ذي قار/ حسين العامل
في الوقت الذي ادان فيه متظاهرو انتفاضة تشرين في محافظة ذي قار الأطراف والتيارات الداعية لتأزيم الاوضاع والتصادم بين ابناء العراق، اعربوا عن تثمينهم لموقف شيوخ العشائر الداعم للانتفاضة، ملوحين في الوقت نفسه باطلاق تظاهرات مليونية يوم 25 من الشهر الحالي .
وجاء في بيان لمتظاهري ساحة الحبوبي بالناصرية تابعته (المدى) انه "بعد الدعوات الاخيرة من قبل بعض الزعامات والاحزاب والتيارات السياسية والاطراف الداعية لتأجيج وتأزيم الاوضاع واثارة الفتنة والحرب الاهلية والتصادم بين ابناء محافظتنا بهدف استباحة الدم والقضاء على الحراك الشعبي المطالب بالإصلاح وطلبهم العون من مشايخنا الكرام لتطبيق نواياهم ومخططاهم الخبيثة". واضاف "وبعد التهديد الصريح والواضح لأبنائهم في ساحات الاعتصام جاء الرد الصارم من العديد من مشايخنا على تلك الدعوات بالرفض والوقوف مع ابنائهم المتظاهرين السلميين ومطالبهم الحقة ودعوتهم لتوحيد الصفوف ونبذ المخربين وهذا ما نعمل عليه بدورنا نحن".
واعرب ثوار ومعتصمو ساحة الحبوبي في بيانهم عن " شكرهم لشيوخ العشائر والمراجع الدينية لمواقفهم المشرفة في نبذ العنف واراقة المزيد من الدماء الزكية"، مؤكدين ان "ذلك مشهود لهم منذ ثورة العشرين وصولا الى انتفاضة تشرين".
وتابع البيان "كما نعاهدكم عهدا وميثاقا باننا سنعمل على ان نكون بأقصى درجات ضبط النفس، كما نعلن البراءة ممن يلجأ الى اساليب الحرق والتخريب وقطع الجسور والطرق والاعتداء على الممتلكات العامة".
واكد متظاهرو ساحة الحبوبي"التزامهم بالسلمية لتفويت الفرصة على المتصيدين بالماء العكر ولحين تحقيق النصر والقصاص العادل من القتلة"، مشددين على اهمية "الضغط على البرلمان لإكمال قانون الانتخابات وتحديد شكل الدوائر الانتخابية بصيغة الدوائر الصغيرة المتعددة".
ولوح متظاهرو ساحة الحبوبي في بيانهم باطلاق تظاهرات مليونية يوم 25 تشرين الاول الجاري "داعين شيوخ العشائر الى المشاركة فيها والتواجد في ساحات الاعتصام".
وشهدت محافظة ذي قار يوم الثلاثاء (6 تشرين الاول 2020) تصعيدا جماهيريا عقب احداث كربلاء وهجوم القوات الامنية على موكب عزاء ثوار تشرين المشارك في اداء مراسيم زيارة اربعينية الامام الحسين، اذ نظم المئات من المحتجين في مدينة الناصرية تظاهرة عند تقاطع بهو الإدارة المحلية احتجاجا على طريقة التعامل مع المشاركين بالموكب المذكور داعين الى محاسبة المتورطين بالاعتداء عليهم.
واصدر زعماء القبائل العراقية، منذ مساء يوم الاربعاء (7 تشرين الاول 2020) بيانات موحدة تؤكد استمرار دعمهم لتظاهرات انتفاضة تشرين الشعبية.
اذ قال أمير قبيلة العبودة حسين الخيون، في رده على الدعوة التي وجهها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لشيوخ العشائر والتي حث من خلالها على "تأديب أبنائهم المخربين".
"نحن وقفنا مع شبابنا من اول أيام وتحملنا ما تحملنا من اتهامات ومحاولات اغتيال وكان همنا بالأول الحفاظ على الأرواح وعلى السلمية في نفس الوقت ولكن اليد الواحدة لا تصفق"، واضاف "لا نحمل الثوار كل التبعات على الرغم من المساوئ التي تحصل، ولكن نحمل القيادات السياسية وقادة الأحزاب التي لم تستوعب الأحداث، ولم تستمع لمطالب الشعب وتفوت الفرصة على من يريد التخريب من اول يوم".
فيما اكد أمير قبيلة آل غزي إمارة الفضول، الشيخ مناحي علي محمد آل منشد، يوم الخميس (8 تشرين الاول 2020)، دعم قبيلته للاحتجاجات الشعبية، مشيرًا إلى سقوط الكثير من أبناء القبيلة ضحايا أثناء التظاهرات، التي شهدتها المحافظات العراقية.
وشدد أمير قبيلة آل غزي "نحن لا نتنازل عن دماء أبنائنا الطاهرة، التي قدموها سخية على مذبح الحرية"، واضاف "وأيضا نقف بوجه مثيري الفتن ومن يحاولون زرع التفرقة بين أبناء الشعب العراقي".
واكد آل منشد "دعم العشائر لجهود رئيس الوزراء وجميع الخيرين الذين يتصدون بعزم وقوة لمواجهة الفساد والكشف عن قتلة أبناء العراق ومحافظة ذي قار الذين قتلوا بدم بارد سواء من المتظاهرين أو القوات الأمنية".
شهدت مدينة كربلاء، الثلاثاء (6 تشرين الاول 2020)، أحداث عنف بين متظاهرين وعناصر بزي قوات أمن قرب العتبة الحسينية.
وكانت قوات الأمن المكلفة بحماية مرقد الإمام الحسين في محافظة كربلاء، منعت، موكب عزاء ثوار تشرين الخاص بالمتظاهرين من دخول المرقد، ما ادى الى صدامات عنيفة بعد ترديد المتظاهرين هتافات مناوئة للولايات المتحدة الأمريكية وإيران.
وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، اتهم الثلاثاء، من اسماهم بـ"المندسين" بين صفوف احتجاجات تشرين، باستغلال المناسبات الدينية في كربلاء، محذرا من التدخل في الأمر على طريقته "الخاصة والعلنية".
ووجه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، يوم الاربعاء (7 تشرين الأول 2020) رسالة إلى زعماء العشائر بشأن "من يعرضون المقدسات للخطر".
وقال الصدر في تدوينة نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، "إلى عشائرنا التي تريد حماية المقدسات من الدواعش الارهابيين والبعثية الانذال ومن لف لفهم من المشاغبين والوقحين، أملي بكم أن تؤدبوا كل المنتمين لكم ممن يشاركون في التخريب والحرق والسلب وممن يعرضون المقدسات للخطر ونحن لكم معاضدون ناصرون".
اترك تعليقك