معرض صالح النجار تجربة تشكيلية جديدة

معرض صالح النجار تجربة تشكيلية جديدة

قحطان جاسم جواد

الفنان التشكيلي الكردي صالح النجار واحد من الاسماء الفنية المهمة في كردستان ودائما اعماله ومعارضه تثير جدلا لانه يقدم تجارب جديدة في التشكيل، وكان آخرها معرضه في دكانة رؤيا بشارع المتنبي حيث التفاعل بين الكتب وسمات الجمال ورائحة الالوان. اعماله ذات طبيعة خاصة تعتمد مكونات محلية واشياء لا تجلب الاهتمام خارج اطار اللوحة الفنية وان مسيرته الفنية الممتدة لنحو 45 عاما تسمح له بالانطلاق الى الفضاء الدولي للتعريف بالابداع العراقي ذي الخصوصية اللونية والرمزية. يذكر ان الفنان صالح النجار من مواليد قضاء خانقين التابع لمحافظة ديالى عام 1968 وقد ولع بالرسم منذ نعومة اظفاره، ودرس على يد فنانين عراقيين وثابر على العمل، وهو الان يقيم في مدينة السليمانية. يقول الفنان النجار عن بداياته:- الفن رسالة ولغة مشتركة… بدايتي مع معرض خانقين حبيبتي، نعم في ظل جمال الطبيعة في خانقين وأشجار النخيل الباسقة ونهر يقسم المدينة الى قسمين، وشناشيل مناطق تيل خانة، وبيت الكاتب عبد المجيد لطفي، وجمالية ونقوش بيت الشاعر ملا محي الدين داي زاده، كل هذا أصبح خزينا لي ليكون عنوان خانقين حبيبتي أساسا لي في الفن، والمصغرات تحد بيني وبين الفن لكي أخوض تجربة رسم المصغرات بدقة وإعطاء اللوحات كل مستلزمات وخطوات اللوحة من القياس الكبير المتعارف عليه في صالات العرض الى تصغيرها بنفس الألوان والخطوط وتوازن ودراسة الفراغ في العمل بحجم اصغر من طابع البريد، وكما نشرت في مجلة الف باء مصغرات على قاعة تحرير يحتاج لعين 6/6 وبنسبة لي تجربة شخصية ومكملة لتجارب بعض الفنانين الكرد أمثال إسماعيل خياط وبرهان صابر وبدأت تأثيرات الحرب والحصار والدمار اما في معرضي اليوم اسود23 فالوضع فيه شيء آخر اذ انه تعميق لتجربة اعمل عليها منذ خمس سنوات، سبق ان قدمتها في معرض اقنعة والبوم في اسود 23 وهي تجربة جديدة في الفن التشكيلي العراقي لاهو طبع ولاكولاج بل تكنيك خاص بعمل من ورق واسلاك والوان ادمجها بطريقة خاصة، وحتى يمكن ان تكون على خشب او قماش لتنتج ما تراه وساقدم التجربة مجددا في اسطنبول بشكل اوسع لان حجم القاعة اكبر في اسطنبول وهي تجربة تجمع ما بين التجريد والتعبيرية بتكنيك الكولاج. ويضيف صالح النجار "اردت ان اقول من خلال اللوحات ان رسالة الفن السامية مستمرة دائما ولا تتوقف مادمنا على قيد الحياة لكنها تتطور باستمرار لان الحياة غنية بالافكار والجديد لذا اشعر اني اقدم جديدا باستمرار اما ما تراه من اشكال للحيوان والانسان في اللوحات فاني اعتقد ان الانسان كان حيوانا بالاصل ثم تطور الى ان صار ناطقا اي هناك اصرة بينهما سوية وهناك روابط كثيرة منها الهجرة والطيبة والعمل الشاق والركض وراء لقمة العيش، اما غلبة الالوان الرصاصي والاسود والاحمر فهي نتاج مزج لعدة الوان اخلطها مع بعض لتنتج هذه الالوان وهي احدى سمات الفن الذي اقدمه، وانا اشكر الفنان حسين راعي دكانة رؤيا على اهتمامه ومساعدته في احتضان المعرض. الفنان النحات رضا فرحان اشاد بالتجربة وقال: من المعارض المختلفة في الخامة والتقنية والأسلوب وهنا أجد تميزهاعن الأساليب المكررة التي تنتشر بين فناني العراق في الرسم او النحت اليوم كل تجارب الفن في العالم تفتش عن الغرائبية والتفرد والاختلاف وحتى نقاد الفن الحقيقيون يفتشون عن ذلك التميز لكن لو ابتعد الفنان النجار عن تكرار مشاهد مرسومة بالألوان ونفذها بأسلوبه لكان تأثير معرضه أكبر وأهم، مع ذلك انه معرض رائع وجميل. اما الفنانة لمياء حسين المهداوي فقالت عن المعرض: دائما يقدم لنا صالح النجار تجارب جديدة كهذه التجربة المتميزة التي نراها اليوم وهي تبلور الاختزال لاعمال تحكي حكايات انسانية ابداعية جميلة. الفنان فاضل وتوت قال:- الثقافة التشكيلية العراقية يوميا تفاجئنا بتجارب متميزة يقدمها فنانون مبدعون كصالح النجار مما يؤكد ان فننا مازال بخير وفي المقدمة عربيا. الفنان التشكيلي آوات كريم قال:- حضر النجار الى بغداد ومعه ايقوناته التي تميزت بجمالها وعمق معانيها فأنار شارع المتنبي وزين جدران دكانة رؤيا فله كل الحب والجمال.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top