اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عام > ستيفن لونكريك يبحر في تاريخ العراق منذ فجر التاريخ الى الان

ستيفن لونكريك يبحر في تاريخ العراق منذ فجر التاريخ الى الان

نشر في: 24 إبريل, 2021: 10:18 م

علاء المفرجي

صدر عن دار عدنان للنشر كتاب (العراق منذ فجر التاريخ حتى تموز 1958) لمؤلفيه ستيفن همسلي لونكريك، وفرانك ستوكس،

بترجمة مصطفى نعمان أحمد الكتابة في التاريخ عملٌ ليس بالهين؛ فهي تتطلب تحليلاً دقيقاً وموضوعياً يتجرد ما أمكن عن الأهواء الشخصية، والميول الفكرية، والمنطلقات الآيديولوجية.

ويزداد الأمر صعوبة حينما يتصدى المؤرخ لكتابة تاريخ بلد ليس بلده. وحين يتمكن هذا المؤرخ من الاضطلاع بهذه المهمة اضطلاعاً ناجعاً مقدماً سرداً تاريخياً منصفاً قدر الإمكان، ومستعرضاً شتى الجوانب التاريخية، والسياسية، والاقتصادية، والاجتماعية بشيء من التناول الدقيق، عندها لا بد من الاستنتاج أننا إزاء مؤرخ كبير استوعب أدواته المعرفية استيعاباً كاملاً مكنه من ولوج هذا الحقل المعرفي على نحوٍ يُفصح بما لا يدعُ مجالاً للشك عن علو شأنه. وهذا ينطبق انطباقاً تاماً على ستيفن همسلي لونكريك، المؤرخ البريطاني المعروف وأحد رجال الإدارة البريطانية في العراق والمسؤول في شركة نفط العراق، الذي خبر البلد خلال إقامته فيه، وانكب على دراسة تاريخه القديم والمعاصر، وقد قدم لونكريك كتباً عدة ذات أهمية كبيرة، لعل من أبرزها كتابه "أربعة قرون من تاريخ العراق" الذي نقله إلى العربية الأستاذ جعفر الخياط، هذا الكتاب كواحد من أهم هذه الدراسات عن العصور المظلمة للعراق ومما يزيد من قيمة هذا الكتاب موضوعية الكاتب خلافاً لباقي الكتاب البريطانيين وكتاب "العراق 1900 إلى 1950 " الذي نقله إلى العربية الأستاذ سليم طه التكريتي، والكتاب الحالي لا يقل أهمية عن الكتابين المذكورين، وينم عن جهدٍ كبير بذله لونكريك وفرانك ستوكس مدير مركز الدراسات الشرق أوسطية في لندن في

خمسينيات القرن العشرين قدما فيه وصفاً وسرداً تاريخيين للعراق منذ فجر التاريخ وحتى الإطاحة بالنظام الملكي في صبيحة الرابع عشر من تموز 1958 مع تغطية للأيام الأولى للثورة. ونرجو أن يجد المختصون في مجال الدراسات السياسية والتاريخية فضلاً عن القارئ العام في هذا الكتاب إسهاماً مفيداً وقيّماً في تسليط ضوء على تاريخ..

ويشهد العراق حالياً بتاريخه المثقل بالتجارب أحداثاً لها علاقة بجذور تاريخية تحتاج الى دراسة مما يستتدعي التركيز على المراجع والدراسات المهمة القديمة ويأتي ".

في هذا الكتاب الذي يتضمن قسمين وتسعة فصول يتناول المؤلف وبنظرة تاريخية تاريخ العراق منذ فجر التاريخ وحتى نهاية الخمسينيات من القرن المنصرم، وتحديدت بنهاية حقبة سياسية تولى فيها الحكم الملكي غدارة البلاد منذ عام 1921 وحتى انتهاء الملكية بقيام تورة 14 تموز.

تناول المؤلف في الفصل الأول والذي تضمن مقدمة، يقول المؤلف في هذا الفصل: العراق منذ منتصف لبقرن العشرين يثير اهتماماً كبيراً فضلاً عما يلهمه من مشاعر ودّيّة اتجاه الشعوب الأخرى انطلاقاً من نسبته الى حجمه، وسكانه أو ما يحوز عليه من هبة مادية في الوقت الحالي: ومن هنا ليس بالإمكان دراسة تكوينه المادي المتفرد والمتنوع، بميزة غير معتادة فحسب، بل بالامكان دراسة تأثير الجيولوجيا، والمناخ وسطح الارض على أجيال الحياة البشرية أيضاً.

ثم ينتقل المؤلف الى الاختلافات الملحوظة بقوة في مناطق العراق المختلفة، التي يبدو انها تجاوزت مواطن الاختلاف الاعتيادية لتبلور دولة موحدة سياسيا ذات حجم يمتاز بالتوسط ونسبة سكانية صغيرة، أعطت البلد السحر والثراء، والجوانب المتعددة للاههتمام.

وفي الفصل الثاني يجد المؤلف أن الاجابة غير متيسرة على سؤال "من أي عرق ترجع أصول هؤلاء القاطنين الأوائل في هذه المنطقة " فما من ثمة مضمون مقنع للمؤرخ عند تعامله مع تخمينات عالِم الاعراق البشرية القديمة، الذي اعتمدت مادته الأولية في غربي آسيا على العرق المنحدر من البحر الأبيض المتوسط ذي الأطراف السمراء القصيرة والرأس ذي النوع الخاص.

ويتناول الحضارات التي تعاقبت في العراق مثل الفرثيين والساسانيين، والفرس والإغريق.

ثم يمضي الى تناول العراق في ظل الاسلام ، حيث يشير الى أن العراق قبل ظهور الاسلام، وتحديداً في العقد الثالث من القرن السابع الميلادي، بلد لطيف التمازج من الاعراق ضم الى جانب سكانه الأصليين أعراقا مهاجرة قدمت من الاناضول، وسوريا، وبلاد فارس، والإغريق، وشبه الجزيرة العربية. وهذه الكيانات العرقية لم تمثل عرقاً أحادياً بل أعراق شتى كانت قد هاجرت من تلكم البلدان، ومن الناحية الثقافية انتشرت في العراق لغات عدة في تلك الفترة .

ويتناول في هذا السياق المرحلة الثانية من تاريخ العراق في ظل السلام بحدث لم يكن بإمكان أي مراقب التنبؤ به: وهو انتقال الخلافة من دمشق الى بغداد، واستمرارها هناك طيلة القرون الخمسة القادمة.فالسلالة المتهاوية للأمويين، التي أصابتها الحرب الأهلية المتواصلة بالضعف سيطاح بها جراء انتفاضة أشعلت فتيلها على الأرجح عناصر شيعية مؤثرة مع ساخطين آخرين على الحطم الأموي .

وينتقل الى الحرب العالمية الاولى وقرار بريطانيا في خريف 1914 بغزو الولايات العربية الخاضعة للسيطرة العثمانية من قواعدها في الهند، متوقعاً في ذلك الحين مواجهة لبوادر التهديد بفعل التأييد التركي لألماني أو لخشيتها من موقعها الخاص وعلى أصدقائها في الخايج.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض اربيل

مقالات ذات صلة

16-04-2024

التّجديدات مابعد الحداثيّة

لطفية الدليميأحدثت الطاقة الجديدة لرواية (الكومنولث Commonwealth) مفارقة صارخة مع ماكان يُوصف بلحظة (النضوب الأدبي)؛ ففي دول الكومنولث بدأ الكُتّاب يوظفون تجاربهم ويعتمدونها مصدراً لأشكال إبتكارية جديدة من الكتابة - الكتابة التي ستعمل في المقابل على تدعيم التغير الثقافي المطلوب في الوقت الذي واجه فيه الكُتاب خارج منطقة الكومنولث إحساساً عميقاً باللاجدوى وإستنفاد الغرض من […]
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram