واسطيون يطالبون الحكومة بوضع ستراتيجية لتخزين مياه السيول القادمة من إيران

واسطيون يطالبون الحكومة بوضع ستراتيجية لتخزين مياه السيول القادمة من إيران

 واسط/ جبار بچاي

طالب عدد من الفلاحين والمزارعين في مناطق شرقي محافظة واسط، الحكومة الاتحادية ووزارة الموارد المائية بضرورة وضع ستراتيجية حقيقية لتخزين مياه السيول القادمة من الاراضي الايرانية والاستفادة منها عند الحاجة،

وفيما أكدوا أن ظاهرة السيول تتكرر سنويًا فتذهب الكميات الكبيرة من المياه هدرًا وتترك أثرًا سلبيًا في المناطق التي تجتاحها، ذكر مسؤول محلي أن تخزين مياه السيول القادمة من الاراضي الايرانية يغني تلك المناطق عن مياه دجلة، مشددًا على أهمية التخطيط الجيد لإنشاء سدود عملاقة في المناطق الحدودية.

ويقول المزارع سليم خالد من قرية قلمات بقضاء بدرة إن "أهالي القرية تعودوا على مأساة غرق محاصيلهم الزراعية وبساتينهم وحتى البيوت سنويًا حيث تتدفق كميات كبيرة من السيول القادمة من الاراضي الايرانية وغير المسيطر عليها داخل الاراضي العراقية".

وأضاف أن "كميات كبيرة من مياه السيول تذهب باتجاه منخفض الشويجة شرقي الكوت ومن هناك يتم تمريرها الى نهر دجلة فتذهب الى الاهوار وشط العرب دون أن تتم الاستفادة منها ضمن حدود محافظة واسط".

ويرى السيد حسين الهلالي من قرية سيد صفر "وجود ضرورة ملحة لوضع ستراتيجية حقيقية من قبل وزارة الموارد المائية للاستفادة من مياه السيول وتخزينها الى فصل الصيف حيث تكون هناك شحة كبيرة في مياه السقي وتصل هذه الشحة الى مياه الشرب أحيانً".

موضحًا أن "الموارد المائية سبق وأن أنشأت سد غاطس قريب على الحدود لكنه صغير الحجم ولا يفي بالغرض، فالسيول تجتاحه لتذهب الى مناطق عدة وتغمر مساحات واسعة من الاراضي الزراعية مسببة خسائر للفلاحين سنويًا".

وأشار الى أن "الاجراءات التي تحصل مع موسم تدفق السيول هي إجراءات تتكرر كل عام ولا تعدو غير تمريرها الى المناطق الاخرى جنوب شرق قضاء بدرة وناحية جصان لتشكل خطرا حقيقيًا على الطريق الرابطة بين بدرة والكوت وكذلك حتى الطريق العام كوت ميسان الذي اجتازته تلك السيول قبل أعوام لغزارتها العالية".

من جانبه يرى مدير ناحية شيخ سعد، أحمد طارق عبد الكاظم أن "مياه السيول التي تتدفق باتجاه محافظة واسط سواء في الموسم الحالي أو في المواسم السابقة تكفي لسد الحاجة عن مياه دجلة وتُغنينا عنها بالنسبة للأراضي الزراعية لو تم تخزينها بشكل علمي".

وأضاف أن "السيول تلحق ضررا في مساحات واسعة من الاراضي في وقت يجب أن تكون ذات فائدة لتلك الاراضي لو أنها استغلت بشكل جيد من خلال انشاء سدود حاكمة".

موضحًا "وجود منخفضين في المناطق الشرقية من الناحية التي تبعد (45 كم عن الحدود الايرانية) هما، حليوة والعمية مجموع طولهما 64 كم وبعرض كبير مع ارتفاع يتراوح مابين ستة الى سبعة أمتار يوفر طاقات خزن مسيطر، ويبعدان بمسافة 23 ــ 28 كم عن الحدود لكن لم يتم استغلالهما بشكل صحيح لتخزين السيول".

لافتًا الى أن "الكميات الهائلة من تلك السيول تذهب هباءً الى الخليج بعد تمريرها الى نهر دجلة عن طريق ثلاثة مهارب رئيسة هي الجباب وأم الجري والنشامى إضافة الى عشرات المهارب الاخرى الصغيرة".

داعيًا "الجهات المختصة في وزارة الموارد المائية الى وضع دراسات ستراتيجية لتخزين مياه السيول من خلال إنشاء سدود وخزنات كبيرة لخزنها والاستفادة منها عند الحاجة كما فعلت ايران بالاستفادة من تلك السيول وأنشأت عدة سدود وخزانات عملاقة في المناطق المحاذية للعراق ولمحافظة واسط تحديدًا".

وتشهد المناطق الشرقية لمحافظة واسط وتحديدًا قضاء بدرة وناحيتي زرباطية وجصان إضافة الى ناحية شيخ سعد وأجزاء كبيرة من ناحية الدبوني سنويًا تدفق موجات من السيول القادمة من الاراضي الايرانية بسبب غزارة الامطار، وغالبًا ما تؤدي تلك السيول الى الحاق أضرار كبيرة في القرى والمناطق الزراعية إضافة الى تدمير القناطر والطرق الريفية. 

وكان وزير الموارد المائية المهندس مهدي رشيد الحمداني زار محافظة واسط للاطلاع الاحد الماضي واطلع ميدانيًا على تسليك مياه الأمطار والسيول من قبل تشكيلات الوزارة في المحافظة الى منخفض الشويجة مابين الكوت وبدرة.

مؤكدا حينها أن تشكيلات الوزارة في المحافظة قادرة وجاهزة على تصريف مياه الأمطار والسيول بشكل آمن وانسيابي وأن الكميات من الامطار والسيول سوف تعزز خزين المياه في عموم البلاد وستتم الاستفادة منه وخزنها في المنشآت الخزنية واستخدامها في المواسم اللاحقة لإنجاح الخطط الزراعية وتحويل جزء منها الى الاهوار لتحسينها كما ونوعا .

وشدد وزير الموارد المائية خلال جولته التي رافقه فيها عدد من المديرين العامين في الوزارة على استمرار استنفار الجهد الآلي والهندسي والفني من ملاكات الوزارة وفي جميع المحافظات وبالتعاون مع الحكومات المحلية لتصريف مياه الامطار والسيول واعتبارها من اولويات عمل الوزارة في الوقت الحاضر، كما واوعز بتعزيز جهد اضافي من الحفارات والآليات لتوسيع مجرى كلال بدرة وكلال ترسخ لزيادة طاقتهما في استيعاب الكميات العالية المتوقعة من السيول.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top