إيقاف منافسات كرة القدم

ولجأ اتحاد الكرة الى إيقاف منافسات دوري الكرة الممتاز للموسم 2019-2020 اعتباراً من المرحلة الثالثة مُعلناً تضامن مجلس إدارته مع المتظاهرين في ساحة التحرير بالعاصمة بغداد أملاً في تحقيق الأهداف المنشودة التي تم رسمها وتقديمها الى رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي حيث شارك عدد من أعضاء مجلس الإدارة ولاعبي الأندية العراقية والحكّام في المسيرات الضخمة رافعين فيها الأعلام العراقية ومنادين بضرورة تحقيق الإصلاحات الحقيقية التي تعيد للمواطن العراقي كرامته وتستنكر ما قامت به القوات الأمنية من استخدام الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع بحقّهم الطبيعي الذي يمارسوه من أجل الحصول على حقوقهم المشروعة التي كفلها الدستور العراقي الذي تم تشريعه من قبل مجلس النواب وسار على الطريق ذاته اتحادات كرة السلة واليد والطائرة وألعاب القوى وغيرها من الاتحادات ذات الألعاب الجماعية والفردية التابعة تحت مظلّة اللجنة الأولمبية العراقية.

(بوستات) النجوم

وأعلن نجوم الكرة العراقية عن تضامنهم الكامل مع مطالب المتظاهرين منذ يوم الأول من شهر تشرين الأول الماضي من خلال (البوستات) الخاصة بهم على مواقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك وتويتر وانستغرام وتليغرام) وهم يبحثون عن تحقيق جزء ما يتمّنوه من دولة ترعى حقوقهم المشروعة باعتبارهم جزء من هذا الوطن الذي يتوجّب على حكومته تنفيذ طلباتهم في سبيل العيش الرغيد ومساواتهم بمواطني دول العالم الأخرى.

وقام موسيقار الكرة العراقية نشأت أكرم بنشر صورة لمتظاهر سقط بالقرب من ساحة التحرير بعد تعرّضه الى اعتداء من قبل أحد القوات الأمنية وأرفقه بتعليق مقتضب (ويبقى العراق واللّهم استودعناك العراق وشعبه).

ونشر صانع ألعاب المنتخب الوطني لكرة القدم صالح سدير صورة للمتظاهرات عبر حسابه الرسمي بموقع تويتر ألحقها بكتابة عبارة قصيرة (اللّهم احفظهم بحفظك وأنصرهم يا رب) وشاطره في رأيه زميله المدافع الدولي السابق علي حسين رحيمة الذي أعلن تأييده الكامل لمطالب المتظاهرين ونشر صورة كبيرة للعلم العراقي مع تعليق بسيط (الفرح قريب إن شاء الله) .

علي عدنان .. والمشهد العظيم

وقام مدافع المنتخب الوطني لكرة القدم علي عدنان المحترف في صفوف فريق فانكوفر الكندي بنشر صورة جميلة لمجموعة من الأطفال وهم يخرجون من المدارس القريبة من مناطق اندلعت فيها التظاهرات قريبة من ساحة التحرير معلّقاً عليها بالقول (هل يوجد هناك مشهد أو صورة أعظم من هذا المشهد وهذه الصورة الرائعة؟ سلام لأرض خلقت للسلام وما رأت يوماً سلاماً يا رب تحفظ العراق) وساهم بعد عودته في إجازة قصيرة الى العاصمة بغداد في المشاركة ضمن حملات الطبخ وتوزيع الوجبات الغذائية على آلاف المشاركين في هذه التظاهرات قادمين من جانبي الكرخ والرصافة والمحافظات ممّا أثار السعادة والفرح لديهم وهم يرون أحد صنّاع الإنجاز العراقي في كأس العالم للشباب عام 2013 وأصبح مادة تلفازية يسعى منها المراسلون الى الحصول على خبر حصري خاص بهم.

فوز تاريخي على إيران

وقطع لاعبو المنتخب الوطني لكرة القدم العهد للمتظاهرين في العاصمة بغداد والمحافظات الوسطى والجنوبية بأنهم سيكونون اللاعب الأول في القائمة الرئيسة التي سيختارها السلوفيني سريتشكو كاتانيتش من أجل إهدائهم فوزاً تاريخياً لا ينسى من الذاكرة بسهولة في مباراة إيران التي جرت يوم الرابع عشر من شهر تشرين الثاني الماضي ضمن الجولة الخامسة من التصفيات الآسيوية المشتركة لنهائيات كأس العالم لكرة القدم 2022 بقطر وكأس آسيا لكرة القدم 2023 بالصين الذي أشّرت نتيجة النهاية الى انتصار أسود الرافدين حيث جاء الهدف الثاني منه بواسطة المهاجم علاء عباس من كرة ركنية ارسلها اليه أمجد عطوان في الموقعة المصيرية التي جرت على ملعب عمّان الدولي بالعاصمة الأردنية ليحوّل الأجواء فيها الى مسيرات فرح رُفعت خلالها رايات الله أكبر عالياً واستمرّت حتى الساعات الأولى من فجر اليوم التالي، شاكرين النجوم على الوفاء بهذا الإنجاز الجديد الذي سيحفّزهم على مواصلة المسيرة نحو نيل حقوقهم المشروعة لأبسط مواطن يريد العيش بسلام ومحبة في بلد عانى من كثرة الحروب وظلم شعبه!

كمامة صفاء هادي

وأكد صانع الألعاب صفاء هادي أنه نفّذ وصيته للمتظاهرين من خلال ارتدائه الكمّامة بعد لحظات من تسجيل هدف الفوز الأول لمنتخبنا الذي نجح المهاجم مهند علي كاظم في إحرازه وقرأ صفاء سورة الفاتحة حِداداً على أرواح الشهداء الذين سقطوا منذ يوم الأول من شهر تشرين الأول 2019 متحدّياً ما قد يواجه من عقوبات انضباطية من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم وحظي تصرّفه بثناء وإشادة من قبل عدد كبير من أنصاره وإخوانه المتظاهرين الذين كانوا يتواصلون معه يومياً ما بين ساحة التحرير والعاصمة الأردنية عمّان، وأصبح بعد ذلك مادة دسمة للبرامج الرياضية في القنوات العراقية للحديث عن المشاعر التي انتابته والطريقة التي اتفق بها مع إداريي المنتخب لإعطائه الكمامة وارتدائها للحظات معدودة، وهو يشاهد آلاف من الجماهير العراقية المتواجدة على مدرجات عمّان الدولي ترفع علم العراق عالياً وتنشد الأناشيد الوطنية التي تمجّد بعراقة بلد تجاوز تاريخه أكثر من ستة آلاف سنة.

مسيرات التكتك

واستمرّت حملات الإشادة والإعجاب لمتظاهري ساحة التحرير في العاصمة بغداد والمحافظات الذين نصبوا شاشات عملاقة لمشاهدة أداء نجوم المنتخب الوطني لكرة القدم في الموقعة الخليجية المثيرة التي جمعتهم مع المنتخب البحريني الشقيق يوم التاسع عشر من شهر تشرين الثاني الماضي على ملعب عمّان الدولي بالعاصمة الأردنية عمّان والتي كانت متميّزة في كل شيء باستثناء نتيجة التعادل السلبي التي آلت في النهاية الى منحهم صدارة المجموعة الثالثة بالدور الثاني في التصفيات المشتركة والتي ستفتح الطريق نحو المرور الى الأمام أملاً في نيل تذكرة الدور الثالث الحاسم للمونديال والتأهل الى النسخة الثامنة من بطولة كأس آسيا لكرة القدم حيث تواصلت الأفراح والمسيرات عبر (التُكتُك) الى صبيحة التالي من المباراة التي شهدت تواجد عدد من لاعبينا المحترفين في الساحة بعد أيام من العودة الى بغداد من أجل أخذ صورة تذكارية مع المتظاهرين قبل المغادرة الى البلدان التي يحترفون في أنديتها في الموسم 2019-2020.