اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > سياسية > واشنطن بوست: كشف قتلة المحتجين أكبر اختبارات حكومة الكاظمي

واشنطن بوست: كشف قتلة المحتجين أكبر اختبارات حكومة الكاظمي

نشر في: 5 أكتوبر, 2020: 07:31 م

 ترجمة/ حامد أحمد

في احدى ليالي شهر شباط الباردة وصل ضيف غير متوقع، رئيس جهاز المخابرات مع حمايته الى مجلس عزاء. الحضور من المعزين اداروا رؤوسهم تجاهه، واكثرهم كان متفاجئا بالزيارة هو علي مختار، الأب المنكوب بولده المغدور محمد .

علي تقدم بخطوات بطيئة وسط قاعة المعزين للترحيب به، ثم تقدم بعد ذلك الاقارب. الزائر غير المتوقع استقبل علي وهو ينظر الى عينيه .

علي كان يحمل شهادة وفاة ابنه الاوسط محمد. قال لمصطفى الكاظمي وهو يشير الى حقل سبب الوفاة الذي ترك فارغا "نريد كتابة سبب الوفاة. عليك ان تخبر الجميع بما حصل ."

الذي لم يكن احد يتوقعه في تلك الليلة هو ان مدير جهاز المخابرات مصطفى الكاظمي، سيصبح قريبا وبشكل غير متوقع رئيسا لوزراء البلاد. كيف ستكون استجابته لطلبات مثل طلب علي ستفصح بالنهاية عن ان الكاظمي سيكون قائدا يهدف الى وضع العراق في مسار جديد، ولكن سيواجه قوى متنفذة غالبا ما تميل للعنف في سبيل تقويض مساعيه .

الشاب محمد 20 عاما من اهالي بغداد، كان واحدا من بين اكثر من 560 عراقيا آخر سقط قتيلا خلال احتجاجات ضد الحكومة عبر السنة الماضية على يد قوات امنية رسمية ومجاميع مسلحة .

كقائد جديد للبلاد، فان جهوده لمساءلة المتورطين بقتلهم ستصطدم مع مصالح الذين صاغوا منظومة العراق السياسية منذ اسقاط النظام السابق في 2003 .

مقربين من الكاظمي ذكروا فيما بعد بان ظهوره في مجلس العزاء ذلك في ليلة شهر شباط لم يكن محظ صدفة لانه كان متعاطفا مع احزان المحتجين .

استنادا لأقارب حضروا مجلس العزاء، فان الكاظمي واستجابة لالتماس علي، وضع يده على صدره ووعد بجلب القتلة للعدالة. وقال الكاظمي لوالد محمد "دماء محمد لن تذهب سدا ."

ومنذ ان تسلم الكاظمي سلطة رئاسة الوزراء في ايار، وصدى الوعد الذي قدمه لعلي لم يفارقه. كثير من العراقيين يتساءلون فيما اذا سيكون قادرا على تسمية الذين اصدروا الاوامر بالقتل. هل سينجح بضبط المجاميع المسلحة؟ وبينما اصبحت مساعيه واضحة، اقدمت احدى تلك المجاميع هذا الصيف على قتل احد مستشاريه الامنيين البارزين. كان ذلك بمثابة تحد لرئيس الوزراء امام جهوده . محمد كان لديه حلم بان يتخرج من كليته ليصبح مهندس حاسبات ولكن سعيه لهذا الهدف واجه حاجزا، ضمان وظيفة حكومية قد يتطلب دفع رشوة من مبالغ طائلة والقطاع الخاص كان هزيلا .

اثنان آخران من الشباب قتلا بصحبة محمد في ذلك اليوم من ايام شهر شباط. لا أحد منهم يعرف الآخر. لقد جاؤوا من خلفيات مذهبية ودينية مختلفة. ولكن قصصهم الفردية نسجت من تاريخ مشترك .

علاء الشمري 26 عاما، من عائلة بسيطة من مدينة الصدر كانت تكافح من اجل تلبية احتياجاتها. يستذكر اقاربه بان علاء ترك المدرسة وهو مراهق ليدعم عائلته، وقد عانا كثيرا تحت وطأة قرض أخذه ليسدد مبلغ رشوة لضمان وظيفة حكومية. ولكن الحكومة فشلت بتمرير ميزانية جديدة، وهذا يعني بالنسبة لعلاء ان لا وجود لراتب .

الشاب الثالث هو رامون رايان 16 عاما، من ابناء الطائفة المسيحية ولد في مدينة الموصل. عائلته تعرضت للتهجير عدة مرات بسبب المعارك. والده تعرض للاختطاف من قبل القاعدة وتم اطلاق سراحه بعد ان باعت العائلة ما تستطيع لجمع مبلغ الفدية. وفي عام 2014، بعد وصول داعش، هرب المسيحيون وهم مذعورين، المسلحون سلبوهم عند نقطة تفتيش. ويقول اقاربه انه بينما وصلت عائلة رامون نازحة الى بغداد في حينها لم يتبق لهم شيء. والده يدخر من راتبه ما امكن لتسديد ايجار الشقة وكان المراهق رامون يعمل ما يمكن ان يحصل عليه من عمل لمساعدة العائلة في المعيشة.

رامون لم يخبر عائلته الى اين كانت وجهته في صباح ذلك اليوم من شهر شباط، ترك البيت ولم يعد له أبدا. والداه علما فيما بعد الى اين ذهب بعد ان اخبر صاحب محل قريب منهم .

ويستذكر صاحب المحل قوله لرامون بعد ان علم وجهته "من اجل اي شيء انت ذاهب الى هناك". ورد رامون عليه بالقول "انا ذاهب لانقاذ بلدي ."

واستنادا لأقوال عوائل الشهداء الثلاثة، بينما كان رامون يشق طريقه نحو ساحة التحرير وسط بغداد بتاريخ 25 شباط، كان محمد قرب المطار ايضا مستعدا للالتحاق بالآخرين في ساحة التحرير. اما علاء الشمري، استنادا لاحد اصدقائه، التحق بساحة التحرير وهو في طريقه لوظيفته في وزارة الكهرباء وذلك بعد ان سمع في مواقع التواصل عن مقتل زملاء له اثناء الاحتجاجات وكان قد لقي حتفه بعد وصوله للساحة بفترة زمنية قصيرة.

علي والد محمد يستذكر انه قال لابنه ما هو ثمن مجازفة الذهاب لساحة الاحتجاج حيث المئات قد قتلوا هناك، ويقول ان ابنه محمد رد عليه بالقول "انه ليس لأجلي فقط. ان الامر متعلق بنا جميعا، نحن بحاجة الى وطن". عثر علي على ابنه محمد في مستشفى الجملة العصبية في بغداد وكانت جمجمته قد تهشمت وتوفي بنزيف داخلي . مسؤولون طبيون قالوا عبر لقاءات بانهم كانوا يعملون بشفتات على مدار 24 ساعة خلال ذروة احداث العنف في الاحتجاجات، مشيرين الى تراكم التحقيقات في احداث القتل لن تنتهي على مدى اشهر.

بعد عشرة اشهر تقريبا منذ انطلاق الاحتجاجات، قال هشام داوود مستشار الكاظمي في تصريح صحفي بان المرحلة الاولى من التحقيق قد انتهت. وذكر ان 560 شخصا قد قتل، اغلبهم من الشباب واغلبهم سقط في ساحة التحرير . بالنسبة لكثير من افراد عوائل ضحايا الاحتجاج في بغداد، فان التحقيقات التي اجريت حتى الان تبدو قليلة جدا ومتأخرة. رايان والد الضحية المسيحي رامون، يحث على مواصلة التحقيقات التي اوصى بها الكاظمي. واكد بقوله لزملاء آخرين خلال زيارته لساحة التحرير حيث قتل ابنه "انه يحاول، من المبكر جدا اليأس في تحقيق العدالة او بظهور فجر جديد للعراق. رئيس الوزراء الكاظمي يحتاج الى وقت لتحقيق تقدم ملموس ." واضاف رايان قائلا "لو يتصرف بعجالة فلن تكون هناك نتائج. انا دائما اقول لهم ذلك ."

 عن: واشنطن بوست

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض اربيل

مقالات ذات صلة

18-04-2024

بغداد لا تعلم بمشاركة الفصائل في الهجوم على إسرائيل وواشنطن تراجع أخطاء 20 عاماً

 بغداد/ تميم الحسن اليوم سيكون ماقبل الاخير في جدول زيارة محمد السوداني، رئيس الحكومة، الى واشنطن، فيما يفترض ان يصل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، بغداد بعد ايام قليلة من عودة الاول.وكان السوداني قد وصل السبت الماضي، في أول زيارة له للولايات المتحدة منذ تسلمه السلطة اواخر 2022، في وضع دقيق بعد القصف الايراني […]
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram