إينو موريكوني.. عبقرية فذة في تاريخ  الموسيقى التصويرية

إينو موريكوني.. عبقرية فذة في تاريخ الموسيقى التصويرية

ترجمة : عدوية الهلالي

توفي فجر الاثنين الفائت مؤلف موسيقى مئات الأفلام السينمائية والمايسترو الإيطالي الشهير انيو موريكوني عن عمر يناهز الحادية والتسعين في العاصمة الايطالية روما حيث تم نقله الى المستشفى بعد سقوطه الذي تسبب بكسر في فخذه ..

حاز موريكوني على جائزة أوسكار كما اشتهر بتأليف الموسيقى التصويرية لأفلام الويسترن سباغيتي ( وهي أفلام تدور أحداثها في الغرب الأمريكي خلال ستينيات القرن العشرين ، وتم إخراجها من قبل مخرجين إيطاليين بالتعاون مع شريك اسباني في الغالب )

ألف موريكوني أكثر من 500 قطعة موسيقية للسينما بألحان أسطورية منها فيلم ( الطيب والشرير والقبيح ) عام 1966 ، فضلاً عن مؤلفاته الموسيقية التي ستبقى ملتصقة بالذاكرة ومنها تلك الانغام المؤثرة على الهورمونيكا في فيلم ( الغرب ) لتشارلز برونسون في عام 1968 ..في وداعه قال عنه المحامي وصديق العائلة جيورجيو اسوما إنه ظل صافياً ومحتفظاً بكرامته حتى اللحظة الأخيرة ، كما أثار موت أحد اشهر المبدعين الإيطاليين في العالم ردود فعل عديدة منها ماقاله رئيس الوزراء الايطالي جوزيبي كونتي : " لقد جعلنا موريكوني نحلم ، واستفز تفكيرنا ، وهو يكتب مقطوعات ستبقى شاخصة الى الأبد في تاريخ الموسيقى والسينما " ، كما كتب العديد من معجبيه من الفنانين :" سنتذكر الى الأبد ، وبامتنان لانهائي ، العبقرية الفنية الفذة للمايسترو انيو موريكوني " ..وعلق وزير الصحة الايطالي روبرتو سبيرانز على تويتر قائلاً :" وداعاً أيها المايسترو ، وشكراً للمشاعر التي قدمتها لنا " ، واقترح أحد نواب البرلمان الايطالي إطلاق اسمه على شارع في روما ..

بالنسبة لهذا الموسيقار المتطلب ، كانت الحفلات الموسيقية مهمة أيضاً لتقدير مؤلفاته لأنه " في السينما لايمكنك الاستماع الى الموسيقى بعناية فهنالك الحوارات والضوضاء ، والمؤثرات الصوتية الخاصة ، وكل مايصرف انتباه الجمهور عن الموسيقى ..ومع ذلك ، يجب الاستماع الى الموسيقى في الحفلات لأنها تسمح للجمهور بالاستماع الى موسيقاي..فقط موسيقاي " على حد تصريحه علم 2017 لأحدى الوكالات في الاستديو الذي أقامه في شقته الرومانية الكبيرة ..

ومنذ أن كان في السادسة من عمره ، بدأ انيو موريكوني المولود في العاشر من تشرين الثاني عام 1928 ، في روما ، التأليف الموسيقي ، وفي العاشرة من عمره ، التحق بدورة البوق للأكاديمية الوطنية المرموقة في سانت سيسيليا في روما ، كما درس التأليف ، الأوركسترا ، الأرغن ، ونظام الاثني عشر صوتاً أو الموسيقى التسلسلية – وهي طريقة خاصة في التلحين - ..

وبعد أن بدأ مشواره بموسيقى ( جادة ) ، تحول الى السينما في عام 1961 عن عمر 33 عاماً مع فريق ( المهمة السرية ) للوسيانو سالتشي ..ثم حقق الشهرة مع فيلم " من أجل حفنة من الدولارات" عام 1964 لسيرجيو ليون ، وجلب له تعاونه مع سيد الويسترن سباغيتي سمعة عالمية ،لكن موريكوني لم يقتصر على أفلام الويسترن ، بل ألف مجموعة مبتكرة لأفلام عصره مثل ( 1900) أو ( فاتال ) ، وأفلام كوميدية مثل ( قفص المجانين ) ، كما وضع موسيقى لأفلام ملتزمة مثل ( ساكو وفانزيتي ) و( الطبقة العاملة تذهب الى الجنة ) أو ( معركة الجزائر )...

اختصر وصفة نجاحه بهذه العبارة :" عندما تصنع موسيقى لفيلم ، ستطرق الموسيقى الباب ، وعليك ساعتها أن تعد المشاهد لسماعها ، ثم تغادر على أطراف أصابعك ، ودون أن تصفق الباب وراءك " ..

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top