التلغراف : عراقيون ينتقدون خطة إعادة إعمار جامع النوري بطراز يخالف تصميمه الأصلي

التلغراف : عراقيون ينتقدون خطة إعادة إعمار جامع النوري بطراز يخالف تصميمه الأصلي

ترجمة حامد احمد

خطة الأمم المتحدة لاسترجاع مبنى جامع النوري التاريخي الذي دمّره داعش قد وسمت على أنها جمرة حداثة ،

في وقت انتقد فيه معماريون وآثاريون التصميم التكعيبي الجديد للجامع المستوحى من طراز معمار خليجي سيكون في وسط بنايات بلدة الموصل القديمة .

خبراء عراقيون يقولون بان التصميم ، الذي فاز ضمن مسابقة دولية ، يهمل الجانب التراثي القديم للمدينة ويتساءلون لماذا لم يتم اختيار مهندس معماري عراقي لهذا المشروع.

يوم الخميس أعلنت منظمة اليونسكو عن اختيارها لشركة مصرية لإعادة إعمار جامع النوري كجزء من مشروع لاسترجاع وإحياء أجزاء من مدينة الموصل القديمة التي تضررت على نحو كبير خلال احتلالها من قبل مسلحي تنظيم داعش الإرهابي .

كثير من أبناء الموصل المحليين توقعوا بان مجمع مسجدهم الذي يحبوه أن يتم إعادة إعماره مع القباب والأقواس للحفاظ على معماره التاريخي المتناغم مع الأسلوب المعماري للمدينة القديمة ، وإنهم غير سعداء بالتصميم التكعيبي الجديد الذي تم اختياره .

رشا العقيدي ، محللة لدى معهد نيو لاينز للسياسة والستراتيجيات ، " إن التصميم ليس له صلة بأجواء الموصل ، يبدو وكأنه من أجواء الشارقة ." وذلك في إشارة لها للطراز المعماري المتجدد لدولة الإمارات بضمنه مقر مبنى شركة البيئة الذي صممته المعمارية العراقية زها حديد في الشارقة .

وقالت العقيدي ، التي هي اصلاً من أهالي الموصل ، " انظر الى الطراز الاماراتي المهيمن على التصميم ، إعادة إعمار الجامع لا تتطلب إعادة تصميم ."

وكان جامع النوري قد كسب شهرة عالمية سيئة في العام 2014 بكونه المكان الذي نصب فيه زعيم التنظيم الإرهابي ابو بكر البغدادي نفسه رئيساً للخلافة المزعومة ، وكان ظهوره ذلك بعد فترة وجيزة من سيطرة المسلحين على مدينة الموصل خلال سيطرتهم على أراضٍ واسعة في العراق وسوريا .

بعد ذلك بثلاث سنوات ، خاضت القوات الأمنية العراقية حرباً ضد التنظيم استمرت لتسعة أشهر من أجل استرجاع الموصل من مسلحي التنظيم المحاصرين الذين عمدوا الى نسف مجمع المسجد القديم مع منارته الحدباء قبل أن ينسحبوا من المدينة ويتم طردهم .

وكانت أعمال ترميم قد أجريت سابقاً على منارة الجامع الحدباء التي يعود تاريخها للقرن الثاني عشر والتي اكتسبت الموصل اسمها من هذه الايقونة التاريخية وأصبح يشار لها بمدينة الحدباء .

وبعد مرور ما يقارب من أربع سنوات على انتهاء المعارك وتحرير الموصل من داعش ، ما تزال المدينة القديمة تقبع تحت الأنقاض .

المختص بعلوم آثار الموصل ، جنيد الفخري ، قال بان القيمة التاريخية للتصميم المعماري المحلي للمدينة القديمة يجب أن يطغى على أعمال إعادة إعمار الجامع والبنايات الأخرى .

واضاف قائلاً " جامع النوري هو جزء من التشكيلة الجينية للموصل . الجامع والمنارة الحدباء هما موقعان آثاريان وتاريخيان يجب صيانتهما والحفاظ عليهما ، ويجب عدم تغيير أي تفصيل من المعالم الأصلية للبناء التي قد تقلّل من القيمة التاريخية للموقع ."

وتساءل لماذا لم يتم اختيار تصميم إعادة إعمار أكثر تقليدية ومحلية مثل باب المدخل الذي قدمته المعمارية الموصلية ، حسنية جرجيس ، والتي كتبت في طلبها بانها تريد من خلال تصميمها ان تحافظ على " ميزة وخاصية الجامع الأصلية ."

الفريق المصري الفائز قال إن عرضهم يخاطب بشكل أولي الحاجة للتجانس الاجتماعي وإحياء الأرواح .

وقالت اليونسكو إن لجنة المحلفين التسعة الذين يختارون التصميم الفائز تضم اثنين من العراقيين وإنهم على تشاور مع ممثلين عن مكتب رئاسة الوزراء ووزارة الثقافة .

باولو فونتاني ، مدير مكتب اليونسكو في العراق ، قال بان أيقونة منارة الجامع سيتم إعادة إعمارها كما كانت في السابق وكذلك قاعة الصلاة التي سيتم اعادة بنائها باستخدام مواد بناء حديثة لتحسين جانب الإضاءة والتبريد .

وقال فونتاني إنه مع وجود منظر طبيعي أفضل وحدائق حول الجامع سيجعل المجمع أكثر استقطاباً ، في وقت ستكون هناك مشتملات متاخمة لمجمع المسجد تم الحاقها به مؤخراً والتي ستشتمل على مدارس ودار ضيافة ومركز للفنون والهندسة المعمارية الإسلامية .

وتحدث فوناتي عن الطراز المعماري للجامع بقوله " هذا الجزء سيكون ذو إطلالة أمامية أكثر بقليل ، لم يكن هناك شيء من قبل ، كانت ساحة وقوف ، نحن لم ندمر أي شيء ، إنه خليط من الحداثة والتراث وهذا ما صادقت عليه لجنة الاختبار وأحبته."

وكانت مجموعة من مهندسين معماريين مصريين قد فازت في مسابقة إعادة بناء جامع النوري الكبير ، وقد تم اختيارهم من بين 123 تصميماً شاركوا في مسابقة للفوز بالمشروع .

وقالت ، أودري أزولاي ، التي ترأس وكالة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو ، إن إعادة إعمار الجامع ستكون علامة فارقة في مسيرة المصالحة في المدينة التي مزقتها الحرب .

عن التلغراف

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top