المرأة الحديدية  تثير الدهشة في الموصل

المرأة الحديدية تثير الدهشة في الموصل

في منتصف مدينة الموصل العراقية وبجوار مسجد النوري الكبير والمباني المُهدمة الشاهدة على إرهاب تنظيم داعش في العراق، أخذت الشابة العشرينية سرور هلال، أو "المرأة الحديدية" كما يُلقبها أهالي الموصل تتجول داخل المدينة فوق دراجتها الملونة وخلفها عشرات النساء في مشهد أثار دهشة الجميع.

تغامر الفتاة بحياتها كل يوم، غير مبالية بخطر الموت الذي قد يواجهها أو بنظرة الناس إليها، لأن لديها هدفا ورسالة تسعى لنشرها في كل محافظات العراق، وإيصالها إلى دول العالم أجمع.

وعاشت سرور لحظات صعبة بداية من قصف منزلها في آذار/مارس 2017، ووفاة شقيقتها الوحيدة صاحبة الـ 14 عاما، وتلاها موت والدها حزنا على شقيقتها، وأمها التي لحقتهما جرّاء إصابتها بالسرطان. كل هذه الأحداث كانت كفيلة بتحطيم الشابة العشرينية، إلا أن ما حدث حوّل ضعفها إلى قوة، وصعوباتها إلى إصرار.

و قالت الناشطة المدنية العاملة في مجال الإنقاذ، سرور، إن المجتمع العراقي متنوع الثقافات، وتتوقف حرية المرأة فيه على عادات وتقاليد كل محافظة، فهناك المحافظات التي يحكمها "النظام العشائري" ولا تملك النساء فيه الحرية، ومحافظات أخرى منفتحة أكثر من اللازم، ومحافظات ثالثة يسود فيها "التحفظ" مثل نينوى وعاصمتها الموصل، حيث تحكمها العادات التي تفرض خطوطا حمراء وقيودا على المرأة.

ووفق سرور فإن كثيرا من فتيات الموصل يفتقدن الحرية، الأمر الذي جعلها تصمم على كسر الحواجز المفروضة على نساء المدينة بتشجيعهن على قيادة الدراجات الهوائية حتى يوصلن رسالة سلمية للشعب والسلطة العراقية بأن "بنات الموصل قادرات على تخطي الصعاب، وأنهن يحتجن إلى الثقة والدعم، وأن المدينة العريقة ما زالت في حاجة إلى الترميم".

وترمي سرور من وراء هذا الاختيار لإيصال رسالة إلى لعالم بأن بلدها ما زال في حاجة إلى إعمار، وأن هناك جيلا واعيا خرج من بين ركام الخراب والدمار يحبو نحو التغيير.

وتشجع الفتاة العشرينية جميع أهالي الموصل على أن يتركوا بناتهم يذهبن إلى المدرسة ومكان العمل والتنقل باستخدام الدراجات الهوائية، كونها وسيلة صحية صديقة للبيئة وغير مُكلفة وتخفف الازدحامات في الشوارع، فضلا عن أنها رسالة إيجابية إلى العالم أجمع بأن الموصل التي سيطر عليها المتشددون لسنوات تكتسب حريتها من جديد. وتشير إلى أنها عرضت فكرة ماراثون الفتيات على منظمات كثيرة حتى دعمتها منظمة "UPP" الإيطالية التي رحبت بها، ووفرت لهن الدراجات ووقفت بجانبهن.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top