عامر مؤيد
مازالت المحافظات العراقية التي كانت تحت سيطرة تنظيم داعش يعاود مواطنوها رسم ملامح الحياة فيها مرة اخرى.
مبادرات مدنية عديدة تحصل بين حين وآخر في هذه المحافظات للدلالة على ان الحياة قد عادت ولايمكن ان ينطفئ ضوء الطريق فيها.
يوم امس اقيم ماراثون للنساء في مدينة الموصل وطافوا بمختلف المناطق في هذه المدينة ومنها ما تعرض الى الارهاب الداعشي.
في الماراثون شاركن فتيات من مختلف مناطق الموصل وقرروا ارتداء اللون الوردي الذي يدل على الانوثة، لون بعيد عن الدموية.
عبد الرحمن العجيلي منظم الماراثون يقول في حديثه لـ(المدى) ان "الماراثون اقيم بفكرة مشتركة بيني وبين الناشطة سرور الحسيني".
وبين ان "الفكرة ليست وليدة اليوم بل منذ اكثر من عام نفكر بها ولكن كانت هناك بعض الاشكاليات حيال ذلك".
واشار الى "حصولنا على دعم من منظمة upp اضافة الى مديرية شباب ورياضة المحافظة وقمنا بتدريب الفتيات على ركوب الدراجات".
وبين ان "الماراثون اقيم بمشاركة 30 فتاة وبدأ من منطقة الموصل القديمة وطاف بمناطق اخرى في هذه المدينة".
وذكر ان "الماراثون فيه رسالة بان ركوب الدراجات للسيدات ليس فيه اي عيب ومن حق المرأة ان تأخذ كامل حقوقها في الحياة".
تمارا عماد -ناشطة في محافظة نينوى تقول في حديثها لـ(المدى) ان "مثل هذه الفعاليات من شأنها التأكيد على اهمية عودة الحياة للمحافظة".
واشارت الى ان "اللافت بالموضوع هو المبادرة النسوية لهذا النشاط والتواجد الكثيف لهن، خاصة وان مثل هذه الفعالية غير تقليدية".
وبينت ان اهمية الفعالية تكمن في انها مدنية بشكل واسع فمن محافظة يسيطر عليها تنظيم متشدد الى فتيات يقدن الدراجات الهوائية في احياء المدينة .
وأكدت عماد اهمية "استمرار مثل هذه الفعاليات المدنية في محافظة نينوى للتأكيد على ان الحياة عادت مرة اخرى لنا".
الماراثون حمل اسم التحدي ومن عنوانه فان الرسالة واضحة بان ابناء وبنات هذه المدينة لن يسمحوا للقوى الظلامية بطمس هوية ام الربيعين.
وبالرغم من الاعمار الذي شهدته المحافظة بعد تحريرها من سيطرة تنظيم داعش الا ان اماكن ما زالت الى الان مهدمة وهو ما بان واضحا من خلال المناطق التي سارت بها المتسابقات خلال الماراثون.
مثل هذا الماراثون سبق وان تم تنظيمه في العاصمة بغداد من قبل منظمة برج بابل وبمشاركة نسوية كبيرة ايضا.
ماراثون بغداد شارك طيف كبير من النساء فيه من الفنانات والاعلاميات والشاعرات والمنتميات الى الرياضة فضلا عن باقي الفئات المجتمعية.
اترك تعليقك