رواية أماندا لي كو   تأخر أشعة النجم   استحضار لروح ثلاث نساء شهيرات

رواية أماندا لي كو تأخر أشعة النجم استحضار لروح ثلاث نساء شهيرات

ترجمة / أحمد فاضل

الكاتبة الأمريكية من أصول آسيوية – سنغافورة – أماندا لي كو، أصغر فائزة بجائزة سنغافورة للأدب، كتبت العديد من القصص القصيرة، هي هنا في روايتها الأولى الصادرة نهاية العام الماضي " تأخر أشعة النجم "، تستحضر من خلالها أرواح ثلاث نساء شهيرات هن مارلين ديتريش،

آنا ماي وونغ، ليني ريفنستال، في سردية خيالية رائعة تستند إلى صورة التقطها ألفريد أيزنشتيدت لآنا ماي وونغ ، وليني ريفنستال ، ومارلين ديتريش، أثناء سهرة في برلين العاصمة عام 1928 .

الرواية ومن خلال هذه الصورة ، تؤرشف الروائية لحياة وعمل الممثلة الألمانية الصاعدة مارلين ديتريش، التي ستمضي في طريقها إلى هوليوود كواحدة من رموزها الدائمة، وآنا ماي وونغ، أول نجمة صينية أمريكية في العالم، ، وليني ريفنستال، التي كان عملها كمخرجة للأفلام الفنية الدعائية سيجعلها مشهورة أولاً، ثم سيئة السمعة بعد ذلك، حيث

تتيح هذه الرواية ابتداءً من نقطة التقاطع الغريبة بينهن ، فقدان مسارات حياة هؤلاء النساء ، من فايمر برلين إلى الحي الصيني في لوس أنجلوس، ومن قرية ساحلية في جبال الألب البافارية إلى شقة فاخرة في الشانزليزيه ، فإن الإعدادات المختلفة التي يعيشون فيها هي منسوجة بشكل غني، مثل الأدوار التي يلعبونها، حيث نكتشف من خلال أصواتها المتعددة ووجهات نظرها عن الإرث الذي تركته كل امرأة منهن على حدة وفي أوقاتهن الخاصة .

يوجه نثر أماندا لي كيو المرح والنشيط القارئ بمهارة حول الأسئلة

الغامضة المتعلقة بالهوية ، والتواطؤ والرغبة والاختلاف بصورة حميمية وواضحة للعيان ، " تأخر أشعة النجم " هو تصوير عميق للأنوثة، جوعها الخاص، وحساباتها المائلة، وخياناتها النهائية ، ويعلن عن صوت أدبي جريء جديد .

هناك العديد من الروايات تتجول عبر الأجيال، تستحضر الروعة، ولا تزال ،، تتركنا راغبين ، أفكر هنا في " مائة عام من العزلة " ، هذه الرواية تجرأت على الوصول إلى أوسع ما يمكن أن تصل إليه، يبدو الأمر كما لو أن مؤلفها ماركيز كان يرى ما لم نره ، بعض الفن الغريب غير قادر على الوصول إلى مثل هذه الرؤية، ليس بسبب نقص المواهب، ولكن ينقص ذلك الفن رؤيته البعيدة ، لذا تخيل فرحي عندما التقيت برواية أماندا لي كو، المليء بالتحول المنظوري، الحسي، وفيها عبور عقود من الزمن وحدود البلدان والحواجز الخيالية للغات والعادات .

فكرة هذه الرواية بسيطة :

لقاء متقاطع، مصادفة في سهرة برلين عام 1928 تم تصويره في صور فوتوغرافية عديدة للمصور ألفريد إيزنشتات بين ثلاث نساء، من بين هؤلاء النساء الممثلة الألمانية المحبوبة مارلين ديتريش، وآنا ماي وونغ، أول نجمة سينمائية أمريكية صينية في العالم، وليني ريفنستال، التي كان عملها كمخرجة لأفلام الدعاية النازية المبكرة ، سيجعلها مشهورة لأول مرة وفي وقت لاحق، ستصبح سيئة السمعة، وتستمر الرواية في تسجيل حياة هؤلاء النسوة الثلاث واجتماعاتهن ( شخصياً، أو عبر الرسائل، أو في نفس العصر) .

واحدة من أجمل الأحداث في هذه الرواية هي في القارب الذي تبحر عليه النساء، إنهم يصممون لأنفسهم طريقة للتقدم، يتألقون بنوع من الصلابة المحترمة والتقدير طوال الوقت، ومن الغريب وصف الطريقة التي جعلتني أشعر بها في الكتاب ، وهي تقديم العلاقة الحميمة على أنها متعددة الوجوه وشبيهة بالماس : مرنة، متحدية، في البقاء على قيد الحياة، لقد أنهيت الرواية كما لو كنت أنتمي إلى سلالة من الناس الذين كانت إنسانيتهم المعقدة والمضطربة فرحة أحياناً وحزينة ، وهذا نادر بالنسبة لرواية غريبة تسعى أيضاً إلى أن تكون أقرب للحقيقة، وأتصور أنه يمكننا الاستمرار في توقع أشياء عظيمة من هذه المؤلفة لسنوات قادمة .

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top