ذي قار / حسين العامل
واصل المئات من خريجي الكليات والمعاهد التقنية في ذي قار يوم أمس، التصعيد في حراكهم الاحتجاجي على عدم تضمين الموازنة العامة درجات وظيفية لهم.
وفيما أقدموا ولليوم الثاني على التوالي على قطع عدد من الطرق والجسور الحيوية وسط الناصرية، أمهل المحاضرون المجانيون ومعلمو محو الأمّية الحكومتين المحلية والمركزية أسبوعاً واحداً لحسم ملف المحاضرين المجانيين.
وشهد مركز مدينة الناصرية ومنذ ساعات الصباح الأولى من يوم الثلاثاء قطع جسري النصر والزيتون وإرباكاً في حركة المرور بعد أن احتشدت أعداد كبيرة من الخريجين العاطلين عن العمل عند مداخل الجسور المذكورة ومنعت عبور المركبات، فيما أصدر المحاضرون المجانيون ومعلمو محو الأمّية بياناً يحذرون فيه الأحزاب والجهات المتنفذة من التلاعب في نتائج القرعة الالكترونية الخاصة بتعييناتهم ملوحين بتصعيد حراكهم الاحتجاجي في حال عدم حسم ملف تعييناتهم خلال مدة أقصاها أسبوع واحد.
وقال كريم البدري وهو أحد الخريجين العاطلين عن العمل للمدى إن" المئات من الخريجين يواصلون التصعيد في تظاهراتهم للمطالبة بالتعيين وتخصيص درجات وظيفية لهم ضمن الموازنة العامة"، مشيراً الى أن " خريجي كليات الإدارة والاقتصاد والعلوم والقانون والمعاهد التقنية في محافظة ذي قار يتظاهرون منذ عدة أشهر من دون أن يلتفت أحد من المسؤولين لمطالبهم".
وأوضح البدري أن " التصعيد الأخير في تظاهراتهم وإقدامهم على قطع الجسور يهدف للضغط باتجاه تحقيق مطالبهم المشروعة"، ملوحاً بالمزيد من التصعيد في حال عدم الاستجابة للمطالب المذكورة.
وفي الأثناء، تعرض أحد المتظاهرين ظهر أمس الثلاثاء الى الدهس من مركبة مدنية وأصيب بجروح وكسور مختلفة.
وقال حسين الناصري وهو أحد شهود العيان للمدى إن "مركبة مدنية قامت بدهس أحد المتظاهرين المعتصمين عند جسر الزيتون وأصيب بكسور وجروح مختلفة"، مبيناً أن "المصاب تم نقله الى إحدى المستشفيات القريبة لتلقي العلاج ".
وتشهد محافظة ذي قار التي تتواصل فيها التظاهرات منذ نحو سنة ونصف تصعيداً في الحركة الاحتجاجية بين آونة وأخرى يتمثل بالتحشيد لتظاهرات واعتصامات كبيرة أمام الدوائر والمؤسسات الحكومية وقطع الطرق والجسور ما ينجم عن ذلك مصادمات دامية بين المتظاهرين والقوات الأمنية. ويعود سبب تنامي الحركة الاحتجاجية في تلك المحافظة الجنوبية التي تضم أكثر من مليوني نسمة الى ارتفاع معدلات الفقر والبطالة والتي تتجاوز حاجز الـ 40 بالمئة من عدد السكان والقوى العاملة.
وفي ذات السياق أمهل المحاضرون المجانيون ومعلمو محو الأمّية الحكومتين المحلية والمركزية أسبوعاً واحداً لحسم ملف المحاضرين المجانيين الذين سبق وأن ظهرت اسمائهم في القرعة الالكترونية التي أجريت منذ أكثر من سنة ، محذرين من محاولات الأحزاب المتنفذة الالتفاف على نتائج القرعة الالكترونية الأولى التي تم بموجبها قبولهم كمحاضرين في المدارس والمؤسسات التعليمية في المحافظة.
وجاء في بيان المتظاهرين المجانيين الذي تلقت المدى نسخة منه أنه " نحن محاضرو ذي قار المقبولين الكترونياً بموجب الفرز الإلكتروني الأولي ومحاضرو محو الأمّية البالغ عددنا الكلي ١٢ ألف محاضر ندعو الى حسم ملف تعييننا خلال مدة أقصاها نهاية 16 آذار من العام الحالي"، مشيرين الى أن " المحاضرين سبق وأن دخلوا في منافسة مع أقرانهم ضمن شروط القرعة الالكترونية وفازوا بها إلا أن الأحزاب المتنفذة تحاول الالتفاف على نتائج تلك القرعة وتعيين أتباعها بدلاً من المحاضرين الفائزين بالقرعة المذكورة".
وتابع البيان " سيكون لنا تظاهرة كبرى وموقف مختلف وتصعيد كبير من أجل حقوقنا وأرزاق عوائلنا إنْ لم يتم إنصافنا وإعطائنا حقوقنا خلال المدة المذكورة"، وأردف "يكفي ما تحملناه وما تجرعناه من وعود كاذبة من قبل الجميع طيلة عام ونصف ويكفي الأحزاب ما سرقته في السابق لتأتي اليوم لتسرقنا من جديد".
وشدّد المتظاهرون المجانيون في بيانهم على إعطاء المحاضرين بالقرعة الالكترونية الأولوية بالتعيين كون قبولهم تم وفق الشروط والضوابط التي اعتمدتها الجهات المعنية بالقبول وكونهم دخلوا المنافسة الالكترونية مع أكثر من 30 ألف محاضر وفازوا بتلك المنافسة.
وقال رئيس رابطة المحاضرين المجانيين علي حسين للمدى إن " الوجبة الأولى من المحاضرين المجانيين الفائزين بالقرعة الالكترونية التي جرت أواخر عام 2019 يطالبون بحسم ملف المحاضرين المجانيين "، وأضاف أن " المحاضرين يحذرون من محاولات الأحزاب والتيارات المتنفذة التلاعب بالدرجات الوظيفية المخصصة لهم ".
وأضاف حسين إن "المحاضرين المجانيين الفائزين بالقرعة الالكترونية باشروا بالدوام منذ أواخر عام 2019 بناء على أوامر إدارية صادرة من إدارة المحافظة "، مبيناً " ففي تاريخ 12 تشرين الثاني 2019 صدر أمر إداري من محافظ ذي قار الأسبق عادل الدخيلي بتكليف 10 الآف خريج بعنوان ( مدرس ، ومعلم جامعي ، ومعلم ، ومرشد تربوي ) بالقاء محاضرات مجاناً على ملاك مديرية تربية ذي قار ولحين تضمين مبالغ أجورهم من الموازنة الاتحادية للسنة المالية 2020 من قبل الأمانة العامة لمجلس الوزراء حسب قرار مجلس الوزراء المرقم 340 ".
وتابع حسين أن " تكليف المحاضرين جاء بعد إجراءات تقديم أصولية واجراء قرعة الكترونية وفق استمارة تعيين تعتمد على نقاط المفاضلة والحاجة والتخصص الوظيفي فضلاً عن سنة التخرج في التنافس بين الخريجين المتقدمين للتعيين ".
وأشار حسين أن " أعداد المحاضرين المجانيين المقبولين ارتفعت فيما بعد الى 12 ألف محاضر بعد إضافة محاضري محو الأمّية الذين أمضوا عدة أعوام في التعليم ضمن برامج محاربة الأمّية "، مؤكداً " شمول الخريجين من ذوي الشهداء والسجناء والمهجرين ضمن قوائم تعيينات القرعة الالكترونية وبحسب الضوابط الإدارية المعتمدة".
وحذر المحاضرون المجانيون في ذي قار في ( منتصف أيلول 2020 ) من محاولات الأحزاب المتنفذة الالتفاف على نتائج القرعة الالكترونية الأولى التي تم بموجبها قبولهم كمحاضرين في المدارس والمؤسسات التعليمية في المحافظة ، فيما أكدوا سعي الأحزاب والتيارات السياسية إدراج أتباعها بدلاً منهم واستغلال تعيينات التربية لأغراض انتخابية وتحقيق منافع حزبية ضيقة.
اترك تعليقك