محاولة اعتقال  أسرة القتل  فـي البصرة تنتهي  بمواجهات مسلحة!

محاولة اعتقال أسرة القتل فـي البصرة تنتهي بمواجهات مسلحة!

 بغداد/ تميم الحسن

تدير عائلة سلسلة اغتيالات في البصرة بدأت تتصاعد منذ انطلاق حركة احتجاج تشرين قبل اكثر من عام. وظهر اسم العائلة بعد عدة اشهر من التحقيقات مع اشخاص متورطين في حوادث الاغتيال يتبعون فصائل مسلحة معروفة.

وكشفت ليلة الاشتباكات الاخيرة في القصور الرئاسية بالبصرة عن نفوذ تلك الفصائل في المدينة الغنية بالنفط وهشاشة الامن. ويعتقد مسؤولون ان عمليات التحقيق التي اعلنت عنها الحكومة عقب الحادث لن تأتي بنتائج لان الجناة تحت حماية الجماعات المسلحة. وكانت الحكومة قد اعتقلت قبل عدة اشهر مجموعة من المتهمين في البصرة بعمليات الاغتيال، لكن الجزء الاكبر منهم كان قد هرب.

ويقول مصدر سياسي في البصرة لـ(المدى) ان "صباح الوافي، وشقيقه بشير الوافي، ووالدهم المدعو ابو بشير هم المتهمون الرئيسون في قضايا الاغتيال في البصرة". ومنذ تشرين 2019 تصاعدت الاغتيالات في البصرة، حيث طالت ناشطين وصحفيين، لكن هذه المجموعة متهمة ايضا بحوادث اغتيال تعود لسنوات سابقة.

ويشير المصدر الى ان هؤلاء الثلاثة يتبعون لاحد الفصائل المعروفة في البصرة – لم يذكر اسمها- "وهو من اعتدى على القوات الامنية في القصور الرئاسية".

مهاجمة الصقور

ووجَّه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الخميس الماضي، بإرسال لجنة تحقيقية لمعرفة ملابسات الأحداث التي حصلت في محافظة البصرة في الليلة التي سبقتها. وذكر بيان لخلية الإعلام الأمني أن "القائد العام للقوات المسلحة، وجَّه بإرسال لجنة تحقيقية لمعرفة ملابسات الأحداث التي حصلت في محافظة البصرة الليلة الماضية في مجمع القصور في هذه المحافظة ومعرفة المقصرين، لغرض اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم".

وبحسب المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه ان "الفصيل المسلح الذي تنتمي اليه هذه العائلة هاجم خلية الصقور في القصور الرئاسية في البصرة بعد محاولة اعتقال صباح الوافي".

وبحسب تسريبات ان الوافي تابع لعصائب اهل الحق، لكن لم يصدر من الحكومة او العصائب التي يتزعمها قيس الخزعلي اي تعقيب حول هذه الاتهامات حتى الان.

ووفق التسريبات ان ليلة الاربعاء الماضي، داهمت الاستخبارات ووفق مذكرة اعتقال، مقر ومنزل مسؤول الدعم اللوجستي في العصائب المدعو (حجي صباح الوافي). وعلى اثر تلك المداهمة التي انتهت بدون اعتقال "الوافي" لانه كان غير موجود، ذهبت فصائل من العصائب ومجاميع اخرى تابعة للحشد الى مقر خلية الصقور الاستخبارية في منطقة البراضعية وقامت بتطويق المكان ومهاجمة المقر بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة لمدة نحو 20 دقيقة. واغلق المسلحون المنطقة التي تقع فيها القصور الرئاسية، وتسببت الاشتباكات باضرار في أربع عجلات تابعة لخلية الصقور دون تسجيل خسائر بشرية.

بحسب مقطع فيديو، نشر على منصات التواصل الاجتماعي، يظهر عناصر مسلحة تطلق النار فيما تحاول القوات الأمنية منعها من اقتحام مقر خلية الصقور. وبعد ساعات من الحادث، أصدر الكاظمي قراراً بإقالة قائد عمليات البصرة اللواء الركن أكرم صدام، وتعيين علي الماجدي قائد الفرقة 17، بدلاً عنه.

عصابة الموت

وتداولت اثناء الحادث انباء عن ان مذكرات القاء القبض كانت ضد عدد من المتهمين، من بينهم والد صباح الوافي، المدعو ابو بشير، والذي تشير التسريبات الى انه رهن الاعتقال الآن.

وظهر اسم "الوافي" في شباط الماضي، حيث كان بشير الوافي احد المتهمين الهاربين من ضمن مجموعة كبيرة اعتقلت في ذلك الوقت في البصرة، اطلقت عليها الحكومة اسم "عصابة الموت". ووفق المصدر ان "التحقيقات مع المعتقلين قد اوصلت السلطات الى اسماء المتهمين والتي كانت تحت اشراف مسؤول الاستخبارات في الداخلية احمد ابو رغيف". وكشفت (المدى) في شباط الماضي، عن وجود ابو رغيف في البصرة عقب ليلة اعلان اعتقال "عصابة الموت".

وابو رغيف هو رئيس لجنة مكافحة الفساد التي شكلها رئيس الوزراء في ايلول الماضي، وتعتقل الآن المئات من المسؤولين، كما عين ابو رغيف في مطلع العام الحالي، وكيلا لاستخبارات الداخلية عقب موجة من التغييرات الامنية بعد تفجير ساحة الطيران.

ووفق المصادر القريبة من عمليات البصرة ان المجموعة التي تم اعتقالها في شمالي البصرة حينها، مكونة من اكثر من 10 اشخاص، لكن قد تم تهريب اكثر من نصفهم الى خارج البلاد عن طريق حزب سياسي. وبحسب التسريبات آنذاك ان العصابة تتكون من كل من عقيل هادي وهيب شكري، وهو موظف في شركة نفط البصرة، وحمزة كاظم خضير خالد العيداني ويعمل كمفوض في الشرطة القضائية في البصرة، وخلف أسعد خلف منصور اللامي وهو طالب في كلية القانون جامعة البصرة، وحيدر فاضل عبد جبر الربيعي ويعمل كمدير شركة التطوير الفني للمقاولات.

وأشارت التسريبات التي وصلت الى (المدى) الى ان المتهمين اعترفوا بانتمائهم الى مجموعة اجرامية خارجة عن القانون يترأسها المتهم الهارب المدعو احمد عبد الكريم ضمد (احمد طويسة وهو قائد العصابة)، ويمتلك اجازة استثمارية في ميناء ام قصر ولديه ثروة طائلة.

كما تضم المجموعة متهمين آخرين هاربين وهم كل من خلف ابو سجاد، سيد علاء الغالبي، وعباس هاشم، وحيدر شمبوصة، واحمد عودة، وبشير الوافي.

واتهمت المجموعة باغتيال مدير التجاوزات في البصرة مكي التميمي في منطقة الحكيمية، واغتيال الناشط مجتبى احمد جاسم الملقب (مجتبى الزاجل) في منطقة الهندية، بالاضافة الى اغتيال جنان ماذي شمخي الملقبة ام جنات (مسؤولة منظمات مجتمع مدني).

كما ان العصابة متهمة باغتيال الصحفيين احمد عبد الصمد وصفاء غالي في منطقة الشمشومية والهجوم على دار محافظ البصرة أسعد العيداني في منطقة مناوي باشا والهجوم على دار وميض العيداني شقيق المحافظ في منطقة التحسينية وضرب دار المدعو حاتم محسن هامل الدراجي مدير شركة النرجس، وهو مقاول معروف في محافظة البصرة.

ايضا المجموعة متهمة بمحاولة اغتيال المقدم مثنى عدنان عبد الكريم، منتسب في مديرية استخبارات البصرة واصيب على اثرها بعدة اطلاقات نارية في جسده، فضلا عن تفجير عبوة ناسفة على دار المقدم مصطفى عباس، المنتسب في استخبارات البصرة واصابته بجروح مع اضرار مادية في داره.

كذلك المجموعة متهمة بقتل محافظ البصرة الأسبق محمد مصبح الوائلي، بحسب ما أعلن شقيقه، الذي اكد ان المجموعة التي تم اعتقالها "تضم عناصر تابعين لكتائب حزب الله"، وان الهاربين من العصابة "لجأوا الى مقر هيئة الحشد الشعبي في البصرة".

ويقول المصدر السياسي في البصرة ان "التحقيقات الحكومية لن تصل الى نتائج لأن المتهمين محميين من جماعات مسلحة في البصرة"، مشيرا الى ان تلك الجماعات "هي المسيطرة على الأرض".

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top