حالات عمى بين متظاهري النجف.. ومحتجو بابل يهددون بالاعتصام أمام منازل النواب

حالات عمى بين متظاهري النجف.. ومحتجو بابل يهددون بالاعتصام أمام منازل النواب

 بغداد/ تميم الحسن

حالات عمى اصابت متظاهرين في النجف بعد استخدام قوات مكافحة الشغب الكرات الزجاجية (الدعابل) لفض احتجاجات مطالبة باقالة المحافظ لؤي الياسري.

وتسعى النجف وبابل ومدن اخرى الى تغيير المحافظين على خطى الناصرية التي تنتظر تسمية محافظ جديد من 7 اسماء مفترضة للحصول على المنصب.

وحتى الآن يرفض حسن منديل ولؤي الياسري، محافظا بابل والنجف التنحي عن منصبيهما، في وقت يسعى فيه المتظاهرون الى خطوات تصعيدية.

ويعتقد محتجون ان هناك محاولة من قبل بعض الاحزاب الداعمة للمحافظين لـ"كسب الوقت" لحين دخول جماعات مسلحة على خط الازمة واشاعة الفوضى. واضطر الاطباء في النجف الى "قلع" عين احد المتظاهرين التي تضررت بشكل كبير، عقب اصابتها بكرات زجاجية "دعابل" تطلقها قوات مكافحة الشغب بـ"المصائد اليدوية".

ووفق شهود عيان في النجف تحدثوا لـ(المدى) ان "متظاهرا آخر اخبره الاطباء في النجف بانه قد لا يستطيع النظر مرة اخرى بعد اصابة مباشرة بـ(الدعبل)". ووصل عدد الجرحى في التظاهرات التي اندلعت قبل 3 ايام في النجف الى نحو 50 اصابة، 10 منها إصابة شديدة في العين والرأس والصدر. وامهل المتظاهرون في النجف المحافظ لؤي الياسري ثلاثة ايام (انتهت الجمعة الماضية) لتقديم استقالته على خلفية اتهامات بالفساد والتورط بقتل متظاهري تشرين.

عقدة الياسري

ويقول الناشط علي السنبلي في النجف لـ(المدى) ان "الياسري مازال يرفض ترك منصبه ويقوم بالترويج لاعمال التبليط والمشاريع في المحافظة على صفحته في الفيسبوك".

وكانت مذكرة اعتقال قد صدرت في نهاية 2019 ضد الياسري بسبب اعمال عنف جرت في المحافظة ضد المتظاهرين.

ونجح الياسري الذي يتمتع بعلاقات متعددة مع اغلب القوى السياسية في الاستمرار بمنصبه لنحو 6 سنوات.

وعاد الياسري مطلع 2019 الى المحافظة بقرار قضائي، بعد ان اقاله مجلس المحافظة على خلفية اتهامات بهدر الاموال واستغلال المنصب.

والياسري هو محسوب على ائتلاف دولة القانون حين تم اختياره محافظاً عام 2015، قبل أن ينقلب بعد أزمة نجله الذي اعتقل في 2018 بتهمة تجارة المخدرات، ليصطفّ مع الصدريين.

ووجه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، امس الاثنين، رسالة من نقطتين إلى المتظاهرين، مطالباً إياهم بعدم اللجوء إلى "أعداء الوطن" وتجنب "أذى العراق فهو أمانة في أعناقكم".

وقال الصدر في تغريدة على (تويتر) إن "الغاية هي (الإعمار)، وإني لا أرى في حرق الإطارات ولا في قطع الطرق وترهيب المارة اي إعمار"، مخاطباً الشباب "الغاضب لا ينبغي أن تتحكم العاطفة القلبية بالحكمة العقلية إن جاز التعبير". وأكد الصدر أن الوطن وإن كان "أسير الفساد، إلا انه يبقى وطن، ومن أحب الوطن أحب ترابه وماءه وسماءه، وإني ليحزنني أن أرى ترابه يحرق وسماؤه ملأى بأعمدة الدخان أفيرضى الحبيب لحبيبه مثل تلك الأمور؟".

خطوات التصعيد

وكان اجتماع للمتظاهرين في النجف، الذي سبق الاحتجاجات الاخيرة، قد جرى فيه اختلاف وجهات النظر حول قطع الطرق وحرق الإطارات.

ويقول علي السنبلي، الذي كان حاضرا في الاجتماع ان فريق التصعيد في احتجاجات النجف، اعتبر ان "التظاهرات التي تكون بدون قطع طرق او حرق اطارات لن يهتم بها اي مسؤول".

وواجهت قوات الشغب، التظاهرات بعنف شديد، بحسب ما ذكره شهود عيان، حيث استخدموا الهروات والقنابل الصوتية والمسيلة للدموع بالاضافة الى "الدعابل".

ورد المتظاهرون بدورهم والذين قدرت أعدادهم بالمئات بـ"الحجارة" ما تسبب باصابة نحو 10 من عناصر الشغب.

واستفزت قوات الشغب المحتجين حيث تتقصد اهانتهم بـ"الفاظ نابية" بحسب ما قاله متظاهرون، فيما تقوم القوات الامنية بعد ذلك بمهمة ملاحقة الفارين من القنابل المسيلة للدموع.

وقدر السبنلي اعتقال "5 متظاهرين وتوجيه لهم تهمة اهانة منتسب اثناء تأدية عمله"، فيما يوجد محامون من المتظاهرين يحاولون الافراج عنهم.

وقرر المحتجون في النجف، بحسب ماذكره ناشطون في المحافظة، الاستمرار في التظاهرات والتصعيد الذي يبدأ عادة بعد الـ3 عصرا، الى ان يستقيل المحافظ.

وطالب الناشطون باستبدال قوات مكافحة الشغب بالجيش، كما اكدوا ان هناك مخاوف "من زج جماعات مسلحة معروفة بقتل المحتجين، وسط التظاهرات واستخدامها الاسلحة النارية لاشاعة الفوضى".

الأهم من المحافظ

ووجه ناشطون وجمعيات حقوقية اتهامات سابقة لعدد من الفصائل المسلحة بقتل نحو 700 متظاهر واصابة اكثر من 20 الف اثناء احتجاجات تشرين في 2019.

كما يتهم المتظاهرون المحافظون في المدن التي شهدت احتجاجات، بالمسؤولية عن الضحايا التي سقطت باعتبار ان المحافظ هو المسؤول الامني الاول في المحافظة.

لكن فاضل الفتلاوي وهو نائب عن النجف، يقول لـ(المدى) ان "المشكلة ليست بالمحافظ، لانه موظف ويمكن تغييره بسهولة". ويتابع الفتلاوي: "الاهم هي الحلول التي تجعل الشباب المتظاهر يحصل على عمل وتعليم محترم". ويكشف النائب عن النجف عن قرب "عقد اجتماع لنواب المحافظة لمناقشة احداث النجف ومن ضمنها قضية اقالة الياسري".

الناصرية تنتظر

وكان نجاح متظاهري الناصرية بالضغط على المحافظ ناظم الوائلي الذي قدم استقالته الشهر الماضي، قد اغرى المحافظات الاخرى للسير على خطاهم. وتنتظر الناصرية، بحسب تسريبات، اليوم او غدا في اعلى تقدير، اختيار رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي واحدا من 7 مرشحين لشغل المنصب.

وبحسب التسريبات ان ابرز الاسماء المرشحة، هم: حميد الحصونة وعلي الشامي وعلي الخرسان وهم رجال اعمال، إضافة الى نجم عبد طارش وهو استاذ جامعي.

وكانت انباء قد تداولت عن اجتماع الكاظمي مساء الاحد مع نواب ذي قار، وتقرر اختيار شخصية جديدة خلال الـ48 ساعة المقبلة.

إلى بيوت النواب

وتأمل بابل التي تتظاهر منذ نحو عام ضد المحافظ بالوكالة حسن منديل، ان يستمع الكاظمي الى مطالبهم واستبدال الحكومة المحلية.

وقدمت بابل 3 شخصيات كبدلاء، وهم استاذ جامعي وقاضي وعسكري متقاعد، فيما تتهم الحكومة المحلية الحالية بالفشل في ادارة المشاريع الخدمية.

ويقول ضرغام ماجد، ابرز المحتجين في بابل لـ(المدى) ان "وعود سابقة قد حصلنا عليها لاستبدال منديل، لكنها لم تنفذ".

وبدأ المحتجون في بابل اولى خطوات التصعيد، بنقل التظاهرات من الساحات والشوارع الى امام منازل النواب.

واضاف ماجد: "اذا استمر تجاهل المطالب فسنقوم بنصب خيم والاعتصام امام بيوت نواب بابل".

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top