باستخدام التكنولوجيا :الدماغ يقدم عرضاً موسيقياً !

باستخدام التكنولوجيا :الدماغ يقدم عرضاً موسيقياً !

 ترجمة : عدوية الهلالي

كيف يمكن للدماغ أن يصبح آلة موسيقية ؟...سوف يكون ذلك ممكناً في المستقبل عبر استخدام أداة مبتكرة ستمكن الفنانين ذوي الإعاقة من خلق الأصوات من خلال القوة المطلقة للذهن ..فلاحاجة بعد الآن لرفع إصبعك لتشغيل الموسيقى ،

فقوة الدماغ كافية أو على الأقل نشاطه الكهربائي الناتج عن نبضات عصبية تنقل بواسطة الخلايا العصبية ويتم تسجيلها باستخدام أقطاب كهربائية موزعة على تسريحة شعر متصلة موضوعة على الجمجمة ، ويطلق على هذه الطريقة ( تخطيط كهربية الدماغ ) ، وهي طريقة لاستكشاف الدماغ في الطب لتحديد وتقييم أمراض الدماغ أو الآفات أو الخلل الوظيفي ، مثل الصرع عبر فحص غير جراحي وغير مؤلم ، حوله طبيب الأعصاب الأميركي توماس ديويل الى آلة موسيقية !!

بسبب تأثره بمصير الموسيقيين المحرومين من شغفهم بالموسيقى بعد إصابتهم بالشلل أو السكتة الدماغية ، وتلبية لولعه بموسيقى الجاز ، أدرك ديويل الإمكانات الإبداعية لمخطط كهربائية الدماغ ، التي تم تحويلها بالفعل – على سبيل المثال – لتشغيل الأطراف الاصطناعية أو الكرسي المتحرك ،وعمل على استخدامها فقط من خلال التركيز الذهني أو الوميض وفق نفس المبدأ ، فصمم أداة عصبية مبتكرة تعمل من خلال النبضات الدماغية ، ويمكن للمريض المعاق ( حتى صاحب الإعاقة الشديدة ) التأثير عن قصد على التحويرات الكهربائية لأعصابه وبالتالي تعديل تردد النغمة او نغمة لوحة المفاتيح ، حيث يتم توصيل الأقطاب الكهربائية بجهاز كومبيوتر مزود بسماعات ، قيد التطوير، وتم بالفعل اختبار الآلة على خشبة المسرح كجزء من حفلة موسيقية تجريبية في عام 2019ضمت فرقة جاز يرافقها فنانان مشلولان هما جيرمي بيست وجوناثان ساري ، وتم عرض مختارات وتجربة مذهلة لموسيقيين معاقين ضمن عرض مذهل من خلال القوة المطلقة لذهنهما ..

ويتم قبل الجلسة أو الحفلة الموسيقية وضع 19 قطباً كهربائياً في مواضع معينة في جميع المناطق الحسية من القشرة الدماغية ، بما في ذلك مناطق الحركة ( في الجزء العلوي من الجمجمة) والمناطق البصرية ( في الجزء الخلفي من الجمجمة )...

وإذا كانت الموسيقى تشتهر بتلطيف الأجواء ،فهي أيضا تدعم العلاج والتدخل الطبي ، فمن خلال استخدام الدماغ في التعلم والذاكرة ، يمكن أن تساعد الموسيقى في إعادة التأهيل الوظيفي والمعرفي للمرضى الذين يعانون من السكتة الدماغية أو البتر أو الأمراض العصبية ، كما جرى في مستشفى كينجز كوليدج بلندن ، إذ تمت دعوة موسيقي مصاب بورم للعزف على الكمان أثناء العملية لارشاد الجراحين الى المكان المحدد ومنعهم من اتلاف مناطق الدماغ المسؤولة عن الحركة ..

عن مجلة باري ماتش الفرنسية

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top