80 % من الصالات الرياضية لا تمتلك إجازة!

80 % من الصالات الرياضية لا تمتلك إجازة!

 بغداد /عديلة شاهين

يمارس معظم الشباب رياضة "كمال الأجسام" بشكل مكثف من أجل الحصول على مظهر العضلات المفتول، وقد يكون للهاجس الكبير عند اللاعب المبتدئ في رياضة كمال الأجسام وهو كيفية تكوين جسم مثالي في أقل وقت ممكن، الدافع الرئيس لبذل أموال طائلة ليتحقق ذلك له بطرق مشروعة وغير مشروعة،

حيث أدى إقبال الآلاف على ممارسة هذا النوع من الرياضة إلى انتشار تجار يروجون للمنشّطات والعقاقير في صالات الجم وبين الشباب ليجنوا أرباحاً خيالية شهرياً، لذا تحولت أغلب الصالات الرياضية الى بؤر لبيع و تداول الهرمونات الرياضية بناء على وصفة المدرب الذي إمتهن الطب دون رقابة، و أصبح تناولها ظاهرة لدى الشباب المغرمين بالأجساد مفتولة العضلات غير مدركين خطورتها و آثارها السلبية على الصحة ليكتشفوا متأخراً انهم ضحوا بأنفسهم مقابل (النفخ الكاذب للعضلات).

و بالرغم من أن وزارة الشباب و الرياضة قد طلبت في سنوات سابقة الموافقة على الإنضمام إلى الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات والمصادقة على إتفاقية اليونسكو لمكافحة المنشطات بناء على طلب الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات ومقرها طوكيو والتي تعد مسؤولة عن التنسيق مع جميع الدول ذات العلاقة في آسيا بما يخص مكافحة المنشطات في الرياضة .

وتضم هذه الإتفاقية 143 دولة ضمن إطار ستراتيجي تتبعه منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، ودخلت الإتفاقية حيز التنفيذ مطلع شهر شباط عام 2007، إلا أنه ما تزال الصالات الرياضية و المحال التابعة لها أوكاراً لتلك العقاقير التي تبرز العضلات و تهدم الصحة بعيداً عن الرقابة الحقيقية من قبل الجهات المعنية .

طرحت المدى قضية المنشطات الرياضية على مائدة البحث لتوعية الشباب بخطورة تداولها و بحث سبل حظرها.

برنامج مكافحة المنشّطات 

و من دائرة الطب الرياضي التابعة لوزارة الشباب و الرياضة تحدث للمدى فاحص المنشطات الدولي و رئيس كيماويين السيد أحمد عبد خماط قائلاً : 

لدى دائرة الطب الرياضي خطة سنوية للعديد من البرامج التوعوية ومن ضمنها برنامج مكافحة المنشّطات وهو مُدرج ضمن الخطة الخمسية للوزارة (2018-2022 ) يتضمن برنامج مكافحة المنشطات محاضرات وورش ودورات وندوات على مدار السنة للتوعية من مخاطر تعاطي المنشطات تستهدف شريحة الرياضيين بمختلف الاتحادات الرياضية بالدرجة الاساس وكذلك الشباب المواظبين على الذهاب الى القاعات الرياضية و طلاب الإعدادية والجامعات علماً أن هذا البرنامج ينفذ داخل الدائرة وكذلك في مقرات الاتحادات والأندية الرياضية والمدارس والجامعات العراقية. 

إلى ذلك أكد خماط على خطورة تناول الهرمونات موضحاً : الهرمونات جزء رئيس من المواد المنشطة وهو الأكثر تداولاً بين المتعاطين للمنشطات حيث إن هذه الهرمونات هي بالأساس موجودة في الجسم بكميات معينة يحتاجها الجسم للقيام بوظائفه، و إن سعي الرياضي لتعاطي هذه المنشطات يجعل الغدد الفارزة للهرمونات تعاني من الكسل والضمور وهذا يؤدي الى مشاكل صحية خطيرة مع مرور الوقت. 

كما جدّد خماط تحذيره بذكر أخطر أنواع الهرمونات التي يتم تداولها و هي : الستيرويدآت، و من أضرارها:

- بروز الصدر أو الثدي عند الرجل 

- تساقط الشعر 

- ضمور الخصيتين 

- قد تسبب العقم 

- ظهور حب الشباب 

- ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم 

- ارتفاع ضغط الدم 

- انفعالات أو تصرفات عنيفة 

- كما قد تسبب تثبيطاً لعملية النمو فيما لو تم استخدامها في سن المراهقة.

هرمون النمو Human growth hormone، من أضراره:

- آلام المفاصل

- وهن و ضعف في العضلات

- اختلال في تنظيم مستوى الغلوكوز (السكر) في الدم

- ضعف في عضلة القلب

- ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم 

وبين : يعاني العراق في الفترة الحالية من مشكلة كبيرة وهي أن 80 % من القاعات الرياضية لا تملك إجازة ممارسة مهنة وكذلك محلات بيع المكملات الغذائية حيث سعت دائرتنا من خلال تشكيل لجنة بين الوزارة ووزارة الصحة وكذلك وزارة الداخلية وتم البدء بعمل اللجنة و غلق العديد من القاعات غير المرخصة من قبل وزارة الصحة لكن العمل بطيء جداً ولا يرتقي خاصة مع تزايد أعداد القاعات الرياضية ومحلات بيع المكملات الغذائية غير المرخصة في العراق. 

و أكد خماط للمدى، وجود ضحايا بين أوساط الشباب نتيجة الاستخدام الخاطئ للهرمونات و أن لدى دائرة الطب الرياضي التابعة لوزارة الشباب و الرياضة علم بذلك من خلال المنتديات الشبابية الموجودة في بغداد والمحافظات وكذلك اتصالات الدائرة بالطب العدلي.

مخاطر صحية كبيرة 

أما على صعيد الفرق بين المكملات الغذائية و الهرمونات يقول أخصائي أمراض القلب و الأوعية الدموية د. محمد العزاوي : يجب التفريق بين المكملات الغذائية وبين الهرمونات، و أوضح أن المكملات الغذائية مصرح ببيعها وتداولها في الأسواق من قبل وزارة الصحة وليس لها أضرار صحية ما دامت من مصادر معتمدة، بخلاف الهرمونات التي تترتب عليها مخاطر صحية كبيرة، وعلى سبيل المثال فأن هرمون النمو يؤدي تعاطيه إلى تضخم عضلة القلب و ظهور الأورام بالنسبة للأشخاص الذين لديهم استعداد لذلك، أما بالنسبة لهرمون التستوستيرون، فإنه يؤدي لزيادة نسبة الكوليسترول في الدم وزيادة إنزيمات الكبد علاوة على تضخم البروستات و العقم لأن هرمون الذكورة (التستوستيرون) يؤدي الى خلل في دورة هرمونات الغدة النخامية المسؤولة عن انتاج الحيوانات المنوية مما يسبب الضعف الجنسي لدى الشباب.

و تابع العزاوي : قد تؤدي المنشطات الرياضية الى الموت المبكر الناتج عن النوبات القلبية و السكتات الدماغية، لذا فأن النظام السليم لبناء الأجسام يبدأ بالتدرج في التمرين و زيادته مع مرور الأيام إضافة الى التغذية السليمة و عدم استعجال النتائج بتناول الهرمونات التي تشكل خطراً كبيراً على الصحة.

ظاهرة براقة داخلها مدمر 

و في إحدى الصالات الرياضية في منطقة زيونة ببغداد ، وسط ضجيج وأصوات الشباب أثناء أداء التدريبات، التقت المدى أحد المدربين، الذى اشترط عدم ذكر اسمه و تحدث قائلاً : تعد المنشّطات الرياضية هوساً من نوع آخر لإعادة رسم الأجساد و نفخ العضلات و استعجال الحصول على جسم مثالي، و إن كثيراً من متعاطيها قد يتعرضوا لمشاكل و مضاعفات صحية أحياناً نتيجة الاستخدام الخاطئ أو قلة الوعي و ضعف الثقافة، بالاضافة الى وجود مدربين غير مؤهلين لوصف هذه العقاقير لقلة خبرتهم في هذا المجال.

مضيفاً : يقبل معظم الشباب على ذلك بتشجيع من رفاقهم إضافة الى عنصر الجذب الإعلامي الذي يسوق للعضلات المفتولة و الجسد الرياضي الممتلئ و يشجع على الحلول السريعة و السحرية المتمثلة بالمنشطات الرياضية اللافتة للانتباه بعلبها الفخمة و ألوانها البرّاقة.

و أشار الى أسعار المنشّطات الرياضية قائلاً : تختلف أسعار المنشطات و المكملات الغذائية في المحال التجارية عن القاعات الرياضية و يكون سعرها في داخل القاعات أرخص نسبياً من المحال و يختلف سعرها حسب النوعية و المنشأ و تبدأ أسعارها من ٢٥ _٢٠٠ الف دينار عراقي، و تختلف الأسعار أيضاً بحسب طبيعة المنتج الذي قد يكون على شكل حقن أو حبوب أو بودرة. مؤكداً أن تناول المنشّطات يتطلب الآخذ بعين الاعتبار اختلاف البنية الجسدية وتفاوت القابلية الجسمية ما بين شخص وآخر، و هذا ما يجب اتباعه عند نصيحة المتدرب باستخدام البروتينات كمكملات زيادة الوزن أو حرق الدهون.

و في الإطار ذاته كشف الشاب مصطفى علاء للمدى تعرضه لمشاكل صحية نتيجة الإستخدام المفرط للمنشطات و المكملات الغذائية ليحقق حلم امتلاكه للعضلات البارزة و الأكتاف العريضة من أجل رضى أقرانه و انجذاب الفتيات إليه !. 

مضيفاً : عند حصولي على نتيجة مرضية و جسم ممتلئ، إمتنعت عن تناول المنشطات و المكملات الغذائية، أدى ذلك الى عودة جسدي نحيفاً كالسابق إضافة الى إصابتي بالترهل و الضعف العام و الفشل الكلوي لكثرة الأملاح و الدهون الناتجة عن تناولي المفرط للهرمونات.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top