ووسط الرياح ، حيث بدأنا العمل بسهولة مع الطقس اللطيف في أواخر الخريف ، مما زودنا بآخر أمسية دافئة وبعد ذلك في الخيام وأماكن الإقامة المؤقتة البائسة الأخرى البعيدة في الصحراء في العواصف الرملية ، أو وسط الرياح المتجمدة التي تهب قبالة ثلوج الجبل ارتجفنا وتذمرنا في زينا الاستوائي الرقيق .

كان مايك كورتز المخرج المسؤول عن الفيلم والذي كانت لغته الإنكليزية المجرية مصدراً للفرح لنا جميعاً ، وهو يقف عالياً على المنصة ، قرر أن اللحظة المناسبة قد حانت لطلب الوصول إلى مائة رأس من الخيول بدون ركاب ، فصاح عبر مكبر الصوت :

" أحضروا الخيول الفارغة ! "

فغرقنا أنا وفلين بالضحك .

تم اتهام فلين بالاغتصاب ، أو ممارسة الجنس مع فتاة أقل من 18 عاماً ، وعلى الرغم من أنه لم تثبت إدانته ، فإن السمعة ظلت عالقة به ، لم يكن رجلاً سعيداً عندما وجدته لدى عودتي إلى هوليوود في بداية عام 1946 ، وقد حاول إيرول جاهداً الابتعاد عن صنع صور رمز الجنس ، ولهذا السبب كان يشرب أكثر وأكثر حتى بدأ يفكر في الانتحار ، ففي إحدى المرّات جلس طوال الليل وبيده زجاجة من الفودكا ، وفي يده الأخرى مسدس ، وفي عام 1958 ، قابلته بالصدفة في لندن ، لقد مرّت عشر سنوات منذ أن رأيته آخر مرة ،

تناولنا طعام الغداء في بويلي فومي ، في مكان صغير في سوهو ولا يمكنني التظاهر بأنني لم أصدم من التغيير الجسدي ، كان الوجه منتفخاً ، واليد التي كانت تمسك بقوس روبن هود ، لم يكن بوسعها الإمساك به مرة ثانية ، كانت ترتجف ، أطلعني حينها على مشاكله مع زوجته وتحدث بحزن عن مدى استحالة العيش معها .

بعد فترة قلت :

" أرى أنه لا يزال لديك قضية أخرى تتعلق بالمشاكل الضريبية " .

قال إيرول :

"لقد اكتشفت كتاباً رائعاً إنه مليء بالحلول للمشاكل التي تعترضنا في حياتنا " .

عن / صحيفة ديلي ميل البريطانية

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top