رحيل الشاعر والمناضل الفريد سمعان  قارع النواقيس

رحيل الشاعر والمناضل الفريد سمعان قارع النواقيس

متابعة المدى

غيّب الموت الشاعر القدير ألفريد سمعان،الذي توفي يوم أمس الأول الثلاثاء في العاصمة الأردنية عمّان عن عمر ناهز 92 عاماً،

وقد جاء رحيله بعد مسيرة طويلة كان فيها أحد المساهمين في المشهد الشعري العراقي ، ونعى اتحاد الأدباء والكتّاب أمينه السابق وقدم التعازي للوسط الثقافي ، فيما كتب رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ، في تدوينة تابعتها المدى ، "تلقينا بألم بالغ، نبأ رحيل الأستاذ الفريد سمعان، الذي أمضى عمره حاملاً لمبادئ الحرية والكرامة والعدالة، لقد فقد العراق نخلة شامخة من نخيله الباسقات، غرست فسائلَ ستُزهر إبداعاً ووطنية ونضالاً". من جانبها نعته وزارة الثقافة بكلمة جاء فيها:“ كان الراحل شاعراً ومناضلاً ومثقفاً، عاش حقبةً مهمةً من تاريخ العراق كما تعرض إلى السجن بسبب مواقفه المبدئية”. سيرته تشير إلى أنه من مواليد مدينة الموصل 1928،نال شهادة البكالوريوس من كلية الحقوق 1961، وحصل على دبلوم عال في التخطيط من معهد الأمم المتحدة في دمشق سنة 1971. أما في ما يتعلق بنتاجه الشعري فقد أصدر أكثر من عشرين مجموعة شعرية، إضافة إلى مجاميع قصصية ومسرحيات، وفي عام 2016 أصدر آخر ديوان شعري حمل عنوان “لائحة اتهام” وكتاب آخر بعنوان “مع المسيرة الثورية.. الخطوات الأولى“.

كما نعت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الشاعر سمعان في بيان جاء فيه :" لقد ناضل الفقيد ألفريد سمعان بشعره الوطني والثوري وبالنشاط السياسي المباشر، ودفع ثمن ذلك غالياً - سنين طويلة في السجون ، خاصة سجن نكرة السلمان. وتعرض على الدوام الى الملاحقة والاضطهاد من طرف السلطات الرجعية وأجهزتها القمعية " .

وعرف الرفيق الراحل بنشاطه الدؤوب في أوساط الأدباء والفنانين وعامة المثقفين، وفي العمل المهني الخاص بهم ولخدمة مصالحهم ومصالح الثقافة العراقية وقضية تطورها

والمتابع لمسيرته سيجد تلازماً امتد لستة عقود ما بين نشاطه كشاعر ودوره كناشط في العمل السياسي ضمن صفوف الحزب الشيوعي العراقي، فكان بذلك شاهداً على فترة طويلة ومهمة من تاريخ العراق، بكل تعقيداتها وتوتراتها وما شهدته من أحداث عاصفة. سبق للكاتب والصحافي " المغيب " توفيق التميمي أن أصدر عام 2014 كتاباً بعنوان “قارع النواقيس“، تناول فيه محطات من سيرة الشاعر ألفريد سمعان، حيث عدّ حياته حالة خاصة في المشهد الثقافي العراقي، باعتباره قد تفاعل مع الحياة السياسية والأدبية في العراق لأكثر من ستة عقود وبشكل متواصل، كان الراحل أحد أبرز الأصوات الأدبية التي انتسبت إلى الحزب الشيوعي العراقي، وسجن أكثر من مرة بين عاميْ 1948 و1963، آخرها حين وضع مع خمسمئة شيوعي داخل ما سمّي "قطار الموت"، وكان أحد الناجين منه بعد أن حُكم عليه بالسجن عشر سنوات، وقد آمن بالواقعية الاشتراكية التي حكمت أغلب نتاجاته المسرحية والشعرية، وطبعت آراءه التي عبّر عنها من خلال عمله الصحافي منذ عام 1952، إلى جانب عمله في المحاماة لأكثر من عقدين.

كتَب صاحب "دراسة اقتصادية في صناعة السكر في العراق" في عدد من الصحف والمجلات العراقية مثل "التآخي"، و"الأديب" و"الحقيقة" و"طريق الشعب"، ومجلتي "الصباح" المصرية و"الغد" الفلسطينية نصوصاً شعرية ومقالات في مجالات الأدب والسياسة والرياضة، وساهم في تأسيس "اتحاد الأدباء والكتّاب" في العراق عام 1959، برفقة محمد مهدي الجواهري وعبد الوهاب البياتي ولميعة عباس عمارة ويوسف العاني وسعدي يوسف وآخرين، وتولّى منصب أمين عام الاتحاد من عام 2003 حتى سنة 2016.

في السنين الأخيرة من حياته كان الراحل قد اختار الإقامة في عمان بعد رحلة دؤوبة ومثمرة في العمل الثقافي والنقابي، طيلة الأعوام الخمسة عشر التي أعقبت عام 2003 ، وفي العام الماضي 2020 شهدت حالته الصحية انتكاسة أقعدته طريح الفراش إلى أن غادر الحياة.يذكر أن الشاعر بدر شاكر السياب كان قد كتب مقدمة لأولى مجموعاته الشعرية التي أصدرها عام 1952 .

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top