منصات الكاتيوشا تصل أقرب نقطة عن أربيل مع قرب موعد الحوار الستراتيجي

منصات الكاتيوشا تصل أقرب نقطة عن أربيل مع قرب موعد الحوار الستراتيجي

 بغداد/ تميم الحسن

حتى الآن تبدو هناك صعوبة في تحديد الجهات التي تقف وراء قصف مواقع "البيشمركة" في شمال كركوك، بسبب وجود اكثر من جهة مسلحة هناك.

ويأتي الهجوم بعد اتهام كردستان، جماعات تابعة للحشد بقصف مطار اربيل في شباط الماضي والتسبب بمقتل متعاقد مع القوات الاميركية واصابة مدنيين. كما تزامن مع موعد جولات حوار جديدة بين بغداد وواشنطن. وقال شهود عيان في بلدة التون كوبري، شمال كركوك، تواصلت معهم (المدى) انهم "سمعوا مساء الاثنين صوت 5 انفجارات في المنطقة". وأعلنت خلية الإعلام الأمني، نهار امس، العثور على ست منصات اطلاق صواريخ شمال كركوك، فيما أشارت الى أن الأجهزة الأمنية ما زالت تحقق في تفاصيل الحادث.

وقال احمد خورشيد، وهو قيادي في الحشد العشائري في كركوك لـ(المدى) ان "المنطقة التي انطلقت منها الصواريخ فيها تلال ووديان ويمكن ان يتخفى المهاجمون هناك بسهولة".

وأشارت خلية الاعلام الامني في بيان بعد اكثر من 12 ساعة من الحادث الى أن "قوة من فرقة المشاة الثامنة بالجيش العراقي، عثرت على ست منصات حديدية في منطقة نبي اوه أسفل جبل عكاشة في شمال كركوك، استخدمت الليلة الماضية من مجموعة خارجة على القانون أطلقت ستة صواريخ نوع كراد باتجاه إقليم كردستان العراق".

وأضافت أن "الصواريخ سقطت في منطقة خالية على الحدود الفاصلة بين أربيل وكركوك، دون وقوع خسائر"، مشيرة الى أن "الأجهزة الأمنية ما زالت تحقق في تفاصيل هذا الحادث للتوصل الى الفاعلين وإحالتهم للقضاء".

وتابعت أن "قيادة المقر المتقدم للعمليات المشتركة في محافظة كركوك شددت من إجراءاتها لمنع تكرار مثل هكذا حوادث".

وكان رئيس اركان قوات البيشمركة في حكومة اقليم كردستان جمال ايمينكي، اكد ان الهجوم الصاروخي الذي استهدف نقطة عسكرية في منطقة برداي لم يسفر عن أي خسائر بشرية.

وقال ايمينكي، مساء الاثنين، في تصريحات للوكالة الرسمية، انه "تم استهداف قوات البيشمركة بثلاثة صواريخ كاتيوشا في منطقة بردي الواقعة بين محافظتي اربيل وكركوك"، مؤكدا "عدم سقوط أي شهداء او جرحى من قوات البيشمركة".

واضاف، ان "التحقيقات والاجراءات الامنية جارية "، مبينا انه "لا توجد أي معلومات عن الجهة التي قامت بالاستهداف".

ويعتقد سكان التون كوبري، التي تبعد نحو 40 كم عن اربيل، ان بعض الصواريخ التي سقطت على قوات "البيشمركة" لم تنفجر.

هوية المنفذين

ويؤكد احمد خورشيد، انها "المرة الاولى التي يحدث مثل هكذا هجوم في المنطقة"، مشيرا الى ان "داعش يمكن ان يصل هناك رغم عدم وجود تأكيد بوجوده في المنطقة".

واشتهرت التون كوبري في ازمة استفتاء الاقليم قبل 4 سنوات، حين استخدمتها القوات الاتحادية للوصول الى مشارف اربيل قبل ان تتوقف بعد وقت قصير.

ومنذ انتشار القوات الاتحادية عام 2017 في كركوك وانسحاب "البيشمركة" حينها، بدأت فصائل مسلحة تتدفق الى المدينة.

ويقول مسؤول محلي في كركوك لـ(المدى) ان "الفصائل تحرص على ان لا تظهر علانية في التون كوبري لانها مكان حساس للغاية".

واصبحت البلدة خط التماس الرئيس بين القوات الاتحادية و"البيشمركة" منذ ذلك الحين.

ويضيف المسؤول المحلي الذي طلب عدم نشر اسمه: "تلبس بعض الفصائل ازياء الشرطة الاتحادية في التون كوبري لكي لا تثير موجة اعتراضات ضدها".

رسميا يقوم الجيش والشرطة الاتحادية بمسؤولية حماية المناطق القريبة من خطوط التماس في كركوك مع اقليم كردستان، لكن هناك بالمقابل عدد من الفصائل تنتشر في عموم المحافظة.

قبل الحوار مع واشنطن

وكانت كردستان قد اتهمت في وقت سابق، بحسب شهادات معتلقين، كتائب سيد الشهداء بالوقوف وراء قصف اربيل في شباط الماضي، الذي تسبب بمقتل متعاقد مع قوات التحالف واصابة 5 اميركان بينهم عسكري، فضلا عن اصابة مدنيين آخرين.

وترفض الفصائل تلك الاتهامات بشكل متكرر، لكن بدأت في الاسبوع الاخير تجمعات مثل "ربع الله" تخرج الى الشوارع حاملة السلاح كما صعدت جماعات اخرى مثل "اصحاب الكهف" هجماتها ضد شاحنات تنقل معدات للقوات الاميركية.

وتأتي تلك الاحداث مع اعلان واشنطن ان الحوار مع بغداد سينطلق في شهر نيسان المقبل، فيما تعلن بعض الفصائل انها تعمل لاخراج القوات الاميركية، وهو ما يرجح تصاعد الهجمات خلال الايام المقبلة.

وقال قسم شؤون الشرق الأوسط بوزارة الخارجية الأميركية في بيان امس، إن "الولايات المتحدة ستعقد مع جمهورية العراق محادثات الحوار الستراتيجي عبر دائرة فيديو مغلقة في 7 نيسان المقبل بحسب اتفاقية الإطار الستراتيجي لسنة 2008 بين البلدين". وأوضح أن "المحادثات ستتناول قضايا الأمن ومكافحة الإرهاب، والاقتصاد والطاقة، والمسائل السياسية والتعاون في مجال التعليم والثقافة".

وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي قد قالت في بيان الأسبوع الفائت، إن الحوار بين البلدين يشمل وضع خطة لتدريب القوات العراقية، وتقديم النصائح لها حتى لا يعيد تنظيم "داعش" تجميع صفوفه.

وقالت المتحدثة إن "الاجتماعات ستوضح بشكل أكبر أن قوات التحالف الدولي موجودة في العراق فقط للتدريب وتقديم النصائح للقوات العراقية، لضمان عدم تمكن تنظيم داعش من إعادة تجميع صفوفه".

وأضافت أن "هذه فرصة مهمة لمناقشة مصالحنا المشتركة عبر مجموعة من المجالات تشمل الأمن والثقافة والتجارة والمناخ".

وتبرر بعض الفصائل الهجمات على المواقع الاميركية بانها تحت بند "المقاومة" الذي تشكك فيه بالمقابل بعض الجهات ومنهم وزير الخارجية فؤاد حسين الذي اعتبر بمقابلة في شباط الماضي، من يدعون المقاومة بانهم "ضد شعب وحكومة العراق".

بدوره يشير ماجد شنكالي وهو عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني في اتصال مع (المدى)، الى انه "لا يمكن تأكيد فيما لو كانت الفصائل او داعش وراء الهجوم في التون كوبري حتى الآن" وان الامر يحتاج الى تحقيق.

لكنه يعود ليقول "استمرار الهجمات الاعلامية من الفصائل ضد كردستان بعد حادثة مطار اربيل قد تضعهم في دائرة الشك بشكل اكبر".

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top