مهدي عباس: ليس هناك أية ستراتيجية محدّدة لتوثيق الذاكرة الثقافية في العراق

مهدي عباس: ليس هناك أية ستراتيجية محدّدة لتوثيق الذاكرة الثقافية في العراق

يرى أنه استفاد كثيراً من بعض المعلومات التي كان ينشرها أحمد فياض المفرجي ومن مؤلفاته

حاوره: علاء المفرجي

المؤرخ السيمائي مهدي عباس من مواليد بعقوبة عام 1955 جاء مع عائلته وسكن في الكرخ منها في منطقة الجعيفر. بداية السبعينيات حصل على بكالوريوس في الأدب الانكليزي.. أشرف على صفحات السينما في عدة صحف ومجلات عراقية؛ شارك في الكثير من لجان فحص النصوص والأفلام في دائرة السينما والمسرح، كما شارك في عدة لجان تحكيم سينمائية داخل العراق. عمل منسقاً دائماً لمهرجان بغداد السينمائي الدولي ..

وهو عضو في الهيئة الادارية لاتحاد السينمائيين العراقيين وعضو في منظمة السينمائيين العراقيين ، كرم أكثر من مرة من قبل مؤسسات ثقافية، ترجم حوار عدد من الافلام العراقية الى الانكليزية منها (المسرّات والأوجاع، الكعكة الصفراء، سر القوارير، الحصان، اغتيال مع وقف التنفيذ، برج بابل، قاع المدينة، صمتاً أنه يتحدث، شاشتنا، نوري الراوي.. وغيرها).. كان أول من أصدر جريدة سينمائية في العراق صدر منها عدد من الاعداد قبل أن تتوقف.

اهتم مهدي عباس بالأرشيف السينمائي، ففي مقابل تسابق مؤسسات سينمائية، في الغرب والعالم العربي، على توثيق أرشيفها السينمائي، وإنشاء "سينماتك" (تاريخ تكنولوجيا الصناعة السينمائية) لأفلامها، لا تهتمّ مؤسّسات السينما في العراق بأرشفة الأفلام، وترميم التالف منها، وتعقّب ما أتْلِف وأُهدِر وسُرق في الغزو الأميركي لبغداد، عام 2003.

لعباس ما يقرب من 21 مؤلفاً اهتمت بأرشفة مسيرة السينما العراقية (السينماتيك) منها:

فبعد "دليل الفيلم العراقي" (1997) و"موسوعة المخرجين العرب في القرن العشرين" (2000)، و"كتابات في السينما العراقية" (2006)، و"جولة في السينما الكردية" (2009)، و"دليل الفيلم الروائي ـ الجزء الثاني" (2010)، بالإضافة إلى أكثر من 20 مؤلَّفاً في هذا المجال، أصدر مؤخّراً، في بغداد، "أفلامنا العراقية من 1946 إلى 2020"، باللغتين العربية والإنكليزية، الذي يتضمّن أدقّ التفاصيل المتعلّقة بالأفلام التي أنتجتها السينما العراقية في 75 عاماً على انطلاقتها، والذي يُشكّل مرجعاً ودليلاً عراقيّين للعاملين في السينما جميعاً.

وتشكو الذاكرة البصرية في العراق، كما الذاكرة الثقافية بشكل عام، من ضعفها وعدم امتلاكها ستراتيجية محدده في التوثيق، فضلاً عن تخلفها في استيعاب الوسائل التكنولوجية الحديثة في هذا المجال. فمؤسّسات ثقافية وأخرى معنيّة بالفن البصري أن تنتبه إلى المسعى الذي يقوم به مهدي عبّاس، وتقديم ما يُمكن تقديمه لتطوير عمله، باعتباره جهداً توثيقياً مهمّاً، في وقت يتناسى كثيرون الدور التوثيقي وأهميته في صوغ الذاكرة الثقافية العراقية وحمايتها من الاندثار.

وبفضل مبادرات فردية لم تحظ بدعم مؤسساتي، نهض البعض بمهمة التوثيق خاصة في مجال الذاكرة الثقافية .. وقد كان الباحث والمؤرخ السينمائي مهدي عباس أحد الذين اضطلعوا بهذه المهمة.. فقد أصدر منذ أكثر من ربع قرن عشرين كتاباً يبحث بتوثيق الذاكرة البصرية العراقية وبجهود فردية..

 في البداية حدثنا عن أهم المصادر المعرفية والحياتية التي اسهمت في دفع ميول مهدي عباس للسينما وأرشيفها؟ ومتى كانت البداية ؟

- أحببت السينما منذ طفولتي بعد أن دخلت إحدى دور العرض في مدينة بعقوبة وشاهدت فيلم فريد شوقي رصيف نمرة 5 أذهلتني القاعة المظلمة والشاشة الكبيرة وبطولات فريد شوقي ,, وحين قدمنا الى بغداد كان سعر التذكرة السينمائية 40 فلساً ويوميتي المدرسية عشرة فلوس كنت أجمع يوميتي لأربعة أيام لاذهب لمشاهدة فيلم في سينما زبيدة أو بغداد حيث كنا نسكن في منطقة الجعيفر ,, كبر العشق وكنت أسجل في دفتر خاص الأفلام التي أشاهدها ودور السينما والممثلون والمخرج ,, كنت اقتني المجلات السينمائية العربية من الكواكب الى السينما والسينما والمسرح وغيرها ثم بدأت اقرأ أي كتاب سينمائي يصل المكتبات العراقية وفي عام 1976 نشرت أول مقالة سينمائية في مجلة المسرح والسينما المصرية عن تاريخ السينما العراقية في باب ( أقلام شابة تكتب للسينما ).

 الذاكرة العراقية والأرشيف السينمائي جزءُ منها بل هو الأهم بوصفه أرشيفاً بصرياً.. كان اهتمام الراحل أحمد فياض المفرجي واهتمامك فيما بعد أنت.. هل تحدثنا عن ذلك؟

- ما زالت أعمل بجهدٍ فرديّ خالص، وأواصل عملي في التوثيق السينمائي للمُنجَز العراقي، في سبعة عقود من الزمن. بذلك، أثّر من عمل قبلي في هذا المجال، مع غياب المؤسّسات المعنيّة بهذا الموضوع ولا مبالاة رسمية بذلك.

إنّ أحمد فياض المفرجي "حاول جمع كلّ الوثائق والكتابات عن السينما العراقية، لكنّها (الوثائق والكتابات الصحافية والأرشيف الصوري) احترقت كلّها في الفوضى العارمة في العراق، إبّان الاحتلال الأميركي (2003)". حتّى "دائرة السينما والمسرح" التي كانت تضمّ قسماً للوثائق الخاصة بالسينما "ليس فيها أيّ ملف بهذا الخصوص".

لاأحد ينكر الجهود الكبيرة التي بذلها الراحل أحمد فياض المفرجي في توثيق الفنون العراقية ومنها السينما وأنا استفدت كثيراً من بعض المعلومات التي كان ينشرها هنا وهناك وبعض مؤلفاته مثل فنانيّ السينما في العراق ووثائق السينما العراقية وهو بلا شك رائد التوثيق السينمائي في العراق بلا منازع لكن أحمد فياض المفرجي لم يعمل فلموغرافيا للأفلام العراقية بل كانت معلوماته موزعة هنا وهناك كما كانت هناك معلومات غير دقيقة حاولت تصحيحها في مؤلفاتي بعد أن شاهدت كل ماموجود في دائرة السينما والمسرح من أفلام عراقية . ويضيف: منذ سنوات عديدة وأنا أعمل منفرداً في هذا المجال لوحدي وكما تعرف إن التوثيق عمل مؤسساتي تخصصي له قسم أو شعبة تقوم بتوثيق كل صغيرة وكبيرة تخص السينما العراقية لكن مؤسساتنا الفنية وخصوصاً دائرة السينما والمسرح تفتقد لهكذا اقسام وتفتقد لخطة ممنهجة لتوثيق الانتاج السينمائي العراقي!!.

 حدثّنا عن طبيعة عملك في مجال الأرشفة والتوثيق وهي مهمة صعبة فما بالك أن يقوم بها شخص واحد؟

- للأسف لم تكن هناك أية ستراتيجية ثابتة ومحددة لتوثيق الذاكرة الثقافية في العراق وخصوصاً السينما .. حين أردت أن استعين بأرشيف ووثائق دائرة السينما والمسرح في فترة التسعينيات حين كنت مسؤؤلاً عن صفحة سينما في جريدة الجمهورية صُدِمت صدمة كبيرة حيث لم أجد أية وثيقة لأي فيلم أبحث عنها بل وجدت صوراً لبعض ما نشرته في جريدة الجمهورية وحين استفسرت أجابوني بأن الراحل الاستاذ أحمد فياض المفرجي أخذ كل أرشيف ووثائق السينما الى بيته وبسبب خلافات ما أحرق الارشيف والوثائق كلها وهي مأساة حقيقية يعرفها الكثيرون ممن يهتم بهذا الموضوع !! واستمر الإهمال لحد الآن فلا يوجد ملفات للأفلام العراقية ويصعب على أي باحث أن يجد معلومات أو صور عن الأفلام العراقية بل لجأ لي عشرات الطلبة من الباحثين أومن الذين لهم رسائل عن السينما العراقية للاستفادة من أرشيفي الخاص أو مؤلفاتي عن السينما العراقية.

 وما الخطوات التي استعنت بها والأدوات الإجرائية في لملمة الذاكرة السينمائية ؟

- منذ السبعينيات وأن أواظب على توثيق كل مايعرض وينتج من أفلام سينمائية وكنت دقيقاً في توثيق هذه الأعمال بما فيها تاريخ عرضها باليوم والشهر والسنة ودار العرض وتوثيق كل المعلومات الخاصة بالفيلم أما الأفلام المنتجة قبل هذا التاريخ فقد استعنت بالصحف والمجلات القديمة وبالفنانين العاملين في تلك الأفلام كما كنت أبحث في الاسواق والمكتبات القديمة عن بوسترات وفولدرات هذه الأفلام من أجل أن يصبح لي أرشيف دقيق ومتكامل عن السينما العراقية.

 وهل كانت الفوضى والسرقة التي تعرضت لها هذه الوثائق خلال أحداث عام 2003 قد أثّرت على ذلك؟

- كما سبق وقلت لك إن دائرة السينما والمسرح لم يكن لها أرشيف وثائقي وصوري لمعظم الإنتاج السينمائي العراقي قبل عام 2003 لكن كان هناك أرشيف للأفلام العراقية وقد سرق معظمه وللأسف فقدت الكثير من الأفلام العراقية وتمّ استرجاع بعضها.

 إين تكمن صعوبة هذا العمل؟

- لمتابعة الحركة السينمائية في العراق بشكل دقيق عليك أن تتابع كل ماينتج وكل نشاط سينمائي في كل محافظات العراق واقليم كردستان وسينمائيي المهجر وهذا ما أفعله لوحدي من أجل أن أصدِر دليلاً سنوياً للسينما العراقية ,, إنها متابعة يومية للنشاطات والمهرجانات والعروض وكل الأفلام الطويلة والقصيرة !!

هناك أيضاً أفلام ومهرجانات لكليات ومعاهد السينما في العراق عليك متابعتها ورصدها وتوثيقها , أحياناً أشعر بالتعب الشديد من كثرة المتابعة وأفكر مع نفسي أن أترك هذا الموضوع نهائياً فلاأحد يتعاون معك وحين تنهي كتابك السنوي والمفروض أن تتبناه وزارة الثقافة وتطبعه طباعة راقية ومناسبة لانه دليل سنوي للسينما العراقية لا أحد يطبعه لك بحجة عدم وجود تخصيص مالي مما يضطرني أحياناً الى طبعه بمساعدة بعض المهتمين ومنهم زيد فاضل مدير شركة السينما العراقية .

 ومدى الصعوبة في ذلك؟

- تتطلب التواصل بشكل يومي مع كل ما يخص السينما العراقية من أفلام ومهرجانات وإصدارات وعروض، وهو بلا شك عمل مؤسساتي لكن في ظل عدم اهتمام المؤسسات السينمائية بهذا الموضوع ولكي لا يضيع تاريخ السينما العراقية أخذت على عاتقي الاهتمام بتوثيق نشاط السينما العراقية لكي يكون مرجعاً سنوياً لكل من يهتم بالسينما العراقية ونشاطها وتاريخها

 إن كان لك تصور لحفظ الوثائق وخاصة الفنية في العراق .. فما الذي تقترحه للمؤسسات الثقافية في هذا المجال؟

- كل مؤسسة ثقافية متخصصة سواء في الأدب أو المسرح أو الموسيقى أو المسرح أو السينما يجب أن يكون لها قسم أو شعبة للتوثيق توثق كل صغيرة او كبيرة ,, في السينما على سبيل المثال يجب أن تكون هناك ملفات كاملة لكل الأفلام السينمائية العراقية , ملفات صورية ووثائقية تشمل كل مايكتب ويقال عن أي فيلم وتوثيق عروضه ومشاركاته الداخلية والخارجية والجوائز التي يحصل عليها ,, وهذا يشمل الأفلام التي ينتجها عراقيو المهجر واقليم كردستان وكل المحافظات العراقية والمؤسسات الفنية وهذا القسم أو الشعبة لا يحتاج الى موظفين عاديين بل موظفون ذو خبرة ووعي بهذا الموضوع كونه موضوعاً مهماً يتعلق بتاريخ الدولة الفني والثقافي.

 آخر ماصدر لك هو كتابك (أفلامنا العراقية 1946-2020)) الذي يقدم مسحاً تاريخياً لجميع الأفلام العراقية راصداً تاريخ السينما في العراق ماذا تقول عنه؟

- حاولت في هذا الدليل السنوي، الذي أصدرته بأجزاء منذ عام 2013، أن أوثّق كلّ شؤون السينما في العراق، المفارقة أنّ كتبي هذه لم يُحتَفَظ بنسخ منها في مكتبة دائرة السينما والمسرح، بينما طلب بعض أساتذة كلية الفنون، مجموعة منها لإيداعها في مكتبتها.

ورغم الكثير من الاصدارات عن السينما العراقية إلا أن هذا الكتاب يمتلك أهمية خاصة أنّه كان منذ سنوات حلم لي، إذ رغبتُ دائماً في إصدار موسوعة ملوّنة وشاملة بالمعلومات والصُوَر المتعلّقة بالأفلام العراقية في كتابٍ ذي حجمٍ كبير، وفي أن تكون هناك ترجمة إنكليزية مع كلّ فيلم، ليكون الكتاب مرجعاً لكلّ مهتمّ بالسينما العراقية، خصوصاً أنّي أترجم عن الإنكليزية وإليها أيضاً. لكن، كان يمكن أن يكون حلمي أكبر، لو تضمّن الكتاب ترجمةً كردية، لا سيما أنّ نحو 40 في المائة من الإنتاج السينمائي العراقي حاصلٌ في إقليم كردستان العراق، باللغة الكردية.

 هل تعرضت لمصاعب في عملك هذا ؟

- ما أسعى إليه تعترضه مصاعب كثيرة، فمهمّته تتطلّب تواصلاً يومياً مع كلّ ما يخصّ السينما العراقية، أفلاماً ومهرجانات وإصدارات وعروضاً. هذا عمل مؤسّساتي، وليس عمل فرد واحد. وأنّ لا أحد يعرف صعوبة إصدار مثل هذه الوثائق إلّا من مارس المهمّة، واختبر حجم الصعوبات، في ظلّ عدم وجود وثائق وأرشيف يُمكن اللجوء إليه. لذلك، كان الاعتماد على جهودٍ شخصية، علماً أنّ بعض الأفلام لا صُوَر منها ولا أخبار عنها على الإنترنت أو في أرشيف الدوائر المختصّة، أو لدى من أنتجها وعمل فيها.

كما أنّ أفلاماً أخرى مُنعت لأسبابٍ سياسية، واختفت نسخ أخرى، وبعضها لم يكتمل تصويره، أو لم يكن جاهزاً للعرض لأسباب مختلفة، منها إنتاجية، وخلافات شخصية، وسياسية أحياناً. بالإضافة إلى أنّ هناك أفلاماً مفقودة، رغم عرضها في صالات السينما البغدادية. كلّ محاولات البحث عن نسخ من تلك الأفلام المفقودة باءت بالفشل. هذا البحث "بدأ قبل أكثر من 30 عاماً، أيام نشاط خميس الفيلم العراقي، النشاط الثقافي الذي كانت تُقيمه دائرة السينما والمسرح، ومنها: وردة، وأدّبته الحياة، وأبو هيلة، وإرادة شعب، ويد القدر، وطاهر وزهرة، وغيرها". يتابع: "هناك فيلمان أُنتجا بالاشتراك مع مصر: ابن الشرق، والقاهرة بغداد، اللذان بحثتُ عنهما في مصر أيضاً، ولم نعثر على أيّ نسخة منهما".

وقد حاولت فيه جمع النتاج السينمائي العراقي الطويل منذ عام 1946 (سنة إنتاج أول فيلم عراقي) إلى اليوم، ومن بينها أفلامٌ "تنتظر عرضها بعد الانتهاء من الإجراءات المفروضة بسبب كورونا".

 إلى مَن لجأت في تجاوز هذه المعوقات؟

- حاولت إعطاء معلومات تفصيلية، وبعضها خافٍ عن الجمهور: واهتممْتُ أيضاً بذكر أسماء جميع أعضاء فرق العمل لكلّ فيلم، ولم أقتصر على اسم المخرج أو البطل أو المُصوّر أو المونتير مثلاً، بل ذكرتُ أسماء مديري الإنتاج ومهندسي الصوت ومُصمّمي المكياج أيضاً، إلى تفاصيل كثيرة أخرى. أما الممثلون، فحاولت عدم إغفال اسم أيّ منهم، وإن يكن عددهم كبيراً جداً في الفيلم الواحد.

 وماهي المصادر التي اعتمدتها؟

- اعتمدت على الكثير من المصادر لإنجاز هذا الكتاب، منها: مُشاهدات عامّة، وأخرى خاصة عند مَن توجد الأفلام عنده، وملصقات وملفات تحتوي على أسماء العاملين في الأفلام. وأذكر أن الكتاب مطبوعٌ بجهدِ شخصي مثل الكثير من النشاطات التي اقوم بها في مجال التوثيق والارشفة، واستعنت بمساعدة "نقابة فناني العراق"، وكذلك مهتمّين بالسينما ومحبّيها.

 ما رأيك إذاً بشُح الكتاب السينمائي في إطار صناعة الكتاب عندنا في العراق؟

- إنّ صناعة الكتاب في الوقت الحاضر، خصوصاً الكتاب السينمائي، تعاني صعوبات عديدة، تحديداً في مسألة النشر: "الدوائر الفنية والسينمائية مُفلسةٌ منذ أعوام، فلا يُطبع أي كتاب سينمائي". أشار إلى تجربة شخصية له مع إدارة مؤسّسة اعتذرت عن طبع سلسلة كتب سنوية أعدّها عن السينما، لعدم وجود مخصّصات مادية: "أما إذا أرسلت كتابك الى "دار الشؤون الثقافية" (دار رسمية)، فعليك أن تنساه، وتنتظر أعواماً، وإذا كان كتاباً من هذه السلسلة يتعلّق بالسينما العراقية، فهذا يعني موت قيمة الكتاب الذي يجب أنْ يصدر في الوقت المحدّد له، لذا، لم يصدر في العراق سوى 6 كتب سينمائية، طبعها مؤلّفوها على نفقتهم".

 هل تحدثنا عن جيلك من النقاد والباحثين في السينما العراقية؟

- حين كنت مسؤول صفحة سينما في جريدة الجمهورية كان هناك ناقد سينمائي في كل صحيفة مثلاً كان الصديق علاء المفرجي مسؤول صفحة السينما في جريدة الثورة والصديق صفاء صنكور في صحيفة القادسية والمرحوم سالم العزاوي في صحيفة العراق والمرحوم سامي محمد في مجلة ألف باء وكانت هذه الصفحات في ذلك الوقت مقروءة وتصلها عشرات الرسائل من المتابعين وكانت تربط بين هؤلاء النقاد علاقات طيبة يتبادلون دائما الآراء والمناقشات.. ولا ننسى بالطبع الأستاذ الذين عملوا في هذا المجال قبلنا، مثل رضا الطيار، وقاسم عبد الأمير عجام.

 كيف ترى المشهد السينمائي الآن في العراق ؟

- في ظل التطور التقني ( الانترنت ) وفي ظل توفر أحدث الأعمال الكترونياً ازداد حجم النقد السينمائي وبدأ اكاديميون وأساتذة سينما يمارسون النقد السينمائي وهناك اسماء تمارس النقد السينمائي بشكل مستمر واعتذر عن ذكر الاسماء كي لا انسى احدا..

وأود أن اشير في هذا المجال الى الدور المهم الذي لعبه شباب السينما في العراق، حيث كان لهم السبق في دفع عجلة السينما العراقية بعد عام 2003 واستطاعوا أن يصلوا بأفلامهم الى مصافي المهرجانات الدولية بل والحصول على جوائز مهمة في هذا المجال.

 ماذا تقترح للسينماتيك العراقية أو ما العمل الذي تراه مناسباً لحفظ أرشيف السينما العراقية ؟

- أول شيء انشاء سينماتيك عراقي بادارة ناس محترفة وكفوءة وثانياً التعاون مع جهات طلبت سابقاً إحياء الافلام العراقية التعبانة وتصليحها مثل السينماتيك الفرنسي أو الالماني اللذان عرضا على دائرة السينما والمسرح سابقاً ، ولم يتم الاستجابة لمبادرتهما التي طرحت عن طريق عراقيين في فرنسا والمانيا ,,علما أن ترميم الأفلام يتم بمبالغ رمزية غير صعبة بل أن السينماتيك الفرنسي طرح الترميم مجاناً مقابل نسخة من الفلم تكون محفوظة لديهم ,, كما أن الكثير من الأفلام مفقودة حالياً وتحتاج الى عملية بحث دقيقة كما يجب الاحتفاظ بنسخ من الأفلام التي انتجت في إقليم كردستان العراق وكذلك الأفلام التي انتجت في المهجر .

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top