إعداد/ جبار بچاي
ما يميز أهالي مدينة الكوت الطيبة المفرطة والترابط المجتمعي الكبير بينهم، بل وبين كل المكونات التي كانت تسكن وتعيش في هذه المدينة ومنهم الصابئة المندائيون، أصحاب القلوب الطيبة، نوارس دجلة البيضاء يوم كانوا يتعمدون فيه بحرية وأريحية تامة وهم يتلقون التهاني من الآخرين في أعيادهم ومناسباتهم.
يذكر المشرف التربوي المتقاعد، كاظم اللامي أن مدينة الكوت كانت حاضنة للعديد من العائلات من أبناء طائفة الصابئة إضافة الى المسيحيين واليهود الذين ماتزال بعض الآثار والاماكن شاخصة لهم.
ويضيف أن "كل من عاش السنوات الماضية وكان على تماس من أبناء تلك الطوائف والقوميات يجد أن طيبة المسلمين في المدينة لا حدود لها وعلاقاتهم مع باقي الطوائف الاخرى تسمو فوق كل الاعتبارات فقد رسخوا التعايش السلمي وروح التسامح مع كل الأديان والقوميات والطوائف ومنهم الصابئة الذين كانوا أكثر عددا من حيث وجودهم في المدينة وتواجدهم في سوق العمل بخاصة صياغة الذهب وهي المهنة الأقرب لهم".
موضحاً أن "اغلب الصابئة عملوا في صياغة الذهب حيث عشقوا هذه المهنة وكأنها تسري في عروقهم توارثوها ابا عن جد وبرعوا فيها ولم نسمع يوماً أن صابئياً مارس الغش فيها أو تعامل بوجهين بين زبون وآخر ومازالت محلاتهم في سوق الصاغة الموجود حاليا في منطقة العباسية بوسط المدنية وفيه الى يومنا هذا عدد من الصابئة يمارسون نفس المهنة".
ويمضي المشرف اللامي في سرد بعض الاسماء من الصابئة المندائيين الذين امتهنوا حرفة الصياغة فيذكر منهم "عبد الأئمة ورشم أولاد سلمان ومفتاح سالم وخزعل سعيد ومهتم شبار وعبد نادر وذياب غانم وماضي وسويجت أولاد حسب وعبد الله درباش وعمارة سيف".
يقول كاظم اللامي إن "صياغة الذهب كانت مهنة محتكرة على الصابئة دون غيرهم وكنا نلمس منهم تعاملا قل نظيره في الصدق والاخلاص والامانة والنصح وكنا حين نراجعهم لغرض شراء الذهب نشعر نحن أصحاب المال وهم مجرد وسطاء يقدمون النصيحة لنا ومن الآخرين الذين مارسوا مهنة صياغة الذهب اولاد عنيس همام وفيصل وأولاد بدر عاتي مؤيد وسهيل وأمين بركه وأولاد دشر زامل عادل وأولاد كريم وسليم ذياب وعلي نجيرس وأولاد كلاص مصبوب سامي ونعيم وفاضل وسليم وأمين وعبد گاطع وأولاده مهند ومؤيد وأخوته رحيم وعلاء گاطع وعبود وأولاده نافع وجبار وعطا".
يذكر ان مجلس محافظة واسط سبق وأن خصص قطعة أرض على ضفاف نهر دجلة لبناء معبد للصابئة المندائيين لممارسة طقوسهم الدينية بعد أن هاجر معظمهم إلى أرض الشتات ولم يتبق منهم سوى بيوت وعائلات تُعد على أصابع اليد لكن لا أحد يعرف أين أصبحت تلك الأرض وأين صار وعد المجلس.
اترك تعليقك