حمّل خبراء التطبيعية مسؤولية تدني الدوري.. هادي مطنش: بعض الأندية تبحث عن مدرّب بلا مبادئ لتستفيد من عقده!

حمّل خبراء التطبيعية مسؤولية تدني الدوري.. هادي مطنش: بعض الأندية تبحث عن مدرّب بلا مبادئ لتستفيد من عقده!

 أطالب بالتعاقد مع كاتانيتش وفقاً لساعات عمله مع الأسود!

 بغداد / إياد الصالحي

عزا مدرب المنتخب الأولمبي الأسبق هادي مطنش ظاهرة انتقال المدربين المحليين بين أكثر من نادٍ خلال الموسم الواحد بأنها غير صحّية وتدلّل على تخبّط الهيئات الإدارية لتلك الأندية وعدم مهنيتها في التعامل مع أصول التعاقد، فبعضها يفكّر بالفائدة المادية المتحقّقة من العقد قبل مصلحة الفريق، وهذا أمر خطير ينبغي التصدّي لها من قبل المدربين أنفسهم -حسب قوله.

وقال مطنش في حديث خصّ به (المدى) :كانت إدارات الأندية في السابق مستقلّة عن شؤون المدرّب، وتمتنع عن التدخّل في أموره المالية، وصفقات التعاقد مع اللاعبين البارزين، كون هناك لجنة متخصّصة معنيّة بها، أما اليوم فالبعض يبحث عن مدرب بلا مبادئ يتماهى مع سلوكه ليستفيد الاثنان من قيمة التعاقد، وهذا أقصى طموح لرئيس النادي وكذلك للمدرب الرامي للبقاء في منافسات الدوري للموسم التالي مهما كانت النتائج متدنّية.

وأضاف :لديّ معلومات مفصّلة عن موقف بعض المدرّبين، هناك من يوقّع على عقد قيمته 150 مليون دينار ويستلم منها 75 لأنه في حالة رفضهِ إمضاء العقد بهذا الاتفاق سيبقى جليس بيته، ومدرب آخر تنازل عن عقده للإدارة وأكتفى براتب شهري! وبحسب تأكيد بعض المقرّبين من مسؤول في إدارة هذا النادي أنه أقسم بعدم استبدال المدرب حتى لو خسر الفريق أغلب مبارياته طالما أنه لن يكون تحت المركز 16! وهكذا بالنسبة للاعب يتم توقيعه على 40 مليون دينار يُمنح 10 ملايين منها و30 مليون تبقى للهيئة الإدارية، كل ذلك يجري بتنسيق مع شخص يُسمّى بالمدرب المساعد وهو ليس بذلك، بل من أبناء النادي القُدامى كي يُنهي الاتفاق مع المدرب وينأى بالإدارة عن مسؤوليتها! بدليل إن ما يسمّى بـ(المدرب المساعد) مستمرّ منذ 10 سنوات في مهمّته برغم تبدّل عشرات المدربين في الفريق!

مسؤولية الآباء

وأوضح :هنا أحمّل أولياء أمور اللاعبين المسؤولية لموافقتهم على استقطاع مبلغ 30 مليون دينار من عقود أبنائهم واكتفائهم بالعشرة، هذا يعني إن اللاعب الجيّد والمبدئي لن يجد فرصته في هكذا أندية طالما يرفض منح حقه المادي لغيره ومستواه يؤهّله لتقاضي الأربعين مليون وأكثر، والطامة الكبرى إن أبناء بعض المدرّبين غير مرحّب بهم للانضمام في فرق الأندية حتى لو كانوا من أفضل لاعبي الفريق، وعند التحريّ عن السبب لا نجد غير التخوّف من فضح تلاعب الإدارة ومدرب الفريق بعقود اللاعبين.

لا عمل في الدوري

وذكر مطنش : لا توجد مفاتحة لي من أي نادٍ في دوري الكرة الممتاز، مثلما يُشاع من أخبار في بعض مواقع التواصل، والجميع يعرف أنني لا أعمل مع إدارة تغمِط حقّي أو تتدخّل في شؤوني الفنية أو تتّخذ قراراً ما يُجرّدني من صلاحياتي، وفي حال وجود عرض مناسب قبل بدء مرحلة الإياب من الدوري لن أتردّد بقبوله إذا ما توافق مع طموحاتي وحفظ تاريخي الذي أعتزّ به ولأجلهِ اضطررتُ البقاء من دون عمل لسنين طويلة.

انتقادات مؤذية!

وتابع :من المؤسف أن يخرج بعض لاعبي جيل 2007 في القنوات التلفازية بانتقادات مؤذية للمشاعر، يطالبون بانسحاب المدرّبين السابقين من العمل بذريعة كبر سنّهم وفسح المجال لهم لتدريب الأندية، وأقول لهم إن استمرار المدرّب من عدمهِ لا يرتبط بعمره، بل يزداد خبرة كلّما أضاف تجربة جديدة لمسيرته، ولو استقرّ وضع بلدنا الاقتصادي لغادر هؤلاء المنتقدون ميدان التدريب واختاروا أعمالاً أخرى ولن ترونهم ثانية في الملاعب لأنهم ولجوا المهنة ليس حباً بها!

معالجات فنية

وبخصوص تدنّي مستوى الدوري حتى الجولة 15 منه، وعدم تدخّل اللجنة الفنية في الهيئة التطبيعية لمعالجة ذلك، أفاد :من الأمور المسلّم بها، أن واجبات اللجنة الفنية في الهيئة التطبيعية تتركّز على تقويم مسيرة المنتخبات الوطنية، وهذا لا يمنع تقويم المستوى الفني العام لمسابقة دوري الكرة الممتاز، باعتبارها تعكس الصورة الحقيقية للعبة محلياً التي يُشكّل نواتها لاعبو المنتخبات سواء الوطني أم الأولمبي أم الشباب، وبالتالي نأمل أن تلتفت فنية التطبيعية الى التحاور مع مدربي الأندية في القسم الأول (الممتاز) لبيان أسباب تراجع الأداء وضُعف الجوانب التكتيكية وانتهاء أغلب المباريات بالتعادل مع حدوث أخطاء تكتيكية كثيرة وانعدام شهيّة الهدافين، وتقارب نقاط المتنافسين على المراكز الستة الأولى، هذه الملاحظات يمكن أن يُسعف بها خبراء اللجنة الفنية مدربي الأندية بمعالجات واقعية لمجملها.

عقود .. وملاعب

وأشار مطنش الى :"أن تخصيص 300 و500 مليون دينار لعقود بعض لاعبي الدوري أفسد عطائهم، وغيّب روح التنافس بين الفرق، كون اللاعبين الدوليين ضمنوا أقيامهم المادية ويؤدّوا الالتزام بدافعية قليلة تفتقر للحماسة والغيرة لدى البعض دفاعاً عن الفانيلة، وهُنا تتحمّل إدارات الأندية مسؤولية ذلك لاسيما الجماهيرية التي يجب أن تفكّر ببناء ملاعب نموذجية لها، فبدلاً من أن تخصّص 500 مليون دينار للاعب، تضع ميزانية موحّدة لا تزيد عن 100 مليون دينار للاعب الجيد، وتقنّن بقية الصفقات حتى تحظى بمبلغ مالي كبير يقارب من ملياري دينار أو أكثر تدفعه لإنشاء ملعب بمواصفات دولية تسع لـ 30 ألف متفرج، وأحمّل وزارة الشباب والرياضة أيضاً المسؤولية ذاتها وعليها أن تحظر مشاركة أي نادٍ جماهيري أو غيره في الموسم 2024-2023 مثلاً ما لم يمتلك ملعباً وفقاً للمواصفات المطلوبة قبل بدء الموسم المذكور".

محاسبة كاتانيتش

وعن تقييمه لقيادة المدرب كاتانيتش للوطني، قال :ما يؤلمني في موضوعة المدرب الأجنبي أنه لم تتم محاسبتهِ على إضاعة شهوراً عدة بعيداً عن مهمّته في بغداد التي نصّ عليها عقده، فكيف يتم تجديد التعاقد معه وهو لم يقضِ المدة القانونية مع منتخبنا، أما عن أسلوب تعامل المدرّب الأجنبي مع المدربين المساعدين ووفقاً لتجربتين شخصيّتين فأنهم يرون في المدرب الوطني مدرب لياقة لا أكثر! ولهذا نرافقهم مع رحلات المنتخبات الوطنية بإرادتنا برغم تهميشنا، نأكل ونشرب ونغيّر الأجواء في مُدن أوروبية ونعود نشكو السُمنة المفرطة!

عنصر الاستقرار

وأختتم هادي مطنش حديثه :يفترض بكاتانيتش أن يعزّز عنصر الاستقرار مع 16 لاعباً ولا يُكرّر محاولات التجريب مثلما شاهدنا أمام الكويت في البصرة قبل أيام حيث حُسن الحظ أنقذنا من هزيمة مستحقّة بأربعة أهداف لولا تسرّع المهاجمين، وأطالب فنية التطبيعية بتدارك مسألة خطيرة مستمرّة منذ عقد ونصف أن جميع المنتخبات التي حسمنا مبارياتنا معها مثل البحرين والكويت والسعودية وغيرها بهدف أو هدفين كان مستواها الفني أفضل منّا، وأيضاً لا بدّ من الاهتمام والتنسيق بشأن لاعبي منتخبنا المحترفين في الدوريات الخارجية لا يمكن اهمالهم بذريعة عدم الاستفادة منهم خلال 72 ساعة من قدومهم، وإذا كان الأمر كذلك لماذا لا تتعاقد التطبيعية مع كاتانيتش على أساس قدومهِ خلال الساعات نفسها لتولي تدريب المنتخب في أغلب المناسبات المارّة منذ أن تعاقد الاتحاد المستقيل معه عام 2018؟!

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top