 بغداد/ تميم الحسن

انتقد ناشطون في كربلاء تشكيل اكثر من لجنة تحقيق في قضية مقتل الناشط ايهاب الوزني، بينما هناك مؤشرات عن تورط قيادي في احد الفصائل بالحادث. وظهر بحسب تحقيقات اولية، وجود متابعة دقيقة لتحركات الوزني قبل ايام من اغتياله، كما اعد مسرح الجريمة بشكل دقيق قبل تنفيذ الهجوم.

ويتنقل ناشطون من مكان لآخر منذ اكثر من اسبوع هربا من ملاحقة مسلحين مدنيين، بتهمة احراق القنصلية الايرانية في المدينة.

وهتف متظاهرون مساء الاثنين الماضي، في شوارع كربلاء ضد ايران، في مسيرة مطالبة بالكشف عن قتلة الوزني، أحد أبرز وجوه الحراك الذي اغتيل في المدينة الأسبوع الماضي.

وصاح محتجون يحملون صورة الوزني في التظاهرة: "إيهاب أشرف من طهران"، بعد اسبوع من حرق جزء من مبنى القنصلية الايرانية في كربلاء.

ووفق مصادر امنية في كربلاء ان "التحقيقات الاولية تشير الى احتمال تورط فصيل مسلح – لم يذكر اسمه- تابع لطهران في عملية الاغتيال".

وأعلنت محافظة كربلاء، الاربعاء، تشكيل لجنتين تحقيقيتين لمعرفة الجهات التي اغتالت الناشطين، إحداهما بأمر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.

ملابسات الحادث

وتشير المصادر في حديث لـ(المدى) الى ان "حادثة الاغتيال جرت امام منزل قيادي كبير في احد الفصائل"، مبينا ان مقطع الفيديو الذي انتشر عن الحادث كان مسجل من "كاميرات المنزل".

وأظهرت لقطات بالابيض والاسود من كاميرا مراقبة اقتراب مسلح على دراجة نارية من سيارة الوزني. توقف عند نافذة السائق وأطلق النار على الناشط ثم هرب في الظلام.

وتتابع المصادر انه "جرى سحب عناصر الحماية المتواجدة منذ سنوات في الشارع الذي يسكن فيه القيادي في احد الفصائل قبل يوم واحد من الحادث".

كما تؤكد المصادر ان "تلك الحمايات افتعلت مشكلة مع الوزني قرب داره، قبل 3 ايام من الاغتيال وقامت بسحب مسدسه المرخص".

ويتهم ناشطون منذ اكثر من عام، فصائل مسلحة وأحزاب بالتورط في قتل المحتجين، فيما تعجز الحكومة عن اعتقالهم حتى الان.

وهاجمت فصائل مسلحة الاسبوع الماضي، خلية الصقور الاستخبارية في البصرة على خلفية محاولة اعتقال احد قيادات الفصيل المتهم باغتيال ناشطين في المدينة.

لجنتان بدل واحدة !

وقال محافظ كربلاء نصيف جاسم الخطابي في تصريح للصحيفة الرسمية امس الاربعاء، إن "المحافظة تسعى بكل جهد في متابعة نتائج التحقيق الذي تقوم به اللجنة الخاصة بجريمة اغتيال الناشط المدني ايهاب الوزني، والنشطاء الاخرين الذين تم اغتيالهم ومن بينهم الروائي علاء مشذوب وفاهم الطائي".

وأضاف الخطابي، أن "لجنة اخرى شكلت بأمر من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، وسنقدم لها الدعم الكامل للوصول الى الجناة"، مؤكدا وجود تعاون كبير بين اللجنتين.

وكان فاهم الطائي، وهو ناشط في كربلاء، قتل بـ"سيناريو" مشابه لمقتل الوزني في 2019، بواسطة مسلحين يستقلان دراجة نارية.

كذلك قتل الخبير الامني هشام الهاشمي، في تموز الماضي، عن طريق دراجة نارية كانت تراقبه، واطلق عليه مسلح النار فور وقوف سيارته امام داره شرقي بغداد.

وقال ضياء الهندي، وهو ناشط في كربلاء لـ(المدى) ان "السلطات في العراق اعتادت حين تريد المماطلة في اي قضية ان تشكل لجانا".

ومنذ حكومة عادل عبد المهدي التي اطاحت بها تظاهرات تشرين نهاية 2019، شكلت 11 لجنة للتحقيق بحوادث قتل جماعي للمتظاهرين، واكثر من 20 اخرى لعمليات اغتيالات فردية، مشتركة بين البرلمان والحكومة، دون ان تظهر نتائج واضحة.

ووفق الأرقام الرسمية، قتل نحو 600 شخص وأصيب 30 ألفا، غالبيتهم الساحقة من المتظاهرين منذ الأول من تشرين الاول 2019، الى جانب العشرات من المفقودين، فيما لاتزال محاولات قتل الناشطين مستمرة في البلاد.

تصعيد وملاحقات

وحذر الهندي من تصعيد الاحتجاجات في حال استمرار "التسويف في قضية كشف قتلة المتظاهرين".

وحدد ناشطون في عدة محافظات مسيرات "زحف الى بغداد" في 25 أيار الحالي، لمساندة المطالبين بالكشف عن قتلة الوزني وباقي زملائه.

ويشير الناشط الكربلائي الى "وجود نحو 10 ناشطين في المدينة يتنقلون منذ نحو اسبوع بسبب تهم باطلة بمسؤوليتهم عن حرق القنصلية الايرانية".

وقالت قيادة شرطة كربلاء، ان ما يتم تناوله عن صدور أوامر للقوات الأمنية باعتقال الناشطين الذين يقومون بتنظيم التظاهرات وتوزيع اليافطات والصور في المحافظة للمطالبة "بدم الشهيد ايهاب الوزني عارية عن الصحة".

وبدأ ناشطون في كربلاء بتعليق "100 بوستر" في المدينة يحمل صور الوزني وفاهم الطائي كتب عليه: "من قتلني"؟ فيما تضامنت عوائل شهداء آخرين مع الحملة.

لكن الهندي يقول انه لا يعرف هوية الجهات التي تلاحق الناشطين، مضيفا انهم "مسلحون ولكن يرتدون ازياء مدنية".