بغداد / المدى
أكد صحفيون وإعلاميون من دول خليجية وعربية دعمهم الكبير لتنظيم مدينة البصرة بطولة كأس الخليج العربي الخامسة والعشرين منتصف كانون الثاني 2022 لما تمثله من أهمية للعراق على المستويين الاجتماعي والرياضي، ولقاء اشقائه في الدول السبع المشاركة بعد غياب المنافسة على أرضه لأكثر من أربعة عقود، وتضامناً مع الجمهور العراقي التوّاق للمنافسات الخليجية والداعم الأساس لإنجاح التجمّع التاريخي بمحبة وكرم كبيرين.
جاء ذلك في الجلسة الحوارية التي نظمتها لجنة الإعلام الرياضي في جمعية الصحفيين العُمانية يوم الجمعة الموافق الثلاثين من نيسان 2021، عبر تقنية الفيديو، كُرّسَت عن بطولة كأس الخليج 25، وأدارها الإعلامي العُماني سالم الحبسي، نائب رئيس لجنة الإعلام الرياضي في الجمعية، رئيس الاتحاد الخليجي للإعلام الرياضي، وشارك فيها عدد من الصحفيين والإعلاميين المختصين من سلطة عُمان والعراق والسعودية وقطر واليمن ومصر والأردن يمثلون مؤسّسات صحفية وإعلامية مختلفة، هُم سالم بن حمد الجهوري نائب رئيس جمعية الصحفيين العُمانية رئيس لجنة الإعلام الرياضي، وإياد الصالحي من العراق، ومحمد الشيخ من السعودية، ومحمد حجي من قطر، وسامي الكاف من اليمن، وأشرف محمود رئيس الاتحاد العربي للثقافة الرياضية، ولطفي الزعبي من قناة العربية، إضافة الى مشاركة أحمد الكعبي من عُمان وبشير سنان من اليمن.
وتناول مدير الجلسة سالم الحبسي، محاور مهمة أثارت تفاعل المشاركين وأغنت هدف اللقاء بهم، حيث عرّج عن عودة كأس الخليج الى العراق بقرار اتحاد كأس الخليج العربي لكرة القدم يوم السادس والعشرين من نيسان 2021، وماهية استعدادات البصرة لتنظيم خليجي ٢٥، وكيف حسم العراق ملف الاستضافة لصالحه ؟، وما العناصر التي تحقق النجاح لكأس الخليج بالبصرة ؟، وهل يستطيع المنتخب العراقي خطف لقبها ؟، ثم هل ستعود البطولة بالأهمية ذاتها كالسابق ؟، وما الضمانات التي يمكن أن يُقدّم من خلالها العراق نسخة مميّزة؟، والمكاسب التي سيُجنيها كبلد من تنظيم كأس الخليج بعد نحو أربعة عقود من استضافته الأولى عام 1979، وختم المحاور عن دور الإعلام الخليجي لمساعدة العراق على تحقيق أعلى معدلات النجاح للبطولة.
الجهوري: إعلامنا داعم للبصرة
ورحب سالم الجهوري، في بداية الجلسة، وقال إن تجمّعنا الافتراضي عبر (زووم) يلزمنا بمسؤولية كبيرة لطرح أفكار عدّة تصب في مصلحة القضية الأساسية عن دور الإعلام في إنجاح بطولات الخليج، لاسيما أن نسخة البصرة تستحق الدعم الكامل على مستوى الإعلام أولاً ومن ثم الاتحادات والجماهير، ونتمنى أن تكون هناك جلسات أخرى تهتم بشأن تطوير الكرة الخليجية التي تمثل أملنا لدفع منتخباتنا لكسب جولاتها في المنافسات القارية والدولية.
الشيخ :العراقيون لم يتأثروا بالظروف
وتحدث محمد الشيخ، عن أهمية الدعم الخليجي لبطولة البصرة، بقوله :قدّمت الكرة العراقية نفسها منذ مشاركتها الفعّالة بعد أول دعوة لها عام 1976 في خليجي الدوحة، بأنها عامل مؤثر في نجاحها، وبرز أكثر من نجم كبير في صفوف المنتخب العراقي أمثال الراحل علي كاظم وفلاح حسن ورعد حمودي وهادي أحمد، استقطبوا محبّة الجمهور الخليجي من خلال الأداء المُبهر والنتائج اللافتة، ما أكسب العراق حضوراً قوياً أصبح مُدعاة لتقديم مزيد من العطاء وتوّج ذلك بحصوله على ثلاث كؤوس أعوام 1979 ببغداد، و1984 بمسقط، و1988 بالرياض، بقيادة المدرب الكبير الراحل عموبابا، مشيراً الى أن ما حصل من ظروف سياسية واقتصادية وحروب مدمّرة لم تؤثر على علاقة الكرة العراقية باشقائه الخليجيين، فمعروف عن رياضيي وجماهير العراق أنهم محبّون لبطولة الخليج، ولن يستغنوا عنها، ولا تستغني عنهم أيضاً، وشهد منتخبنا السعودي شباط عام2018 الحفاوة البالغة من الجمهور البصري الذي أحتفى بوفدنا أيما احتفال أثناء المباراة الودية، فما بالكم وأكثر من 60 ألف متفرج يؤازرون المنتخبات طوال مدة البطولة؟!
الصالحي :الضمانات بعهدة الحكومة
وقدّم إياد الصالحي، شكره للجنة الإعلام الرياضي العُماني على مساهمته في دعم تنظيم البصرة خليجي25، مؤكداً أن الإعلاميين العُمانيين سجّلوا سابقة ليست على المستوى الخليجي فحسب، بل حتى العراقي، كون بطولة البصرة لم تحظَ باهتمام "مهني" استثنائي في إطار ندوة أو جلسة تناقش مقوّمات دعمها وكيفية تحقيقها النجاح ودور الإعلام بطمـأنة أهلنا في الخليج واليمن عن قدرة المحافظة في تأمين كل مستلزمات رعاية البطولة فنياً وأمنياً ولوجستياً.
وعرّج الصالحي الى الضمانات التي تعهّد بها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بتقديم كل دعائم إنجاح البطولة وتذليل المشكلات التي تقف عائقاً أمام انجاز مشاريع بناها التحتية، ووضع خطط مُحكمة تعزّز أعلى درجات الاهتمام بالضيوف من المطار الى الفنادق والملاعب والتسوّق، فضلاً عن جاهزية المدينة الرياضية لاستقبال المنتخبات مطلع العام 2022، بعدما منحت الموافقة الخليجية وكذلك تنازل قطر عن التنظيم كدولة بديلة، الدافعية الكبيرة لوزارة الرياضة واتحاد الكرة والمحافظة للعمل بهمّة مضاعفة من أجل تشطيب النواقص والبدء بتشكيل لجان متخصّصة تباشر واجباتها قريباً.
وأستذكر الصالحي الدور البارز الذي لعبه الأمير سلطان بن فهد "رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم الأسبق" ما بعد عام 2003 عندما فتح أبواب الملاعب السعودية أمام المنتخبات الوطنية العراقية كأول بلد عربي رحّب بعودة أسود الرافدين للقاءات الخليجية، وكانت مدينة أبها الفأل الحسن للمنتخب الأولمبي الفائز بدورة الصداقة الدولية السابعة للفترة 1-15 آب 2003 انعكس على إعداده لاحقاً كمشروع انجاز لدورة أثينا الأولمبية 2004 التي خطف المركز الرابع فيها.
وكشف الصالحي أن دور الإعلام الرياضي مهم جداً لنقل الحقائق من أرض الميدان، داعياً سالم الحبسي رئيس الاتحاد الخليجي للإعلام الرياضي الى تشكيل وفد لزيارة مدينة البصرة بالتنسيق مع الاتحاد العراقي للصحافة الرياضية لتجسيد التلاحم الإعلامي الخليجي والتعايش في أرجاء المدينة الرياضية والتفاعل مع الجمهور البصري المضياف، ومقترحاً على الزملاء المشاركين في الجلسة دراسة عودة بطولة الخليج للتناوب بين الدول مثلما دأبت منذ انطلاقتها الأولى عام 1970 لتطبيق شعار الوحدة الخليجية ونبذ الحساسية عند سحب ملفات التنظيم من هذا البلد وذاك، برغم أحقية اتحاد كأس الخليج العربي باعتماد لوائح تنظيمية وتسويقية للمفاضلة تُساير البطولات الكبرى في العالم.
حجي: مشروع البصرة تاريخي
بدوره أكد القطري محمد حجي، أن بلاده لم تألو جهداً من أجل تقديم الدعم للعراق في مجالات عدة، ومنها تنظيم بطولة الخليج 25 في البصرة التي تستحق تحشيد الطاقات من أجل إنجاحها، مبيناً أن ما مرّ به العراق الشقيق من ظروف صعبة لم تؤثر على مكانة كرته التي حققت تطوراً كبيراً، ونرى من الواجب أن نسهم جميعاً في احتضان فرقه وتعزيز أية فكرة تخدم مشروعاً من هذا النوع له صلة بتاريخ عريق لأحد أبطال الخليج الكبار.
الكاف: مسؤولية اليمن تشاركية
وأعرب سامي الكاف من اليمن، عن سعادته بإقدام البصرة على تنظيم النسخة الجديدة من كأس الخليج، لما تحملهُ من عناوين مُشرقة عن حضارة العراق وقيم البطولة وكرم شعبها ورغبته في تنقية العلاقات مع الجميع، لهذا نجدُ نحن في اليمن أن مسؤوليتنا تشاركية لتعضيد جهود العراقيين في إخراج واحدة من أجمل البطولات، وسبق لبلدي أن نظّم خليجي20 في ظرف أثبت قُدرة أهل اليمن على اجتياز الصعاب، وهو كذلك لأهل الرافدين عُشّاق التحديات والانتصار في أصعب المحن.
محمود: الرياضة واحة للسلام
وطالب المصري أشرف محمود جميع الدول بالمشاركة في خليجي25 وتناسي التاريخ الأسود والمشكلات التي شهدتها بعض عقوده من أزمات سياسية، لم تُثنِ العراقيين عن التطلّع للمستقبل بثقة وتفاؤل، فالرياضة واحة للسلام والمحبة والوئام والتنافس المشروع لإثبات الذات، وليس هدفاً لهزيمة الآخر بدافع الكراهية، وما بطولة كأس الخليج 25 إلا فرصة لتجسيد هذا الشعار الصدوق في قلب الحدث العراقي المرتقب، لاسيما أن الكرة العراقية أنجبت نجوماً كبار عبر بطولات الخليج كانوا ومازالوا ثروة كبيرة للكرة الخليجية والعربية والآسيوية.
الزعبي: مستعد للدعم الشخصي
وتناول الأردني لطفي الزعبي مسألة الدوافع الإنسانية المؤثرة في لمّ شمل الأخوة الخليجيين على أرض البصرة، كونها أهم من المباريات والنتائج والكأس نفسها، فلم تعد كرة القدم تضع أولويات اقتصادية وسياسية تسبق الجانب الاجتماعي عند تنظيم أية بطولة، فدائماً ما ينظر الى رسالة الشعوب ومدى استفادتها من احتضان فعّالية مهمّة مثل كأس العالم أو كأس آسيا أو الاولمبياد، وعليه فالواجب يقتضي دعم بطولة البصرة بكل الوسائل ومنها الإعلامية، وأكد استعداده الشخصي لتهيئة اللوازم التقنية المتطوّرة والكوادر المحترفة لإخراج أفضل تجمّع ننتظره كل سنتين لمعرفتنا بتأثيره الإيجابي على المنتخبات الخليجية، والتي بسببها سجّل بعضها حضوراً طيباً في بطولات المونديال السابقة.
خطط مهنية شاملة
وختم سالم الحبسي الجلسة بتأكيده على، الدعم الإعلامي الخليجي والعربي للعراق، عبر جلسات فيديوية قادمة، أو التفاعل مع البصرة على واقع الأرض، بمبادرات قيّمة تستمد روح التآخي بين الشعوب من تجارب السنين الماضية، من دون أن تؤثر الأزمات السياسية المختلفة على هدف انبثاق البطولة بتوحيد الجماهير، ونبذ التعصّب، وتشجيع اللاعبين، وتقديم رسائل إعلامية نظيفة لا تثير الضغائن، ووضع خطط مهنية شاملة صحفياً وتلفازياً إذاعياً ترصد الحدث وتنقله من دون تحريف، داعياً باسم المشاركين في الجلسة، جميع المعنيين عن ملف خليجي 25 في العراق لإنجاز مشروع البطولة حسب توصيات فريق التفتيش أثناء زيارته الأخيرة لإظهار البطولة بأبهى صورة تستحقها بعد صبر طويل.
اترك تعليقك