وشيخ الأدباء.. شيخ المناضلين  وداعاً

وشيخ الأدباء.. شيخ المناضلين وداعاً

 علاء المفرجي

لوح الفريد سمعان تلويحته الأخيرة تلويحة الوداع من عمان، رحل شيخ الأدباء وكبيرهم الى العالم الآخر بعد أن ترك إرثاً نضالياً وأدبياً كبيراً..

رحل شيخ المناضلين، والشاهد الأخير عن مفصل مهم في تاريخ العراق السياسي المعاصر (قطار الموت)، الذي كان أحد ركابه الذين زجتهم فيه سلطات القمع عام 1963 في رحلة سيزيفية الى أكثر سجونها رهبة، الى نقرة السلمان، حيث دشنت (هولوكوستها ) بأرواح أكثر من 500 مناضل معتقل.. 

الفريد سمعان الذي اندغم شعره ونضاله، عندما أصبح الشعر هو المعبر عن مكنونات مسيرته ومسيرة شعبه النضالية، فكانت (مراحل في درب الآلام) و(لائحة اتهام) في (طريق الحياة).

علمته قضبان السجن أن يسلك طريق العدالة للدفاع عن المظلومين، فكان أن امتهن دراسة القانون، لتكون سلاحه الماضي في وجه من شوهوا الحياة، فكان ان ترافع في كل القضايا التي كان يرى فيها إجحاف للحق، خلال فترة حكم البعث عبر خمسة وثلاثين عاما.. وكانه يردد نصاً في سفر المزامير "كُنْ ضَامِنَ عَبْدِكَ لِلْخَيْرِ، لِكَيْلاَ يَظْلِمَنِي الْمُسْتَكْبِرُونَ"

حتى إذا ما أذن الخلاص، بعد سقوط الصنم المتجبر انطلق ليأخذ دوره الطبيعي في المشهد الأدبي فمنحه الأدباء لأكثر من عشرة أعوام ثقتهم في أن يتبوأ رئاسة اتحادهم، مدافعاً عن حقوقهم.. ليأخذ الاتحاد دوره الفاعل في المشهد الثقافي.. وأخذ يمارس دوره كشاهد حي عن تلك المجزرة عام 1963 متحدّثاً عن رفاق درب الذي سلكه القطار، وعن شهامة سائقه، وعن نضال قوى اليسار ضد الرجعية والتخلف.. ولم يسلم رغم ذلك من الوافدين لحكم العراق من المتخلفين وملثمي القول، عندما كمنوا له له يوماً وتركوا آثاراً في وجهه السمح، وكأن الفريد سمعان قد نذر حياته في مقارعة الظلم.

نم مطمئناً أبا شروق وسيكمل المسيرة من بعدك ابناؤك الذين تعلموا منك الشعر والنضال.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top