هجمات داعش تستفز ديالى وتوسع  حلف العشائر  ومخاوف من تحالفات مضادة

هجمات داعش تستفز ديالى وتوسع حلف العشائر ومخاوف من تحالفات مضادة

 بغداد/ تميم الحسن

يتوقع مسؤولون في ديالى تزايد اعداد العشائر التي ستنخرط في "حلف تميم" الذي تشكل قبل ايام لمواجهة داعش بعد عجز الحكومة عن صد الهجمات.
و"السيناريو" الاسوأ الذي قد يحدث في المحافظة هو تشكيل "حلف مضاد" من عشائر اخرى وعودة احداث الاقتتال الداخلي التي جرت في عام 2006.

وتصاعدت خلال اليومين الماضيين الهجمات المسلحة في ديالى، وشرق صلاح الدين إذ قتل داعش في الـ48 ساعة الماضية عسكريين بينهم ضباط، ومختار في شمالي ديالى، كما هاجم ثكنات الجيش في شرق تكريت.

ويذكر مسؤول محلي في ديالى لـ(المدى) بان "مجموعة مسلحة هاجمت مساء الاثنين منزلا في احدى القرى في ناحية جلولاء، شمال شرقي ديالى، وقتلت المختار".

وتوفي محمود ثامر الراجحي، مختار قرية الغاية في جلولاء، بعد ساعات قليلة من اصابته اثناء اشتباك مع مسلحين يعتقد انهم تابعين لـداعش، اثناء مداهمة منزله.

والراجحي هو المختار الثاني الذي يقتل بظروف مشابهة منذ اقل من عام في شمال بغداد. وقتل علي مخلف مختار قرية سموم الواقعة بين صلاح الدين وديالى في تموز الماضي، مع نجليه واثنين آخرين من اقاربه اثناء مهاجمة مسلحين لمنزلهم.

حلف العشائر

وحذر المسؤول المحلي في ديالى والذي طلب عدم نشر اسمه، من ان تصاعد الهجمات "سيزيد جبهة العشائر التي قررت رفع السلاح بدلا عن الحكومة لمواجهة بقايا تنظيم داعش"، متوقعاً ان "تكون هناك عشائر اخرى بالطرف الاخر سترد ويعود الاقتال الداخلي كما كان في 2006".

وكانت وساطة حكومية قد فشلت في تهدئة الاوضاع في ديالى، عقب اعلان عشيرة بني تميم حمل السلاح "ضد داعش وحواضنه" وهو ما فسر بانه قد يؤدي الى شن هجمات على بعض القرى بذريعة انها متعاونة مع التنظيم.

وانضمت اليها بعد ذلك عشيرة المصالحة والتي نددت بشن عمليات مسلحة في ديالى خلال شهر رمضان. وتضم ديالى اكثر من 15 تشكيلا عسكريا وحشد شعبي، ولكن هناك اتهامات بوجود فساد واسع داخل المنظومة الامنية في المحافظة.

واعلن نائب محافظ ديالى، كريم علي، أن الأوضاع ضمن حدود المحافظة غير مستقرة أمنياً وأن عشائر المحافظة حملت السلاح لحماية نفسها.

وقال علي، إن الأوضاع الأمنية في محافظة ديالى تشهد عدم استقرار منذ أيام بسبب استئناف عناصر داعش تحركاتهم وعملياتهم، وسكان المنطقة يرون أن القوات الأمنية عاجزة عن حمايتهم. وأشار نائب محافظ ديالى إلى أن "عشائر ديالى لجأت إلى حمل السلاح كرد فعل على تحركات داعش، وليس مستبعداً أن يؤدي هذا إلى حرب أهلية، فالعشائر تقول إنها ستتولى حماية نفسها في ظل غياب القوات الأمنية اللازمة". وأضاف كريم علي أن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي أوفد ممثلاً خاصاً عنه إلى محافظة ديالى يطلب من العشائر أن تلقي سلاحها "لكن هذه الدعوة لم يستجب لها كما يجب حتى الآن".

فشل العمليات العسكرية

وفي محاولة لتقليل غضب العشائر قررت الحكومة اطلاق اكثر من عملية عسكرية في شمال شرقي ديالى لمنع تحركات داعش، لكن بعد يومين من العمليات قتل واصيب 13 عسكريا بينهم ضابطين اثنين.

وقتل الاثنين، آمر فوج برتبة مقدم في قوات الرد السريع في حوض الوقف، شمال شرقي ديالى، وأصيب 5 منتسبين، بعد استهداف دوريتهم بعبوة الناسفة. وتعتبر "الوقف" وهي مناطق زراعية واسعة، احد معاقل تنظيم داعش والتي انطلقت منها عدة هجمات على ديالى، يقدر انها تسببت بمقتل وجرح نحو 200 شخص منذ نهاية عمليات التحرير في 2017. وفي اليوم نفسه، قتل ضابط برتبة ملازم في الشرطة بهجوم مسلح على دوريتهم في قرية شيخي، شمال شرقي ديالى، فيما اصيب منتسبين آخرين بجروح، اثناء عمليات تفتيش في القرية.

كما شهد يوم الاثنين، هجوما على قوات الجيش في العظيم شمال شرقي ديالى، فيما لم يسفر الحادث عن اي اصابات، ودمر مسلحون ايضا كاميرات مراقبة حرارية في جلولاء بالاسلحة الرشاشة.

وكانت (المدى) قد كشفت نهاية الاسبوع الماضي، عن "انسحاب تكتيكي" لنحو نصف اعداد المسلحين في شمال شرقي ديالى، وهي المناطق المتنازع عليها، بعد تنفيذ عمليات عسكرية، ثم العودة بعد انتهاء الحملات.

وشن "داعش" عقب عودته من رحلة الهرب القصيرة، هجوما على قرية بين خانقين وجلولاء، وحاول السيطرة عليها، لكنه انسحب بعد قدوم الجيش، بعد ان أحرق 5 منازل.

شريط حمرين

ويقول مسؤولون ان حركة المسلحين في جبال حمرين الممتدة من ايران الى ديالى وشمالي صلاح الدين وجنوب كركوك، مستمرة والعمليات العسكرية غير قادرة على انهاء نشاط التنظيم.

وعلى شريط حركة التنظيم، تعاني قرى في طوزخرماتو، شرقي صلاح الدين من هجمات ليلية متكررة على ثكنات الجيش.

ويقول محمد رضا، وهو مسؤول محلي في القضاء لـ(المدى) ان "هذه الهجمات تتكرر بشكل اسبوعي لان الجيش لا يشن اي عمليات في المساء على خلاف داعش الذي يتحرك في كل وقت".

ونشر تنظيم داعش، امس، صورا قال انها لاستهداف مواقع للجيش في "الطوز" حيث اظهر اطلاق 5 صواريخ في منطقة الزركة القريبة من القضاء.

ويؤكد رضا ان "الزركة تعتبر من ابرز معاقل داعش، وهي منطقة زراعية تضم مستنقعات وتعتبر مكانا ينفذ فيه التنظيم اعداماته ويسجن فيه المختطفين". وفي آذار الماضي، اختطف مسلحون مزارعين اثنين من قرية حليوه في طوزخرماتو، فيما رجح حينها انه تم نقلهم للزركة.

وقبل اسبوع كان اثنين من سكنة تكريت قد قتلا اثناء قيامهما بعملية صيد الاسماك قرب احد بحيرات في منطقة الزركة، وهم سفيان الجربو ورصيد الدوري.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top