ترجمة/ حامد احمد
عند مراسيم دفن ضحايا داعش من الايزيديين في قرية كوجو الايزيدية، يقف الناشط الايزيدي فرحان ابراهيم مستذكرا ما حصل لهم في يوم 2 آب 2014 عندما اجتاح مسلحو داعش قرى منطقة سنجار وارتكبوا فيها مجازر بحق اهاليها من رجال ونساء.
قال ابراهيم، وهو من الناجين من مجزرة داعش: "عند السابعة صباحا من ذلك اليوم هرع عشرات الآلاف من الايزيديين الى الشوارع قاصدين التوجه الى جبل سنجار الذي يبعد 25 الى 40 كم عن القرى والمناطق السكنية للاهالي. العوائل التي كانت تمتلك سيارات خاصة تمكنت من النجاة، اما العوائل التي هربت مشيا على الاقدام فقد سقط الكثير منهم في قبضة مسلحي داعش ."
وكان المسلحون حينها يستقلون العشرات من السيارات الحديثة لملاحقة الايزيديين خصوصا من الذين كانوا راجلين يحاولون الهروب الى الجبل .
واضاف ابراهيم بقوله "كان المسلحون يقتلون ويخطفون اي شخص يقع بين ايديهم من الذين كانوا متوجهين للجبل في ذلك اليوم. كانت الشوارع مليئة بالجثث وسياراتهم مليئة بالمختطفين ."
واستنادا لناجين ايزيديين ومسؤولين فانه بحلول 15 آب 2014 قتل ما لا يقل عن 2700 رجل ايزيدي مع اختطاف اكثر من 6400 امرأة وطفل، وتسببت الاحداث بتهجير 350000 منهم وقد تم حفر اكثر من 80 قبرا جماعيا لدفن ضحايا داعش من الايزيديين .
على الرغم من مرور خمس سنوات الان على تحرير سنجار وطرد مسلحي داعش، يقول مسؤولون محليون إن 20% فقط من اهالي سنجار النازحين قد عادوا للمنطقة، في حين ما يزال الغالبية منهم يعيشون في مخيمات منتشرة ما بين دهوك والسليمانية في إقليم كردستان .
ايزيديون عائدون يشكون من تراجع الخدمات وعدم تلبية الوعود التي قطعتها الحكومة لتحسين الاوضاع في سنجار بعد توقيع الاتفاقية العام الماضي مع حكومة الاقليم المتعلقة بمنطقة سنجار.
ويقول ابراهيم "لم نتلق اية مساعدات حكومية، وان ما يحصل عليه اهالي سنجار من خدمات متواضعة فهي نتاج عمل منظمات مجتمع مدني ومنظمات دولية متواجدة في المنطقة. لحد الان لم يتلق الايزيديون اية ضمانات تؤكد بانهم لن يواجهوا ابادة اخرى كالتي واجهوها في 2014 ."
وكانت اتفاقية سنجار قد دخلت حيز التنفيذ في اوائل كانون الاول من العام الماضي عندما غادرت جميع التشكيلات الامنية وفصائل الحشد المدينة وتسليم مقراتهم للشرطة الاتحادية التي شكلت طوقا حول المدينة بالاشتراك مع قوات الجيش العراقي .
وقال مسؤولون ان معظم قوات الحشد وقوات حماية سنجار المنضوية معها كانت منتشرة حول المنطقة الخارجية، في حين كانت قوات حرس الحدود مستلمة مهام تأمين الحدود العراقية السورية المحاذية .
استنادا الى الاتفاقية فان سنجار ستكون لها قوتها الخاصة من الشرطة المحلية والتي تتألف من 2500 شرطي يتم تجنيدهم من ابناء سنجار وتكون الحصة الاكبر من المهجرين والناجين وعوائلهم الذين سيتم تدريبهم وتسليحهم من قبل الحكومة المركزية . مصادر امنية فيدرالية ذكرت ان هذه القوات جاهزة لاستلام مواقعها في سنجار الاسبوع القادم .
اعادة اعمار بلدات وقرى سنجار وازالة ما خلفته المعارك من عبوات ناسفة وألغام فيها، هي من بين اهم بنود اتفاقية سنجار الموقع عليها بين الحكومة المركزية وحكومة الاقليم، وذلك لتشجيع النازحين الايزيديين على العودة لمناطقهم .
زيد حاجي، ايزيدي من منطقة سنجار قال: "اغلب العوائل تخشى العودة للمنطقة، ولكن عودة الهدوء للمنطقة الذي سيتحقق بالتدريج يوما بعد يوم وبدء تنظيف المنطقة واعادة اعمارها من شأنه أن يشجعهم على العودة ." واضاف حاجي قائلا "الوضع الامني حاليا مستقر نسبيا، خصوصا بعد توقيع الاتفاقية والسيطرة على الوضع الامني عند الشريط الحدودي. نحتاج الى الكثير من اجل تطبيع الاوضاع في سنجار ولكن الامور تبشر بخير في وقت بدأت عوائل في التفكير بالعودة ."
عن: موقع ميدل ايست اي البريطاني
اترك تعليقك