حذّر من خطورة واقع حراس المرمى .. أحمد جاسم: التطبيعية طلبتني مقابل 750 ألف دينار وخبيرها متخصّص بكرة التنس!

حذّر من خطورة واقع حراس المرمى .. أحمد جاسم: التطبيعية طلبتني مقابل 750 ألف دينار وخبيرها متخصّص بكرة التنس!

 تمارين السلوفيني مكرّرة وبلا برامج ذهنية .. ودعوة المغتربين عبر اليوتيوب مُخجلة!

 لست تابعاً لحمد .. وأتوق لصناعة جيل جديد من الفئات

 استيزار درجال يفتقد مقوّمات النجاح وأدعوه لإنقاذ الكرة

 بغداد / إياد الصالحي

أكد مدرب حراس مرمى المنتخب الوطني الأسبق أحمد جاسم أن واقع الحراس سواء في الأندية أم المنتخبات يشهد تراجعاً خطيراً بسبب غياب الخبير المتخصّص في شؤونهم ضمن أعضاء اللجنة الفنية لاتحاد الكرة، مبدياً استعداده للعمل في ملاكات تدريبية للفئات من أجل صناعة جيل جديد شريطة ضمان عقد يليق بتاريخه، ولافتاً إلى الضرر الكبير الذي أصاب جميع حراس مرمى الأندية بعد قرار الهيئة التطبيعية بإلغاء دوري الكرة الفائت، وداعياً الى تقييم تجربة مدرب الحراس السلوفيني مع الوطني قبيل تجديد التعاقد معه.

جاء ذلك في حديث موسّع أدلى به أحمد جاسم لـ (المدى) بعد غيابه منذ عام 2008 عن المنتخبات الوطنية، مبرراً الأمر بقوله :"ما بعد نهائيات بطولة كأس آسيا 2007 التي نال فيها الحارس نور صبري لقب الأفضل عقب تحقيق نتائج رائعة دون أن نخسر أية مباراة ولم يدخل مرمانا سوى هدفين، شاركتُ في تصفيات كأس العالم 2010 ، وبعد الإقصاء منها جرى إبعاد ملاكنا الفني عن تدريب المنتخب طوال تلك المدة، مع إن جميع الوفود التي زارت العاصمة الأردنية عمّان التي أقيم فيها منذ عام 2008 سواء كأعضاء الاتحاد أم الأندية أم المنتخبات كانوا يؤكّدون لي أنني أفضل مدرب للحراس على الإطلاق".

لست تابعاً لأحد

وأضاف :"مررتُ بمحطات عدّة، وتشرّفت في العمل مع مدربين كُثر وأخص منهم الكابتن عدنان حمد، رجل مخلص ووطني، وقدّم الكثير للكرة العراقية، وصنع جيلاً مهماً لها، وبامتداد تاريخي لم أكن تابعاً لأي مدير فني، ربما لطول فترة عملي مع عدنان وانسجامنا معه وتحقيق نتائج جيدة يتصوّر البعض أنني لا أعمل إلا ضمن ملاكه، وهذا غير صحيح، سبق لي أن عملتُ مع عموبابا، وعبدالإله عبدالحميد، وناجح حمود، وأنور جسام، وأيوب أوديشو، وعامر جميل، وأكرم سلمان، وسعدي توما، وحتى مع حيدر محمود وعصام حمد ممثلا الجيل الفني الجديد الذي كنّا ندرّبهم أيام دفاعهم عن المنتخبات، لهذا أنا مخلص للجميع، ولا يعني ابتعاد عدنان عن التدريب ثلاث سنوات أن أجلس في بيتي، بالعكس لديّ سيرتي الجيدة التي تؤهّلني لقبول العرض المناسب من أي فريق أرى نجاح مهمّتي معه".

اعتماد الحرّاس

وعن أسباب اعتماد بعض الحراس لفترة طويلة مع المنتخب، قال :"في عام 1998 اعتمدتُ الحارس أحمد علي (بارتيز) وعام 2000 جِئتُ بنور صبري، وفي العام التالي ألحقتُ عدي طالب بهما، شاركوا في أهم البطولات، وأثنين منهم (نور وعدي) يواصلان اللعب لحد الآن، وفي عام 2005 أخترتُ محمد كاصد مع الأولمبي، ومنذ عام 2008 الى 2020 لا علاقة لي بحرّاس مرمى المنتخبات كوني لم استمر بمهمتي، ولو أتيحت لي الفرصة لقدّمت عشرة حرّاس من أفضل المواهب، لهذا ليس بالضرورة أن يتم اعتماد نفس الحرّاس لفترة طويلة، بل يتوجّب أن يكون هناك حارس شاب بين الكبار مثلما فعلتُ بزج حارس مرمى نادي الكاظمية نور صبري آنذاك في بطولة غرب آسيا وسط كبار الحراس أمثال عامر عبدالوهاب وهاشم خميس وعماد هاشم وإبراهيم سالم وجليل زيدان".

اللجنة الفنية

ولفت أحمد، إلى أنه :"منذ عام 2015 طالبتُ اتحاد الكرة بضرورة وجود خبير مختص بشؤون حرّاس المرمى ضمن اللجنة الفنية، وتساءلتُ مَن يُحاسب مدربي الحرّاس ويطوّرهم ويُقيّم أدائهم بدلًا من مهاجمتهم وتحميلهم أسباب الإقصاء من البطولات الكبرى؟ وحتى الهيئة التطبيعية التي مارست مهامها منذ السادس من نيسان 2020 شكّلتْ لجنتها الفنية من دون أن تضم خبيراً في تدريب الحرّاس، والغريب أنها سمّتْ دكتوراً متخصّصًاً في كرة التنس ضمن خبرائها"!

عرض بائس

وتابع :"لما كتبتُ في صفحتي في (الفيسبوك) عن هذا الموضوع تم الاتصال بي من عديد الشخصيات الكروية للاستفهام عن الموضوع، ثم فاتحتني التطبيعية ذاتها لقبول انضمامي للجنة الفنية مقابل 750 ألف دينار! وقلت مع نفسي كيف أترك أولادي في الأردن وأقبل العمل بهذا المبلغ الذي لا يكفي حتى للسكن؟ صراحة عرض بائس لم تراع التطبيعية تاريخي وقيمتي وعملي كمحترف وخبرتي طوال 43 عاماً، فاعتذرت عن القبول لعدم القدرة على التضحية باستقرار أولادي وراحتهم لاسيما بعد وفاة زوجتي".

مسؤولية الوزير

وذكر أحمد :"هنا أحمّل جزءاً من المسؤولية الى الكابتن عدنان درجال وزير الشباب والرياضة كونه يعرف احتياجات بناء الكرة العراقية، وكان يفترض به أن لا ينسى ذلك في مرحلة تشكيل اللجان، وبالمناسبة فإن استيزاره في ظرف حرج تمرّ به كرة القدم لم يكن مناسباً، فالناس تعرف أنه جاء لإصلاح اللعبة، وضحّى بكثير من المال والجهد من أجلها وعليه المضي في مشروعه، لكنه اختار طريقاً آخر لا يستطيع أن يمتلك فيه مقوّمات النجاح كونه يعمل تحت مظلّة حكومة مؤقتة بمدة زمنية غير كافية وميزانية حرجة وأعباء وباء كورونا. أتمنى أن يحافظ على تاريخه ويعود لإنقاذ اللعبة التي تترقب الجماهير تغييرات ستراتيجية في عملية النهوض بها".

الأصلح لرئاسة الكرة

وعن الشخص الأصلح لرئاسة اتحاد كرة القدم المقبل، قال :"مهما كانت كفاءة الشخصية المرشّح ونزاهتها فإنه لن يُغيّر شيئاً من واقع اللعبة نتيجة استمرار ظروف البلد، ما يهمني هنا معرفة سرّ التكالب على المنصب من نجوم الكرة، أليس من الأجدر التساؤل كم نجماً في العالم أصبح رئيس اتحاد كرة في بلده؟ هناك مئات اللاعبين الكبار في الاتحادات الأوروبية مثلَا لم يجرؤ منهم على مسك ملف إدارة الاتحاد سوى أثنين أو ثلاثة طوال مئة عام، فلماذا نرى في العراق من يفوز بكأس آسيا يفكّر برئاسة الاتحاد"؟!

خطر كبير!

وحذّر أحمد :"أن حراس المرمى هم أكثر اللاعبين ضرراً من إلغاء دوري الكرة الفائت 2019-2020 ومن ضبابية إقامة الدوري الجديد في أيلول المقبل أو تأجيله للعام 2021، فاللاعب العراقي والعربي بصورة عامة يركض دائماً ويبذل مجهود بدني كبير مع مجهود ذهني قليل، والعكس صحيح لدى حارس المرمى هو أقل لاعب في كرة القدم يبذل جهد بدني وأحياناً لا يتجاوز كيلومترين مقارنة بالمدافع أو المهاجم الذي يركض ستة عشر كيلومتراً، وما يحتاجه الحارس أن يكون حاضراً ذهنياً 100 %، وهذه النسبة لن تتحقق في ظلّ ابتعاده عن المباريات التنافسية والواقعية سنة كاملة أو أكثر، وفي ضوء ذلك أرى أنّ مركز حراسة المرمى سواء في الأندية أو المنتخبات يواجه خطراً كبيراً"!

تقييم المدرب السلوفيني

وبخصوص تقييمه لمدرب حراس المنتخب السلوفيني، قال :"كل حرّاس المرمى الذين درّبتهم كانوا يتواصلون معي بلغة العيون أثناء المباراة في حالة التشجيع أو الانتقاد أو تسريع اللعب أو إيقاف المباراة لقتل حماسة المنتخب المنافس وتخفيف ضغطه، ولا أعتقد أن هذ الأمور تهم مدرب حراس المنتخب السلوفيني الذي لا أعرف كيف يتواصل مع جلال حسن ومحمد حميد وفهد طالب أثناء التمرين أو المباراة؟ المهم لديه فرصة عمل مهمّة مع منتخب في أعلى بطولة على مستوى تصفيات كأس العالم يضيفها الى سيرته مع فائدة مالية كبيرة، وحسب ما نقل لي الحرّاس إنه لا يتواصل معهم نهائياً بواسطة تقنية الاتصال المرئي أو موقع الفيسبوك، ولا يمتلك غير أربعة تمارين يكرّرها دائماً، والأخطر بين كل ذلك حسب ما علمتُ أنه يجلس على المدرّجات في بعض المباريات الرسمية وإن صحّ ذلك فهي طامة كبرى! كما أنه لم يقدّم برامج علمية وذهنية تعوّضهم الخمول بسبب جائحة كورونا كون من السهولة أن يخرجوا عن أجواء المباراة بسبب عدم الثبات الانفعالي المؤشّر على أدائهم، كل ذلك لن يحدث لو تواجد خبير في شؤون تدريب حراس المرمى داخل اللجنة الفنية كي يواجهَهُ ببرنامج عمله منذ مباشرته ومحاسبته".

دعوة العاني

وأكد أحمد بشأن دعوة الحارس قيس العاني للمنتخب الوطني :"من المُخجل أن تتمّ دعوة حارس مرمى يلعب في دوري الدرجة الرابعة البولندي بشكل مباشر لتمثيل المنتخب الوطني عبر مشاهدته باليوتيوب! المنتخب أكبر من الجميع، وكان بالإمكان استدعاء قيس بداية بعيداً عن الإعلام وتجريبه في أكثر من تمرين، وعند توفّر القناعة نعطي قرارنا بشأن صلاحه من عدمه، ما يجري هنا تخبّط واضح في دعوة اللاعبين المغتربين حيث نشغل الوزارات المعنية لإنجاز أوراقهم الرسمية بالتنسيق مع الاتحادين الدولي والآسيوي، ويتضح لاحقًا من خلال عطائهم أو سلوكهم أنهم دون مستوى الطموح، والمستفيد من كل هذه الجعجعة اللاعب ووكيل أعماله لا غير".

عجب في الدوري 

وأختتم أحمد جاسم حديثه بخصوص تجربة عمله في الدوري العراقي :"لن أكرّر العمل مع الأندية العراقية مستقبلاً، كنتُ مبتعداً عنها سنين طوال، لكن خلال السنتين الأخيرتين رأيت العجب، فكلّ ما كنتُ أسمعه شاهدته بعيني مثل كذب بعضها وهضم الحقوق بدءاً من نادي كربلاء الذي عملتُ ضمن ملاك مدربه حيدر محمد لمدة أربعة أشهر وتسلّمتُ راتب شهر واحد فقط، ومع نادي الطلبة شهر واحد بمعية يحيى علوان ونزار أشرف حيث وعدوني ثلاث مرات بتسليم العقد وأخلفوا، أما نادي أربيل فالأمر مختلف، تم منحي حقوقي للأشهر الأربعة، وكذلك نادي أمانة بغداد كان موقفه جيداً، وفي الخلاصة هناك مشاكل كثيرة، دوري بلا بداية ولا نهاية، ومُطالب عشرات المرّات أن أجري إعداداً عاماً وخاصاً. الدعوة الوحيدة التي سألبيها للعمل في العراق هي خدمة المنتخبات من البراعم والاشبال والناشئين وصولًا الى الوطني بشرط يُخصّص لي الأجر المستحق، فأنا توّاق لصناعة جيل جديد من الحراس الصغار ولا أحتاج الى اسم وتاريخ".

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top