متابعة المدى
كان لـ"مؤسسة المدى الثقافية"، دور بارز في حركة الاحتجاج من خلال حملة الحريات التي نظمتها، وساهمت بشكل فاعل في الحركة الاحتجاجية، من خلال إصدار جريدة يومية توزع مجانًا في ساحة التحرير حملت اسم "الاحتجاج". وهي تقوم بتغطية نشاطات المتظاهرين ونشر بياناتهم إضافة إلى مقالات لكتاب تسهم في رفع الروح المعنوية للمتظاهرين.
والصحيفة صدرت بالأيام الأولى لانطلاقة الاحتجاجات في 25 تشرين الثاني الماضي، ووزعت في بغداد ومعظم المحافظات... ولقيت إقبالًا واسعًا من القراء في ساحات الاحتجاجات وأيضًا في مناطق كثيرة من العراق، حيث يتم طبع كميات كبيرة منها.
كذلك افتتحت مؤسسة (المدى) مكتبة باسم (مكتبة شهداء التحرير) داخل المطعم التركي، أو ما بات يعرف بـ"جبل أحد". وهذه المكتبة هي مساهمة بسيطة قدمتها المؤسسة إلى المتظاهرين الذين يضحون بأرواحهم من أجل الإصلاح والتغيير، وكانت أبوابها مفتوحة لكل الراغبين في الحصول على الكتب مجانًا، وأيضًا وفرت مكانًا للقراءة، وقامت المكتبة بتقديم الكتب المجانية، إلى جانب توزيع جريدة (المدى) وجريدة (الاحتجاج). وقد رفدت المكتبة بإلاصدارات الحديثة وبمختلف العناوين، كما رعت تبرعات الكتب من عدد كبير من المتظاهرين. وبمناسبة بدء العام الجديد صممت (المدى) في قلب ساحة التحرير شجرة ميلاد هي الاكبر توسطت ساحة التحرير، مزينة بعلم العراق وصور شهداء الانتفاضة.
ومن بين النشاطات الثقافية التي قامت بها (المدى) في ساحة التظاهرجلسة ثقافية في ساحة التحرير، بين صفوف المتظاهرين وتضمنت توقيع كتابين: "ضباب الامكنة" و"وراء الرئيس الهارب" لزهير الجزائري، و"من نافذة الحياة" للفنانة الرائدة فوزية الشندي. حضرها جمهور كبير من المتظاهرين والادباء والمثقفين..
وهي ضمن النشاطات التي دأبت (المدى) على إقامتها في ساحة التحرير، بعد سلسلة من النشاطات الثقافية المتنوعة.
وتحدثت السيدة فوزية الشندي قائلة: سعيدة جدا ان اوقع كتابي في أجمل ساحة في العالم، ومع شباب هم ابنائي واللي يقودون هذه التظاهرات منذ اكثر من شهرين، وسعيدة اكثر ان يقتني هذا الكتاب هؤلاء الفتية.. واضافت: الكتاب يتضمن مجموعة من السيناريوهات التي كتبتها خلال مسيرتي حاولت ان اوثقها لتكون بين يدي دارسي المسرح والتلفزيون.
فيما قال الاديب زهير الجزائري: الكتابان اللذان الاول منهما ضباب الامكنة الذي تناولت فيه مجموعة من الامكنة التي عايشتها منذ طفولتي ومن ضمنها ساحة التحرير ولكن قبل ان تشتعل فيها انتفاضتكم، والكتاب سيرتي الشخصية في هذه الامكنة، وايضا سيرة المكان نفسه؛ وقد بدأت بهذا الكتاب في لندن ولكني عندما عدت الى العراق وجدت تغيرا كبيرا في هذه الامكنة.
ومنذ تحول المظاهرات إلى اعتصام مفتوح في ساحة التحرير، أسهم كثير من الفنانين العراقيين، وكذلك طلبة معاهد وكليات الفنون المشاركون في الاعتصام، في رسم جداريات ولوحات على جدران الساحة ونفقها، تترجم الشعارات الوطنية.
فقد أقام أكثر من 20 فنانة وفنانًا في ساحة التحرير، سمبوزيوم مباشرًا للفن التشكيلي، وقد نفذوا أعمالهم تحت المطعم التركي بنحو 25 مترًا، ليبثوا رسالة مفادها: "نشر الحياة والألوان والثقافة بدل الموت والدم في هذه الساحة".
وتمثل اللوحات المعروضة، كما يقول (عباس): "تجسيدًا بصريًا لمطالب شباب المظاهرات ضد الفساد والطائفية والتبعية.
فاللوحات المعروضة تعكس تطلع كل فنان وفنانة لمستقبل عراقي، نتمناه جميعًا معافى، كما هي اللوحة الحاضرة بكل ألقها في ساحة التحرير، والتي لها فعلها المؤثر في نفوس الجماهير".
أصدر عدد من المثقفين جريدة (تكتك)، لتغطية المظاهرات والفعاليات والنشاطات الخاصة بساحة التحرير وسط بغداد وعموم المحافظات العراقية. وجاءت تسمية الصحيفة تيمنًا بسائقي عربة (التوك توك) الشباب الذين كان لهم الدور الأبرز في إسعاف المصابين، ونقلهم إلى المستشفيات القريبة، إلى جانب قيامهم بنقل المؤن ومياه الشرب والأدوية والمستلزمات الضرورية إلى المتظاهرين في ساحة التحرير. وهي تمول من خلال التبرعات الخاصة، وتوزع مجانًا.
اترك تعليقك