بإختصار ديمقراطي: صحافتنا في زمن الدخلاء!

رعد العراقي 2021/04/25 11:25:18 م

بإختصار ديمقراطي: صحافتنا في زمن الدخلاء!

رعد العراقي

ندرك جيداً أن القاعدة المهنية لا تتيح المساحة للنقد والعتب الصريح لزملاء لنا ممّن يمثّلون أعمدة وروّاد الصحافة الرياضية، وهو عُرف سائِد كان جزءاً مضيئاً للعلاقة التي تربط كل الزُملاء خلال عقدي السبعينيات والثمانينيات حينما كانت الروابط فيما بينهم تمثّل سنداً منيعاً مبنيّاً على التفاهم الإنساني ضد أي خلاف، والإدراك الدقيق للمسؤولية المشتركة عن حدود وطبيعة العمل المتوّج بالمحبة والثقة كرسالة بليغة المعنى للأجيال القادمة تحافظ وتتمسّك بهذا الإرث العظيم.

مع الأسف، نقول أن هذا الإرث تقطّعت جذوره بعد 2003 وأنحرف عن مساره المُعتاد عندما غزت فئات دخيلة على الصحافة الرياضية لا تمتلك الأسس ولا تعترف بقدسية المهنة ولا يردعها مناظر التشتّت والخلافات والطعن والتسقيط الذي أخذ ينخر بيت الصحافة الرياضية ويفرض واقعاً مؤلما أصبح عنواناً للتفرقة والتشكيك بكل الأسرة الصحفية وسط صمت غريب ومُريب من ذوي الشأن!! في وقت حاولت تلك الفئات تسيّد المشهد وممارسة الضغوط للهيمنة على المؤسّسات الرياضية والتحكّم بتوجّهاتها، متحوّلة الى أبواق مُدافعة عن هذا الطرف أو ذاك وفقاً للمصالح الشخصية، فيما غَيّبت الكثير من الملفات المهمة التي أجهزت على الواقع الرياضي من دون معالجتها أو كشف خيوط العابثين بها.

مع جلّ الاحترام والتقدير لكل أساتذتنا من الروّاد ممّن يحملون جينات زمن الصحافة الرياضية المتألقة، فإن حديثنا موجّه للدور والمسؤولية المفترضة التي تقع عاتقهم في التصدّي ومعالجة الوضع المُزري في وقت بدأ ظهور أغلبهم عبر وسائل الإعلام والساحة الصحفية لا يتجاوز حدود الاستذكار للمواقف وتصفّح أرشيف صور السنوات الماضية أو التفرّغ نحو إصدار الكُتب عن أحداث مرّت بهم وكأنهم ترجّلوا عن صهوة هموم الزمن الحالي وأكتفوا بالنظر والحديث عن مآثر الماضي!

هل يعقل أنَّ ملفّاً كملف اللجنة الأولمبية وما رافقها من أحداث ومتغيّرات أجهزت على أحلام تحقيق أي إنجاز أولمبي أو عدم منح العراق استضافة كأس الخليج منذ حوالي أربعة عقود لم تحرّك سلطة التأثير الفكري لدى البعض من تلك القامات الصحفية في تسليط الضوء عليها وطرح الحلول لها وإيقاف نزيف جروح التراجع ووضع حدٍّ للمتلاعبين بمصيرها تحت ضغط مكانتهم الاعتبارية ورؤيتهم المهنية العالية، وهل يُعقل أيضاً أن تلوذ هذه القامات بالصمت وهي تراقب أسماء بعينها تتصدّر المشهد الصحفي برغم تواضع قدراتها وتخدع الشارع الرياضي بمواقع التواصل الاجتماعي أو بالظهور التلفازي بلغة دخيلة وهزيلة وصوتٍ عالٍ وصل لحدود التهديد والوعيد ضد شخصيات رياضية أو صحفية لأنها لا تتوافق وتوجهاتها!

ألم يحن الوقت لمن إنزوى بعيداً عن الصحافة الرياضية أو أوقف مداد قلمهِ عن كشف عورات رياضة الزمن الحالي للّحاقِ بركب من واصل من جيلهم أو تَتلمَذ على أيديهم ومازال يُحارب بشجاعة ويتصدّى لكل ما يُسيء للرياضة العراقية من دون أن تثنيه محاولات التسقيط، وهو مؤمنٌ أن رسالة الصحفي الرياضي لا تتوقّف عند مرحلة ما ولا تُسجّل له تاريخاً مشرّفاً إلا إذا كان نتاجه فاعلاً ومؤثراً لآخر يوم في حياته!

نحن لا نستهدف بحديثنا أحداً بعينهِ إلا أننا نسلّطُ الضوءَ على جانبٍ مهمٍّ قد يكون غير مرئي عند البعض من أساتذتنا الأجلاّء ممّن لازلنا نطمعُ في استنشاقِ عبقِ الصحافة الرياضية من خلال أفكارهم ومواقفهم ونستمدُّ الشجاعة منهم ولا نرتضي غيابهم عن كل المشاهد المؤثرة، بل نريدهم عوناً يحفّزُ ويُسهمُ في دعم اتحاد الصحافة الرياضية لإعادة هيبة البيت من خلال حصر أبنائِه بمن يمتهنُ الكتابة  والعمل الصحفي الرياضي ولازال متواصلاً ووضعِ ضوابط تحكُم أخلاقيات العمل وعدم السماح لمن توجّه نحو الإعلام أو مواقع التواصل الاجتماعي أو منافذ اليوتيوب وأتخذها كمنصّات إساءة للآخرين باسم الصحفيين الرياضيين وهُم منهم بَراء!

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top