وبالرغم من الطلب الكبير على هذه الأنواع للاستهلاك البشري، إلاّ أن القليل جداً من الجهود البحثية جرى لتربية أهم أنواع جنس البني في أحواض الزراعة المائية وتكثيره صناعياً ويُعتمد فقط على الصيد في الحصول على أسماك البني للغذاء، فضلا عن قلة الدراسات عن ديناميكية وبيولوجيا المخزون السمكي لهذه الأنواع من الاسماك في البلاد.

وكشف مدير زراعة الجبايش، اياد صبري، عن تنامي عودة اسماك البني لاهوار القضاء جراء استقرار الحصة المائية في العامين الأخيرين.

وذكر صبري في حديث لـ(المدى)، ان "استقرار الحصة المائية له الاثر الايجابي في عودة بعض الاسماك المهاجرة التي فقدت من الاهوار في الفترة السابقة جراء شحة المياه، ومنها اسماك البني"، موضحا ان "البني متواجد بشكل جيد في الاسواق ويكاد الصيادون يصطادوه بشكل يومي وبكميات جيدة".

واضاف "نحن الآن في زراعة الجبايش في مرحلة الاستعداد لموسم منع صيد الاسماك لفصل التكاثر حفاظا على هذه الثروة من الضياع".

وتابع حول اجراءات الصيد الجائر، ان" هناك تنسيقا مع مديرية الشرطة والجهات الامنية في القضاء لاتخاذ خطوات جادة في الحد من الصيد الجائر"، لافتا الى انه "خلال الآونة الاخيرة تم اتخاذ خطوات صارمة بحق المتجاوزين وتم اعتقال الكثير من الصيادين الذين يمارسون هذه الطريقة في الصيد، وفيما بين ان الوضع الحالي افضل بكثير من الوقت السابق من حيث الصيد الجائر، اكد استمرار مديريته بمكافحة هذه الطريقة في الصيد".

واشار الى ان "السبب الرئيس لعودة اسماك البني هو استقرار الاهوار، حيث كانت مناطق الاهوار غير مستقرة سابقا، فضلا عن اختفاء النباتات المائية والسلسلة الغذائية التي يحتاجها مثل هذا النوع من الاسماك، كل ذلك كان له الاثر الكبير بعودة الاسماك". وبهذا الإطار يقول مدير منظمة الجبايش البيئية، رعد الاسدي في حديث مقتضب لـ(المدى)، ان "اسواق قضاء الجبايش شهدت عودة اسماك البني بعد ان انخفضت اعدادها خلال السنوات السابقة او ربما انقرضت نتيجة الصيد الجائر وشحة المياه". ويشير النائب الاول لمحافظ ذي قار حازم الكناني، إلى انه وجه بتشكيل لجنة عليا لمتابعة الصيد الجائر للاسماك في المحافظة من الدوائر المختصة للحد من هدر الثروة السمكية

وذكر الكناني في بيان تلقته (المدى)، ان "هناك مخالفات عديدة للصيادين بممارسة الصيد الجائر في المسطحات المائية في المحافظة، وتم إطلاق حملة لمواجهة الصيد الجائر للاسماك والذي يستخدم فيها الصيادون سموم المبيدات والصعقة الكهربائية".

واضاف ان "ظاهرة الصيد الجائر تخلف آثارا سلبية على الأحياء المائية والتنوع الاحيائي في البيئة الطبيعية وسنسعى من خلال اللجنة للسيطرة على هذه الظاهرة السلبية والمحافظة على الثروة السمكية والأحياء المائية الأخرى وحمايتها من الانقراض".

ولفت إلى أن "حملة واسعة ستطلق لتطبيق قانون حماية الثروة السمكية بالتنسيق مع الوحدات الادارية والتشكيلات الأمنية لملاحقة المخالفين القائمين بالصيد الجائر واحالتهم للقضاء". ويؤكد مدير قسم الاسماك بمديرية زراعة البصرة، شاكر عبد الرزاق، أن "سمك البني يعتبر من الاسماك النادرة في البصرة بالوقت الحالي، نظرا لوجوده في مناطق محددة فقط وهي مناطق شمالي البصرة"، لافتا الى ان "هذا النوع من السمك اختفى من البصرة بسبب ملوحة المياه وتلوثها في الانهر خلال السنوات الأخيرة بعكس السابق، حينما كانت الانهر تعج بهكذا أسماك ونتلذذ بطعمها".

وذكر عبدالرزاق لـ(المدى)، أن "سمك البني موطنه الأساسي هو الاهوار، ثم الانهر داخل المدن"، مشيراً إلى أن "تجفيف الأهوار سابقا أدى الى فقدانه بشكل كبير ولم نستطع استعادته لاحقا بسبب الظروف".

وتابع، أن "اختفاء هذا النوع من الاسماك في العراق هو بسبب تلوث مياه دجلة والفرات وشط العرب، فضلا عن ان زراعته ضمن الاقفاص لم تنجح لان نوعية هذا السمك بحاجة إلى منطقة مفتوحة، وليست محصورة كأسماك الكارب، الا ان هناك محاولة حالية في منطقة الرضوانية ببغداد من أجل النجاح في زراعته".

وبين عبد الرزاق، أن "هذا النوع من السمك يعتبر من اجود انواع السمك، الا انه لا فائدة اقتصادية لها في أحواض التربية او الاقفاص العائمة، لذلك نجد عدم وجود أهمية ومتابعة له".