بغداد/ فراس عدنان
أكد مكتب القائد العام للقوات المسلحة، أمس الأربعاء، استمرار جهود تطوير القوة والدفاع الجويين، مشيراً إلى أن الواجب الأهم للجيش في المرحلة الحالية تأمين الحدود، مبيناً أن المؤسسة العسكرية مستمرة في زيادة خبراتها من خلال الاستعانة بوسائل التكنولوجيا، وعدّ الحرب مع بقايا تنظيم "داعش" الإرهابي بأنها "معركة استخبارات".
يأتي ذلك في وقت، طالبت لجنة الأمن والدفاع النيابية القوى السياسية بالكف عن ممارسة الضغط على المؤسسة العسكرية، مشددة على ضرورة تأمين التخصيصات المالية المناسبة لزيادة قدرات الجيش.
وقال المتحدث باسم مكتب القائد العام يحيى رسول في حديث إلى (المدى) إن "الجيش العراقي وصل إلى مراحل جيدة جداً من التدريب والتسليح بمتابعة مستمرة من رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، ووزير الدفاع جمعة عناد، ورئيس أركان الجيش الفريق الركن عبد الأمير يار الله".
وأضاف رسول، أن "الخطة التي تم وضعها من قبل القيادات العسكرية هي بناء جيش مهني قادر على الدفاع عن العراق ووحدة أراضيه وسيادته".
وأشار، إلى أن "المتابعة مستمرة أيضاً لتجهيز قواتنا بأحدث الأسلحة والمعدات وتبادل الخبرات في التدريب والتأهيل وتوفير كل ما يحتاجه الجيش العراقي خلال المرحلة المقبلة".
وأوضح رسول، أن "الجميع يعرف جيداً بأن قرار الحاكم المدني بول بريمر بحل الجيش العراقي عام 2003 كان خاطئاً، لكن ثمة ضباط عراقيون مهنيون قاموا بإعادة تشكيله".
ولفت، إلى أن "المرحلة الحالية تعد متطورة لا سيما بعد هزيمة تنظيم داعش، وإعطاء رسالة إلى العالم بأن هناك جيشا قادرا على مواجهة أحد أكثر التنظيمات الإرهابية إجراماً".
ويواصل المتحدث العسكري، أن "التوجه الحالي لا يقتصر على المعدات الحربية التقليدية، إنما استخدام الاعتماد على وسائل التكنولوجيا بوصفها أداوت مهمة في فرض الأمن وسيادة القانون".
وشدد على أن "العراق يحتاج إلى قوات احترافية تؤدي دوراً حرفياً في الدفاع عن الأراضي وشعبها"، منوهاً إلى أن "المهمة الأولى التي كانت لدينا خلال المرحلة الماضية هي تأمين الحدود ولا سيما مع الجانب السوري كون هناك تنظيمات إرهابية ما زالت تنشط على ذلك الجانب".
وفيما أفاد رسول، بأن "متابعة أي محاولات للتسلل إلى الأراضي العراقية أصبحت من خلال الوسائل الحديثة والكاميرات الحرارية والطائرات المسيرة"، وبيّن أن "معركتنا ضد ما تبقى من الإرهاب أصبحت بالدرجة الأساس هي حرب استخبارات بشكل كبير وقد حققنا نجاحات كبيرة على هذا الصعيد".
وأردف، أن "القوة الجوية شهدت تطوراً كبيراً أيضاً بامتلاكها طائرات أف 16، وسوخوي، وال 159، ومقاتلات من طرز أخرى، فضلاً عن طائرات التدريب والنقل".
ومضى رسول، إلى أن "توجيهات مستمرة من قبل القيادات العسكرية العليا في العراق من أجل تطوير وزيادة كفاءة قيادة الدفاع الجوي، وسنصل إلى مستويات عالية بهذا الشأن قريباً". من جانبه، ذكر رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب محمد رضا آل حيدر، في تصريح إلى (المدى)، أن "مسؤوليات كبيرة يتحملها الجيش العراقي في الوقت الحاضر بالحفاظ على الانتصار في معارك التحرير، وإدامة الزخم ضد التنظيمات الإرهابية".
وتابع آل حيدر، أن "جميع القادة السياسيين عليهم أن يسهموا في بناء مؤسسات تدعم عمل الجيش وتزيد من قدراته، ولا تحصل هناك عمليات لتبديل كبار الضباط لأسباب غير فنية". وزاد، أن "الجانب المالي من الملفات المهمة التي ينبغي أن يولي مجلس النواب أهمية له في توفير التخصيصات التي تساعد على تطوير مهارات الجيش وتعزيز قدراته الدفاعية".
ويواصل آل حيدر، أن "ضغوطات كبيرة يمارسها بعض القادة السياسيين على ضباط الجيش، ولكن ما يحسب للمؤسسة العسكرية هو أنها لم تستجب لتلك الضغوط، ونحن في لجنة الأمن والدفاع ندعو إلى الابتعاد عن مساعي إقحام قواتنا المسلحة في السياسة وخلافاتها".
يشار إلى أن أمس الأربعاء قد صادف الذكرى المئوية لتأسيس الجيش العراقي، حيث نظمت القطاعات العسكرية استعراضاً في ساحة الاحتفالات.
اترك تعليقك