 طالبوا بالكشف عن مصير سجاد العراقي ولوحوا بالتصعيد

 ذي قار / حسين العامل

أمهل متظاهرو ساحة الحبوبي بالناصرية الحكومتين المركزية والمحلية حتى يوم الجمعة المقبلة للكشف عن مصير الناشط المختطف سجاد العراقي، وفيما جدّدوا المطالبة بالقصاص من قتلة المتظاهرين، لوحوا بالتصعيد الاحتجاجي في حال التسويف بتنفيذ مطالبهم.

وذكر بيان للمتظاهرين تابعته المدى أن " المتظاهرين يمهلون الحكومتين المركزية والمحلية حتى الجمعة المقبلة للكشف عن مصير الناشط المختطف سجاد العراقي وتنفيذ مذكرات إلقاء القبض بحق المتورطين باختطافه"، وأضاف " وبخلافه سنلجأ الى التصعيد الاحتجاجي لتحقيق كامل مطالب المتظاهرين".

وأشار البيان الذي تلاه أحد المتظاهرين في ساحة الحبوبي يوم أمس الأول الجمعة الى أن "إجراءات تحرير الناشط سجاد العراقي من يد خاطفيه مازالت تخضع للتسويف والمماطلة"، متهماً " الحكومة المحلية بمحاباة الجهة المتورطة باختطافه وذلك من خلال التلكؤ في تنفيذ مذكرات القبض القضائية الصادرة بحق المتورطين بجريمة الاختطاف".

ورجح بيان المتظاهرين أن " يكون سجاد العراقي محتجزاً في أحد السجون السرية التابعة للمجاميع المسلحة"، مؤكداً أن " محاباة الحكومة لتلك المجاميع وخشيتها منها هو ما يحول دون تحرير الناشط المختطف".

وفي ذات السياق جدّد المئات من المتظاهرين المحتشدين في ساحة الحبوبي ضمن فعاليات جمعة الشهيد أحمد نوفل الذي قضى على يد مجموعة مسلحة استهدفت المتظاهرين المعتصمين في ميدان الحبوبي بالسكاكين يوم الثلاثاء (9 حزيران 2020) ، المطالبة بالقصاص من قتلة المتظاهرين والمتورطين بجرائم قمع التظاهرات ولاسيما كبار الضباط المتورطين بمجزرة جسر الزيتون التي راح ضحيتها 50 شهيداً و500 جريح من المتظاهرين.

وقال المتظاهر حيدر الناصري للمدى إن" الجهات المعنية في الحكومة والقضاء لم تثبت حتى الآن جديتها بملاحقة واعتقال المتورطين بقتل المتظاهرين وتقديمهم للمحاكمة"، مشيراً الى أن " الطبقة السياسية تحاول التسويف والمماطلة وتعطيل دور القضاء في هذا المجال".

وأشار الناصري الى أن " الأحزاب المتنفذة بالسلطة لم تكتفِ بالالتفاف على مطالب المتظاهرين بل هي تعمل جاهدة لحماية قتلة المتظاهرين ولاسيما الضباط الدمج التابعين لها والمتورطين بقمع التظاهرات السلمية"، مؤكداً أن " عدد ضحايا قمع تظاهرات محافظة ذي قار بلغ حتى الآن أكثر من 130 شهيداً ونحو 5 آلاف جريح لكن للآن لم يُحاسب أي من المتورطين بتلك الجرائم".

ومن جانب آخر ذكر ناشطون في تظاهرات محافظة ذي قار استمرار حملة الترهيب التي تستهدف ناشطي التظاهرات في المحافظة كاشفين عن تعرض دور الناشطين والمواطنين الى 26 تفجيراً بعبوات ناسفة وصوتية وارتكاب 3 جرائم اغتيال خلال شهرين ، بواقع جريمة واحدة كل 48 ساعة ، مبينين أن " الجرائم التي تستهدف الناشطين تدخل ضمن إطار تصفية الحسابات وانتقام المليشيات وأحزاب السلطة من المتظاهرين.

وكانت قيادة شرطة محافظة ذي قار كشفت يوم السبت ( 19 أيلول 2020 ) عن اختطاف الناشط في مجال تظاهرات الناصرية سجاد العراقي وإصابة زميله باسم فليح بجروح على يد مسلحين مجهولين يستقلون سيارتين رباعية الدفع ، وفيما أمهل متظاهرو ساحة الحبوبي قيادة الشرطة ساعة واحدة للكشف عن الجناة والإفراج عن العراقي ، انطلقت فعاليات تصعيدية للمتظاهرين ليلة السبت / الاحد تمثلت بقطع الطرق والجسور ومحاصرة مبنى محافظة ذي قار وغلق عدد من الدوائر الحكومية.

وكانت محكمة استئناف ذي قار اصدرت مذكرتي قبض بحق اثنين من المتهمين باختطاف سجاد العراقي، وجاء في مذكرة القبض والتحري الصادرة من محكمة استئناف ذي قار الاتحادية / محكمة تحقيق الناصرية بتاريخ ( 21 أيلول 2020 )، "الى أعضاء الضبط القضائي وأفراد الشرطة وكل من تقع هذه المذكرة بين يديه، إنكم مأذونون بالقبض على المتهم إدريس كريدي حمدان الهصاري وأحمد محمد عبود الإبراهيمي".

واكدت الحكومة المحلية في ذي قار وفريق من متظاهري الناصرية الجمعة ( 15 كانون الثاني 2021 التوصل الى اتفاق تهدئة بين القوات الأمنية والمتظاهرين ووقف حملة الاعتقالات، وهو ما مهد الى عودة الهدوء لتظاهرات يوم الجمعة ووقف أعمال العنف والمصادمات التي تواصلت على مدى الأسبوع ، وبينوا أن الاتفاق المبرم تم بين مجموعة من ناشطي التظاهرات ورئيس محكمة استئناف ذي قار وقيادتي عمليات سومر وشرطة ذي قار.