المدى تحاور أبرز أعضاء اللجان الفنية لبطولات الخليج .. أحمد عباس :أدعو لانسحاب العراق إذا حُرمت البصرة من تنظيم الكأس 25

المدى تحاور أبرز أعضاء اللجان الفنية لبطولات الخليج .. أحمد عباس :أدعو لانسحاب العراق إذا حُرمت البصرة من تنظيم الكأس 25

 فهد الكويت سبق الخليجيين بدعم رفع الحظر عن ملاعب بغداد

حاوره / إياد الصالحي

أكد أحمد عباس، أمين سر اتحاد كرة القدم الأسبق، أن زيارة البعثة الكويتية الى مدينة البصرة وخوض منتخبها الكروي مباراته مع أسود الرافدين أمس الأربعاء تعد إشارة مضيئة ومشجّعة لتواجد الآخرين على أرض العراق، لاسيما أن بلدنا يمتلك الإمكانات القادرة على تنظيم بطولة كأس الخليج أفضل من البحرين واليمن، مطالباً في الوقت نفسه المعنيين بالقرار الرسمي الرياضي لإعلان الانسحاب من البطولة في حالة استمرار الاتحاد الخليجي حرمان البصرة من تنظيمها للمرة السادسة على التوالي.

جاء ذلك في حديث عباس الصريح والموسّع مع صحيفة المدى قدّم فيه عصارة خبرته في تحليل الظروف الراهنة التي تمرّ بها كرتنا وهيئتها التطبيعية باعتباره أحد أبرز العاملين في اتحاد الكرة العراقي منذ عام 1986 وعضواً بارزاً في اللجنة الفنية لبطولات الخليج. سألناه في البداية عن تقييمه لزيارة بعثة الكويت الى مدينة البصرة في هذا التوقيت بعيداً عن نتيجة مباراة المنتخبين .. فقال:

- أية مبادرة من هذا النوع تسهم بشكل أو بآخر في رفع الحظر الكامل عن ملاعبنا، والإخوة في الكويت هُم أول المبادرين حيث سبق أن قام المرحوم الشيخ فهد الأحمد رئيس اللجنة الأولمبية الكويتية باصطحاب منتخب الكويت لكرة القدم لخوض مباراة في ملعب الشعب الدولي بتاريخ 27 كانون الأول 1988 لمناسبة رفع الحظر الدولي انتهت لمصلحة الضيوف بهدفين نظيفين، وأمس الأربعاء 27 كانون الثاني2021 خاض منتخب الكويت مباراته في البصرة للهدف ذاته، وترأس البعثة حمود فليطح المدير العام للهيئة العامة للرياضة الكويتية وأحمد اليوسف رئيس اتحاد كرة القدم الكويتي وغيرهما من المسؤولين الرياضيين، وتلك إشارات مضيئة تشجّع الآخرين على التواجد في الأرض العراقية.

تصويت الكويت

تعهّد فليطح واليوسف بدعم تنظيم خليجي25 في البصرة، ما مدى واقعية التعهّد في ظلّ وجود لجنة تفتيشية توصي بما تراه على الأرض؟

- للتاريخ أقول، إن الكويت أوّل دولة صوّتت على تضييف العراق إحدى بطولات الخليج عندما عرض الوفد العراقي، برئاسة حسين سعيد رئيس اتحاد كرة القدم الأسبق وكنت عضواً فيه والمرحوم محمد مصبح الوائلي محافظ البصرة حينه، هذه الرغبة في اجتماع رؤساء الاتحادات الخليجية على هامش النسخة 18 في أبو ظبي كانون الثاني عام2007، ومن صوّت في الاجتماع هو أحمد اليوسف نفسه بصفته رئيساً للاتحاد، وهذا الموقف له دلالاته وأهميته حتى على قرار اللجنة المكلّفة من الاتحاد الخليجي لما تملكه الكويت من تأثير بين أعضاء الاتحاد.

 بحكم تجربتك الإدارية في الاتحاد، هل من الطبيعي أن تتزامن زيارة اللجنة التفتيشية مع مباراة دولية ودّية ربما لن تكون إجراءات تنظيمها معياراً حاسماً في التقييم؟

- زيارة اللجنة التفتيشية المُكلفة من الاتحاد الخليجي لكرة القدم هي إجراء روتيني تعوّدنا عليه مُذ قيام وفد أمناء سر الاتحادات الخليجية لكرة القدم برئاسة القطري سعود المهندي بتدوين انطباعات ومؤشرات إيجابية خلال زيارته البصرة في أيلول عام 2013 ، وأعتقد أن الهالة الإعلامية والاهتمام المُبالغ فيه لزيارة لجنة التفتيش برئاسة اليماني د.حميد الشيباني عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الخليجي الخليج العربي لكرة القدم لا يصبُّ في مصلحة الهدف والغاية التي نبتغيها.

سِمات المفتشية

 ما تعليقك عن تأخّر الهيئة التطبيعية بإرسال سِمات دخول أعضاء لجنة التفتيش الخليجية للعراق؟

- بعيداً عن التبريرات التي أطلقتْ، فإن ما حصل يعتبر سابقة لم تشهدها كرة القدم العراقية، وأي متتبّع لمسيرة إدارات اتحاد كرة القدم سوف يقلق على مستقبل الكرة في العراق حيث أن الفشل في انجاز سِمات دخول عدد قليل من الأشخاص يُعطي مدلولات وانطباعات سلبية للآلية التي اتبعتها التطبيعية بإنجاز هذه المهمّة، وإذا كنّا غير قادرين على إتمام الحلقة الأسهل في استضافة الوفود، فكيف نفكّر باستضافة بطولات تشارك فيها منتخبات يكون عدد أفرادها عشرات المرّات عدد وفد اللجنة التفتيشية؟ لا بدَّ أن يقف المسؤولين على أسباب ذلك ومعالجتها.

 منح الاتحاد الخليجي البصرة الضوء الأخضر خمس مرّات لدراسة مدى جاهزيتها لتنظيم البطولة الخليجية ومع ذلك يتم نقلها الى دولة أخرى، خليجياً، من يتحكَّم بالموافقة النهائية، وهل ترتبط بالإذن السياسي كما يزعم البعض؟

- قرار إقامة البطولة في دولة غالباً ما يعتمد بالأساس على موافقة المعنيّين بكرة القدم الخليجية سواء كانوا رؤساء اتحادات أم تنفيذي الاتحاد الخليجي، وأيضاً لا نغفل أن يكون للقرار السياسي بصمة مؤثرة على ذلك بالرغم من عدم ظهوره بشكل جليّ على السطح!

حكومة البصرة

 ووطنياً، أين أوجِه التقصير في ضياع حق العراق منذ دورة 20 التي جرت في اليمن عام 2010 الى الآن؟

- اعتقد عدم وجود تقصير حالياً، لقد صُرفت ملايين الدولارات منذ عام 2008 الى يومنا هذا لتشييد بُنى تحتية تؤمّن إقامة بطولة الخليج العربي، ولو أن بعض تلك المنشآت لم تُكتمل بالشكل الأمثل، لكن بالإمكان استكمالها فيما لو وجد العراق أن هناكَ نيّة صادقة من الاتحاد الخليجي لإقامة البطولة في العراق، وأجدُ أن الحكومة المحلية في البصرة والكوادر الرياضية في هذه المحافظة العزيزة قادرة على إنجاز ذلك، ولا ننسى دعم وزارة الشباب والرياضة لها وإسنادها لإنجاح التحضيرات والترتيبات اللازمة من يوم افتتاح البطولة الى موعد ختامها.

 للتاريخ ، وبتجرّد يستند الى تحليل مهني خارج تأثير العواطف، هل أن مدينة البصرة مؤهّلة لإنجاح بطولة الخليج وفقاً لأمنيات شيوخ ومسؤولي وجمهور الدول المشاركة بمستوى ما عايشتهُ شخصياً في أكثر من نسخة؟

- مبدئياً، لا جدال بأن ما تملكه دول قطر والسعودية والإمارات من منشآت وبُنى تحتية متعلّقة ببطولات الخليج العربي أفضل ممّا يملكهُ العراق، لكن وضعنا الآن أفضل من السابق يوم نظّم العراق بطولة كأس الخليج الخامسة نيسان عام 1979 ولم يمتلك ملعباً ملائماً سوى ملعب الشعب الدولي! لهذا يمكننا التأكيد بعد كل هذه السنين وبثقة تامة على تلبية متطلّبات البطولة أفضل من إمكانات البحرين واليمن شريطة تضافر الجهود ومعالجة النواقص في منشآت وملاعب وفنادق مدينة البصرة على أكمل وجه.

مشاركات عقيمة

 الظروف السياسية أجبرت المُنتخب على الانسحاب من البطولة الخليجية عامي 1982و1990، وغالباً ما تصاحب بقية مشاركاته مناكفات إعلامية دعتْ البعض للمجاهرة بإبعاده، هل تجد أن البطولة مُلحِّة للمنتخب بهدف تطويره، أم آن الأوان للانسحاب منها؟

-أصارحك القول، في أكثر من بطولة كنتُ اعترض على لافتات اجتماع الاتحاد الخليجي وهي ترد بمسمّى (اجتماع أمناء سر دول الخليج والعراق واليمن) ولا أدري هل استمرّت التسمية هذه أم لا؟ المهم كان العراق متفوّقاً فنياً على جميع اتحادات الخليج العربي المستفيدة الوحيدة من أفكارنا ورؤانا ومقترحاتنا، ولا أخفي أن جميع مشاركاتنا السابقة في البطولة كانت عقيمة، لكننا اليوم لسنا أفضل فنّياً من معظم الدول الخليجية، وعليه نحتاج أن نشارك في البطولة، ولكن إذا استمرّ حرماننا من استحقاق التنظيم، وخاصة محاولتنا السادسة مع النسخة 25 بذريعة الجانب الأمني، فأنا مع دُعاة انسحاب العراق من هذه البطولة حفاظاً على كرامتنا، وبالإمكان استحداث بطولة إقليمية أو دولية في أحد الملاعب (البصرة وكربلاء وأربيل) تعوّض كرتنا غيابها عن كأس الخليج.

نجاح نوعي

 وماذا عن بغداد ألا تستحق أن تنصَّبَ جهود الوزارة والاتحاد من أجل ثني الفيفا عن قراره الظالم باستثنائها من قرار رفع الحظر الجزئي؟

- نعم تستحق بغداد أن يُرفع عنها غُبن الحظر الدولي المستمر، والموضوع يحتاج الى جهد حكومي ممثلاً بوزارة الشباب والرياضة والاتحاد العراقي لكرة القدم، علماً سبق أن قام عبد الحسين عبطان وزير الشباب والرياضة الأسبق بالتعاون مع الاتحاد بجهد كبير مع الاتحادين الدولي والآسيوي أثمر عن نجاحٍ نوعي في آذار عام 2018 لرفع الحظر الجزئي وأنهى وقتها معاناة كرتنا لخمسة عشر عاماً.

ظُلم درجال

 شابت علاقتك مع الوزير درجال توتراً الى حدّ القطيعة، ما سرّ حَملِك ملف درجال لتدافع عن قضيته في برامج تلفازية ولم تكن جزءاً من عملية الانتخابات، هل تشعر اليوم بالندم أم القناعة بصواب دفاعك؟

- لقد شعرتُ بأنه تعرّض الى ظلم كبير بسبب العقوبات التي وقعتْ عليه من قبل لجنة الانضباط آنذاك، ولهذا فأني وآخرين وقفنا معه لدفع الظُلم عنه سواء من خلال برامج الفضائيات أو عبر منصّات التواصل الاجتماعي أو مقالاتي في أكثر من صحيفة، ولم أكن أبغي الحصول على منصب أو المشاركة في الانتخابات، ولكني اعتبرتها موقف إلزامي بين صديقين، ولم أندم عليه، ولكن الأيام ومستجدّاتها جعلتني أعيد حساباتي بأمور عديدة!

 برأيك المهني لا الشخصي، هل نجح درجال في مهمَّته الوزارية، وماذا تنصحه في المرحلة المقبلة لتحديد وجهتهِ؟

- لا أستطيع أن أجزم بنجاحهِ من عدمهِ، لأني بعيد عن وزارته من ناحية، ولا يوجد لديّ تواصل معه منذ عدة شهور من ناحية أخرى، وأتمنّى أن يهتمّ بما كان يُخطط له لانتشال الشباب من واقعهم الحالي، وأن لا يركّز جهده وتفكيره على كرة القدم فقط.

نظام 2017

 مضت تسعة أشهر من عمل الهيئة التطبيعية منذ 1 نيسان 2020، ما أبرز ملاحظاتك المهنية لِما أنجزته ولم تنجزه؟

- بلا شك أن التطبيعية مُكلّفة من الفيفا بواجبات مُحدّدة منها مراجعة النظام الأساسي وإجراء الانتخابات، واليوم تسرّب قرار لمحكمة كاس الدولية في بعض المواقع الإلكترونية يؤكد على إجراء انتخابات اتحاد الكرة العراقي وفقاً للنظام الأساسي المُصادق عليه من الهيئة العامة عام 2017 ! وإن صحّ القرار يعني أن النظام الأساسي الذي أعدّته التطبيعية عام 2020 ولم يُطرح على الهيئة العامة للمصادقة لا يمكن تطبيقه، وكلنا نلاحظ الترهّل في لجان التطبيعية ومكاتبها وفعّالياتها وأقرب مثال على ذلك الأعداد الكثيرة التي تواجدتْ في البصرة لغرض تنظيم مباراة ودية واحدة بين العراق والكويت، وما ترتّب عليها من نفقات سواء التنقل أم الإقامة أم الإطعام وغيرها.

مصلحة العراق

* مَنْ تراه مؤهّلاً لرئاسة اتحاد الكرة ويستحق أن تُحشّد له الجهود النزيهة تمهيداً لكسب نتائج الاقتراع؟

- العراق زاخر بالكفاءات، الخبيرة منها أو الشبابية، ومَن يرغب في التصدّي لهذه المسؤولية أن يكونَ جدير بها، وأن يضعَ مصلحة العراق في المقام الأوّل، وأدعو الله أن يوفّق الخيّرين لخدمة وطننا العزيز.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top