اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > سياسية > اتفاق سنجار .. طرد 10 آلاف مسلح من القضاء بينهم أجانب.. الشرطة والمخابرات تمسكان الأرض

اتفاق سنجار .. طرد 10 آلاف مسلح من القضاء بينهم أجانب.. الشرطة والمخابرات تمسكان الأرض

نشر في: 10 أكتوبر, 2020: 09:24 م

 بغداد/ تميم الحسن

بعيدًا عن الصخب، تجري نقاشات لتوسيع "اتفاق سنجار" الذي كشف عنه مؤخرا، ليشمل المناطق التي تعرف باسم "المتنازع عليها".

ويعيش اكثر من مليون شخص من القومية الكردية في المناطق المشتركة بين بغداد والاقليم والتي تمتد لمساحة 37 الف كليومتر مربع.

وقد يفتح النقاش حول تلك القضايا، باب الانتقاد ضد حكومة مصطفى الكاظمي، حيث بدأت بعض المواقع الالكترونية التابعة لفصائل مسلحة تتهم الاخير بـ"بيع سنجار".

وبحسب بعض الاوساط السياسية، قد تكون هذه الانتقادات هينة، مقابل احتمال وقوع صدام مع فصائل مسلحة بعضها مقربة من الحشد الشعبي، في حال اخلائها من سنجار.

ولا يعرف على وجه التحديد عدد العناصر المسلحة في سنجار، لكنها تقدر حسب مصادر بأكثر من 10 آلاف عنصر، بينهم جنسيات غير عراقية.

ووصفت حكومة بغداد في الاتفاق الذي كشف عنه الجمعة الماضية، بشأن اعادة الاوضاع في سنجار، العناصر المسلحة الموجودة في المدينة بـ"الجماعات الدخيلة" التي يجب "انهاء سطوتها".

ومن المفترض ان يعيد الاتفاق بين بغداد واربيل، مئات آلاف من النازحين، اغلبهم إيزيديون، الى سنجار، بعد 6 سنوات من رحلة النزوح عقب سيطرة تنظيم داعش على المدينة.

وبحسب نسخة مسربة من الاتفاق تلقتها لـ(المدى)، فأن الشرطة المحلية وجهاز الأمن الوطني والمخابرات تتولى مسؤولية توفير الامن داخل القضاء ويتم استبعاد جميع التشكيلات الامنية الاخرى خارج حدود القضاء.

كذلك يتضمن الاتفاق النظر بالمواقع الادارية من قبل اللجنة المشتركة التي ستباشر عملها باختيار قائممقام جديد.

حصاد التفاهمات الطويلة

ويكشف كفاح محمود، المستشار الاعلامي في مكتب زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، ان الاتفاق هو "حصيلة تفاهمات امتدت لاشهر بين بغداد واربيل"، وتبلورت في زيارة الكاظمي الى الاقليم. واعلن أحمد ملا طلال، الناطق باسم رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، الجمعة، عن اتفاق وصفه بـ"التاريخي" لتعزيز سلطة الحكومة في قضاء سنجار. وقال ملا طلال، في تغريدة على حسابه بموقع (تويتر)، إن "رئيس مجلس الوزراء، رعى اليوم اتفاقًا تاريخيًا يعزز سلطة الحكومة الاتحادية في سنجار وفق الدستور، وينهي سطوة الجماعات الدخيلة، ويمهد لإعادة إعمار المدينة، وعودة أهاليها، وبالتنسيق مع حكومة إقليم كردستان".

ومنذ نهاية 2018، سيطرت جماعات مقربة من حزب العمال الكردستاني المعارض لتركيا (بي كي كي) بشكل كامل على سنجار، بعدما ازاحت الادارة السابقة التي انتخبت من مجلس محافظة نينوى في 2015.

ويقول كفاح محمود لـ(المدى) ان "الاتفاق سينهي حالة الفوضى في قضاء سنجار الذي تحول بسبب الخلاف ين بغداد واربيل على ادارته الى بؤرة للارهاب والصراع الدولي".

وكانت بغداد واربيل، قد طالبت في ايلول الماضي، انقرة بتصفية حسابتها مع الجهات المعارضة لها خارج حدود العراق، على خلفية قصف متكرر لسنجار بذريعة ملاحقة الـ(بي كي كي).

ويضيف محمود ان الاتفاق ينص على "ابعاد حزب العمال وفصائل كردية سورية، واخرى تستلم رواتب وسلاح من الحشد الشعبي موجودة جميعها في سنجار، واستبدالها بقوات الشرطة الاتحادية وبالتنسيق مع كردستان".

الخوف من الصدام

ولا يعرف حتى الان كيف ستكون آلية اخراج تلك القوات من المدينة، لكن مستشار الرئيس بارزني "يتمنى ان لا يحدث فيها صدام مسلح". 

ويتابع المستشار الاعلامي للبارزاني: "بعض تفصيلات الاتفاق لم يعلن عنها، وكان الحشد الشعبي طرفا في الاتفاق، لكن الآليات لم تحدد بعد".

واتهم حزب العمال في آذار 2019، بالاعتداء على قوات امنية تابعة لعمليات نينوى، حين قام عناصره بدهس احد افراد الدورية. ويقول خلف الحديدي، وهو عضو سابق في مجلس محافظة نينوى لـ(المدى) ان "حزب العمال صار دولة داخل دولة، ويمنع القوات الاتحادية من دخول المدينة". واجتاحت فصائل مسلحة -عقب ازمة استفتاء تقرير المصير الذي نظمته كردستان، في ايلول 2017- سنجار واقامت هناك ادارة جديدة، وابعدت القديمة الى دهوك.

في غضون ذلك، يقول شيروان دوبرداني، وهو نائب عن نينوى لـ(المدى)، ان تطبيق الاتفاق سيكون على عدة مراحل، موضحا "نتخوف من حدوث صدام مع الجماعات المسلحة في سنجار". واختبأت قوات (بي كي كي)، وراء قوات إيزيدية في المدينة تعرف بـ"اليبشة"، تأسست قبل 6 سنوات، وهي في الحقيقة مكونة من عناصر حزب العمال او مؤيدة له على أقل تقدير.

و"اليبشة" هو تشكيل ظهر في عام 2014، بعد احتلال داعش لسنجار، حيث جند حزب العمال بعض الشباب الغاضبين من التنظيم المتطرف، ثم شاركوا جنبًا الى جنب في عمليات التحرير، قبل ان ينضم الى هيئة الحشد الشعبي، بحسب مسؤولين في سنجار.

إعادة إحياء الاتفاقات القديمة

ويتوقع النائب دوبرداني، ان اتفاق سنجار، "سيعيد تفعيل الغرفة الامنية المشتركة بين القوات الاتحادية و"البيشمركة" في منطقة الكسك غرب الموصل، واحياء غرف اخرى مماثلة في ديالى وكركوك لزيادة التنسيق".

وكان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي قد أكد في بيان صدر عن مكتبه الجمعة الماضية، أن "الحكومة الاتحادية وبالتنسيق مع حكومة الإقليم ستؤدي دورها الأساس في سبيل تطبيق الاتفاق بشكله الصحيح، لضمان نجاحه، وذلك بالتعاون مع أهالي سنجار أولا".

وعقب ذلك البيان شنت مواقع الكترونية -تروج للعمليات المسلحة التي تقوم بها مؤخرا فصائل شيعية تحت مسمى "المقاومة" لمهاجمة المصالح الاجنبية في العراق- حملة انتقاد واسعة ضد الكاظمي. ودشنت تلك الجماعات، "هاشتاك" على تويتر تحت اسم "الكاظمي يبيع سنجار"، ووصل عدد التغريدات فيه الى اكثر من 60 الف تغريدة، اتهمت اغلبها رئيس الوزراء بالتضحية بدماء "الحشد الشعبي" في تحرير سنجار. بدوره، قال مستشار بارزاني كفاح محمود ان "اتفاق سنجار هو بداية لاتفاقات اخرى يجري النقاش حولها بهدوء لاعادة تطبيع الاوضاع في خانقين، وسهل نينوى، وكركوك، وكل المناطق المتنازع عليها".

وكان رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني قد رحب بالاتفاق بين بغداد وأربيل، وقال إن "الجانبين اتفقا على إدارة سنجار من النواحي الإدارية والأمنية والخدمية بشكل مشترك"، لافتا إلى أن "الاتفاق سيكون بداية لتنفيذ المادة 140 من الدستور".

إعادة النازحين

واكد كفاح محمود ان الاتفاق الذي من المفترض ان يعيد نحو 350 الف نازح من سنجار، جاء برعاية الامم المتحدة والولايات المتحدة، وقالت سفارة واشنطن في بغداد في رسالة على حسابها في فيسبوك، إنها "تتطلع لأن يتم تنفيذه بالكامل."

وأضافت السفارة في بيانها: "تهنئ الولايات المتحدة الأميركية الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان على التوصل إلى اتفاق تعاون مشترك في سنجار. نحن نتطلع إلى تنفيذه بالكامل ونأمل أن يؤدي هذا الاتفاق إلى أمن واستقرار دائم للشعب العراقي في شمال العراق". وكان اتفاق سنجار قد حظي أيضا بدعم أممي، وقالت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة جينين بلاسخارت التي حضرت مراسيم توقيع الاتفاق، إنه "يوم تاريخي لسنجار بعد المجازر التي عاشها أبناؤها على يد عصابات داعش، والمصاعب التي عانوا منها بعد طرد داعش". وأضافت "إنها بداية حقيقية لعودة النازحين إلى مناطقهم، وإن الأمم المتحدة مستعدة لدعم الاستقرار في هذه المنطقة".

ويشير كفاح محمود الى ان امام الحكومة العراقية مسؤولية "في اعادة بيوت سكان سنجار المغتصبة والمدمرة وتحقيق الامن ليبدأ تنفيذ الاتفاق".

وبحسب تقديرات مسؤولين واعضاء مفوضية حقوق الانسان التي زارت سنجار في 2016، فان هناك نحو 4 آلاف منزل مدمر بشكل كامل في المدينة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض اربيل

مقالات ذات صلة

18-04-2024

بغداد لا تعلم بمشاركة الفصائل في الهجوم على إسرائيل وواشنطن تراجع أخطاء 20 عاماً

 بغداد/ تميم الحسن اليوم سيكون ماقبل الاخير في جدول زيارة محمد السوداني، رئيس الحكومة، الى واشنطن، فيما يفترض ان يصل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، بغداد بعد ايام قليلة من عودة الاول.وكان السوداني قد وصل السبت الماضي، في أول زيارة له للولايات المتحدة منذ تسلمه السلطة اواخر 2022، في وضع دقيق بعد القصف الايراني […]
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram