بغداد/ المدى
كشفت حادثة اختطاف ناشط في الناصرية، هوية الطرف الثالث المتهم بقتل المتظاهرين في احتجاجات تشرين والذي حاول بعض اطراف حكومة عادل عبد المهدي السابقة استخدام المصطلح للتشويش على الفاعلين - وفق ما يقوله ناشطون.
ومنذ 3 ايام يبحث جهاز مكافحة الارهاب عن سجاد العراقي، الذي اختطف قبل ايام بعد اصابة زميله، بخديعة من قبل السائق الذي كان يقود السيارة التي تقلهم من بغداد، حين هاجمهم مسلحون مجهولون بسيارتين عند مدخل الناصرية الشمالي.
وانعطف حادث الاختطاف الى مواجهة وشيكة بين الجهاز وعشائر متهمة باخفاء الخاطفين حيث كشفت هذه المواجهة عن "تخادم" بين قبائل واحد ابرز الاحزاب والتي تملك فصيلا مسلحا معروفا ضمن الحشد الشعبي، متهما بالحادث، بحسب ناشطين.
وكان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، قد بدأ مطلع ايلول الحالي، عمليات لـ"ضبط السلاح" لدى العشائر والفصائل المسلحة في جنوبي البلاد، للحد من عمليات القتل والنزاعات المحلية التي تجري هناك، في خطوة استفزت بعض العشائر.
ويقول علي سعد، وهو اسم مستعار لناشط في الناصرية لـ(المدى) ان "بعض الفصائل المسلحة والتي تتخادم مع العشائر التابعة والمؤيدة لها، تختطف مدن الجنوب، وتعرقل أي عملية لتثبيت الامن هناك".
وكانت (المدى) قد كشفت في عدة تقارير عن صراعات مسلحة في بعض مدن الجنوب تغلف بغلاف النزاعات العشائرية، لكنها في الحقيقة تنافس حاد على ايرادات المنافذ وبعض المفاصل الاقتصادية، والتي تحميها فصائل مسلحة.
وثار غضب العشائر على خلفية وصول قطعات من جهاز مكافحة الارهاب الى الناصرية بحثا عن سجاد العراقي، فيما طالبت احدى العشائر الحكومة بالاعتذار على خلفية مداهمة مضيف العشيرة.
وبدأ جهاز مكافحة الارهاب الثلاثاء، بعمليات التفتيش في بساتين سيد دخيل، جنوب شرق الناصرية، بحثا عن الناشط المختطف، فيما يقول سعد الذي تحفظ على اسمه الصريح خوفا من ملاحقة الفصائل ان "سجاد العراقي تم نقله من سيد دخيل قبل وصول القوات".
وتدفق المئات من مسلحي العشيرة على مدينة سيد دخيل، بعد واقعة تفتيش منزل شيخ القبيلة، وقاموا بما يشبه الاستعراض العسكري وسط المدينة، فيما اعلنت قيادة شرطة ذي قار، ان القوات التي تبحث عن الناشط المختطف "غير خاضعة لتوجيهات قيادة الشرطة".
ويكشف البيان عن صعوبة عمل جهاز الشرطة في المناطق العشائرية، حيث تتداخل الانتماءات القبلية والمصالح والخوف من الثأر العشائري مع عمل الاجهزة الامنية، وهو ما يفسر ارسال الحكومة لـ"مكافحة الارهاب" الى الناصرية.
واعلنت خلية الإعلام الأمني التابعة للحكومة، الاثنين الماضي، تكليف قوة من جهاز مكافحة الإرهاب للتوجه إلى محافظة ذي قار والبحث عن الناشط المختطف "سجاد العراقي".
ما علاقة منظمة بدر بالحادث؟
وبحسب زميل الناشط "العراقي"، منتظر عبد الكريم، الذي كان برفقة المختطف اثناء وقوع الحادث، ان السائق الذي قاد الناشطين من بغداد الى الناصرية "نسق مع الخاطفين"، واصر على الذهاب الى الناصرية.
وقال عبد الكريم في سلسلة تغريدات على "توتير" ان "السائق وهو صديقنا احمد حمدي الابراهمي هو ابن عم الخاطف ادريس كريدي"، والاثنين صدرت بحقهما مذكرات قبض بعد يومين من الحادث.
وبحسب عبد الكريم ان "سيارتين من نوع بيك أب حاصرتا السيارة التي كان يستقلها الناشطون، مضيفا أن أحد المهاجمين كان يحمل مسدسا كاتما للصوت".
واتهم الناشط منتظر "منظمة بدر وعصائب أهل الحق وأمن الحشد" بالمسؤولية عن الاختطاف، بحسب تغريدات للاخير.
وفتحت حادثة خطف الناشط وارسال قوات مكافحة الارهاب، حملة انتقادات واسعة من فصائل مسلحة شيعية بدأت الحكومة تضيق نشاطها، بالمقابل اعتبرها ناشطون بانها تصرفات تدل على هوية "الطرف الثالث" المتهم بقتل المحتجين في تظاهرات تشرين.
اعتذروا لـ"سيد دخيل"!
وطالبت كتائب حزب الله – احد فصائل الحشد الشعبي- الحكومة بالاعتذار الى عشائر الناصرية، ووصفت اعمال جهاز مكافحة الارهاب بـ"الصبيانية".
وقال حساب ابو علي العسكري المسؤول في الكتائب على تويتر: "بحثنا ارسال قوة مختصة لفك الاشتباك بين الاخوة في جهاز مكافحة الارهاب وبين اهلنا الاعزاء بقضاء سيد دخيل في الناصرية".
وسبق للكتائب ان اتهمت رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، بعلاقته بحادث اغتيال الجنرال الايراني قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس بغارة امريكية مطلع العام الحالي، قرب مطار بغداد.
واضاف حساب العسكري: "على الحكومة تقديم اعتذار(...) وان ياخذوا دورهم في ابعاد الاجهزة الامنية عن هذه الاعمال الصبيانية".
وكان رئيس جهاز مكافحة الارهاب عبد الوهاب الساعدي، قد قال إن "بعض المعلومات المتوفرة عن اختطاف سجاد العراقي، وان الاجهزة الامنية تتحرك وفق هذه المعلومات".
وأضاف في تصريحات الثلاثاء الماضي، أن "عناصر جهاز مكافحة الارهاب وقطعات الشرطة المحلية في المحافظة هي قوة عراقية تسعى لتنفيذ القانون واي تجاوز عليها سيواجه ردا بمستوى فعل التجاوز".
الى ذلك تساءل نعيم العبودي، النائب والقيادي في عصائب اهل الحق، قائلا: "علام استندت خطوة الحكومة غير الموفقة، باستفزاز عشائر الناصرية؟".
واضاف العبودي في تغريدة على (توتير) ان عشائر الناصرية "قدّمت أغلى ما لديها في سبيل حرية العراق وفي مواجهة داعش وأذنابها؟؟ نأمل بتصحيح هذا الخطأ الستراتيجي بأقصى سرعة ممكنة"، في اشارة الى ارسال "مكافحة الارهاب" الى المدينة.
وكانت العصائب بزعامة قيس الخزعلي، قد صعدت من مواقفها ضد حكومة الكاظمي، خصوصا بعد حادثة اعتقال "خلية الدورة" في حزيران الماضي، المتهمة باستهداف المنطقة الخضراء.
وقال الناشط علي سعد ان "هذه التصريحات المعارضة للحد من عمليات الاختطاف تكشف من يقف ضد المتظاهرين ومن ساعد ودعم استهدافهم في ساحات الاحتجاجات. هم اذا الطرف الثالث".
اترك تعليقك