الفصائل غاضبة بعد اتهام كردستان كتائب سيد الشهداء بصواريخ أربيل
بغداد/ تميم الحسن
عادت فرضيات قصف مقرات الفصائل المسلحة في العراق مجدداً بعد إعلان موت أميركي في هجوم قاعدة عين الأسد الأخير. ومازالت الحكومة العراقية بالمقابل تصر على عدم معاقبة واشنطن تلك الجهات بالداخل، فيما احتمالات قبول هذا الإجراء صار ضعيفاً .
وقالت وزارة الدفاع الأميركية، الأربعاء الماضي، إن المتعاقد الذي توفي جراء نوبة قلبية بعد الهجوم على قاعدة عين الأسد غربي العراق يحمل الجنسية الأميركية.
وتشير مصادر سياسية لـ(المدى) الى أن “الحكومة العراقية قد أصبحت مُحرجة للغاية أمام واشنطن، بسبب تكرار الهجمات».
وقصف “عين الأسد” الذي يضم المركز الرئيس لقوات التحالف في العراق الذي تقوده الولايات المتحدة، هو الهجوم الرابع في سلسلة هجمات استهدفت المصالح الأميركية في بغداد وأربيل وقاعدة بلد جنوب صلاح الدين، خلال الأسبوعين الآخيرين.
وترجح تلك المصادر أن “لا تستمع أميركا هذه المرّة الى بغداد بخصوص عدم الرد على الهجوم الأخير داخل العراق».
ويعتقد مسؤولون أميركيون وعراقيون، بحسب تقارير صحفية غربية، أن “كتائب حزب الله” المدعومة من إيران هي المسؤولة عن الهجوم الصاروخي الذي استهدف، الأربعاء، قاعدة عين الأسد غربي العراق.
ونقلت تلك التقارير عن مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية قولهم إن معطيات الضربة الأخيرة على عين الأسد تشبه إلى حد كبير الهجمات السابقة المرتبطة بكتائب حزب الله.
هل سترد واشنطن؟
وكانت (المدى) قد كشفت في الأسبوع الماضي، عن نشر جماعات مسلحة لصواريخ قرب القاعدة العسكرية في ناحية البغدادي، غربي الأنبار، كرد فعل على قصف واشنطن لكتائب حزب الله على الحدود السورية.
وتوعد البنتاغون برد في حال إصابة الجنود الأميركيين في العراق، بينما أعلن البيت الأبيض أن واشنطن تحتفظ حالياً بحق الرد على الهجوم.
وأكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، أن الولايات المتحدة لن تتحدث بشكل مسبق عن أي رد محدد على هجوم عين الأسد في العراق، مشيراً إلى أن رد من واشنطن سيكون بالتنسيق مع السلطات العراقية والحلفاء.
وكشفت مصادر لـ(المدى) أن الصواريخ التي استهدفت القاعدة هي من نوع “آرش” إيرانية الصنع، ومعدلة عن نسخة صواريخ “غراد” الروسية.
ويقول مثال الآلوسي النائب السابق لـ(المدى) إن “طهران تصاعد من الاستفزازات ضد واشنطن بسبب سياسية بايدن التي تميل الى إبرام اتفاقيات أكثر من الرد».
وقد تنتظر واشنطن، بحسب آراء أطراف سياسية عراقية، دوراً أكبر لحلف “الناتو” الذي يستعد لزيادة قواته في البلاد، لمواجهة الفصائل.
وحاولت بغداد مسك العصا من الوسط في قضية الصراع الأميركي- الإيراني، بعدما نجحت في إقناع واشنطن بـ”معاقبة” مايعرف بـ”جماعات الكاتيوشا” خارج الحدود.
وبحسب مصادر سياسية، فان “قصف البو كمال” كان قد تم مناقشته في الاتصال الذي جرى في الاسبوع الماضي بين الكاظمي والرئيس الامريكي جو بايدن.
ووفق تلك المصادر التي تحدثت لـ(المدى) أن “الكاظمي طلب عدم إثارة المشاكل قبل إجراء انتخابات مبكرة في تشرين الأول المقبل.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية نهاية شباط الماضي، قد قالت إن قصف “الميليشيات” في سوريا، جاء عن طريق معلومات عراقية، قبل أن تتراجع عن ذلك التصريح.
وتسبب القصف الأميركي الشهر الماضي، بمقتل 22 عنصراً تابع لفصائل عراقية على الحدود السورية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، فيما أعلنت كتائب حزب الله مقتل فرد واحد في الهجوم.
بعد تقرير كردستان
وجاء القصف حينها على خلفية هجومي مطار أربيل والسفارة الأميركية في المنطقة الخضراء، فيما كان وزير الخارجية فؤاد حسين قد نفى وجود “مقاومة” في العراق، ماتسبب باثارة غضب عدد من الفصائل.
ويقول أحد زعماء العشائر في الأنبار لـ(المدى) والذي طلب عدم نشر اسمه إن “الفصائل تستعد للرد هي الأخرى بسبب تقرير كردستان عن هوية منفذي هجوم أربيل في شباط الماضي”، مشيراً الى أن تلك الجماعات “تعتقد أن التقرير صنع في أميركا وليس في كردستان».
ووصف الأمين العام لكتائب سيد الشهداء أبو آلاء الولائي، الهجوم الصاروخي الذي تعرضت له مدينة أربيل منتصف شباط الماضي بأنه “فخر وعمل شريف”، نافياً في الوقت ذاته وقوف الكتائب وراء الهجوم.
وقال الولائي في تغريدة على (تويتر) الخميس، إن “الاتهام الموجه لكتائب سيد الشهداء شرف وخدمة وطن نعم نحن من أحرق الأرض تحت أقدام الغزاة وطردناهم من العراق ولسنا ممن يتبرأ من عمل شريف قمنا به».
واستدرك قائلاً: “لكن أن نُتهم بشيء لم نقم به ويصور على أنه خيانة وهو فخر فهذا ليس عمل الشرفاء”، متابعاً: “قاعدة الاحتلال بأربيل عار تصدى له غيرنا وشرف نتمنى القيام به».
والأربعاء الماضي، نشرت السلطات الأمنية في إقليم كردستان، اعترافات أحد المتهمين بالوقوف وراء تنفيذ الهجوم، حيث أكد أن العملية تمت بأمر من كتائب سيد الشهداء، وهو فصيل مسلح ينضوي تحت مظلة الحشد الشعبي.
وورد في فيديو اعترافات أحد منفذي الهجوم، المدعو حيدر حمزة البياتي، وهو من مواليد 1983 من قرية قرداغ في الحمدانية، ويسكن منطقة خبات في أربيل، أنه تعرف في شهر تشرين الثاني الماضي، على شخص من كتائب “سيد الشهداء”، وتم الاتفاق على القيام بعملية على مطار أربيل الدولي.
ويضيف الزعيم العشائري الذي قاتل مع أفراد عشيرته ضد تنظيم “داعش” في الأنبار، أن “الفصائل لديها وجود كبير في محيط قاعدة الأسد، وقد تتحضر لهجوم آخر على قاعدة عين الأسد أو قد تنقله الى داخل كردستان».
اترك تعليقك