الأولمبي يستحق خبرة جمال.. وحمد فخر تاريخه بدورة أثينا
متابعة : إياد الصالحي
أقتربت اللجنة الفنية في الهيئة التطبيعية لاتحاد كرة القدم من حسم اختيار مدرب المنتخب الأولمبي لكرة القدم بين جنسيات أجنبية عدّة، ترشّحت وفقاً لسيرها الذاتية، للعمل مع لاعبي المنتخب تحت 23 عاماً،
حيث تنتظره مهمّة قارية صعبة خلال التصفيات المحدّدة للفترة من الثالث والعشرين ولغاية الحادي والثلاثين من شهر تشرين الأول المقبل برسم التأهّل الى نهائيات النسخة الخامسة لكأس آسيا للفئة ذاتها التي تحتضنها أوزبكستان عام 2022. وواجهت اللجنة الفنية للهيئة التطبيعية برئاسة د.شامل كامل انتقادات عنيفة بخصوص توجّهها لاستقطاب أحد الاسماء التدريبية الإسبانية أو الهولندية أو الإنكليزية التي تتميّزُ ملاكاتها الوطنية بالنجاح مع الفئات العمرية في ضوء نتائج بطولات أوروبا والمونديال، ومساهمتها بدفع أكثر من نجم أحتلّ مواقع متقدّمة في لائحة أفضل لاعبي القارة والعالم خلال السنين الماضية، وعزا منتقدو التطبيعية – هُم مدربون سابقون للفئة ذاتها - موقفهم المُضاد بعدم استحقاق المدرب الأجنبي الأموال الطائلة، وأنهم يمتلكون تاريخاً مشرّفاً مع الناشئين والشباب والأولمبي بخبرة لا يعوزها غير ثقة مسؤولي اللعبة وتهيئة الدعم اللازم لهم.
سبق إعلان التطبيعية عن هوية المدرب الأجنبي، اتخاذها قرار ترحيل منتخبات الأشبال والناشئين والشباب الى فئات متقدّمة، تطابقاً مع أعمار لاعبيها لتمثيل المنتخب المناسب، وكان من بين مُفارقات الترحيل أن مدرب منتخب الشباب قحطان جثير المدرب الوحيد بين أفراد الملاك الفني لمنتخبه، الذي أمضى معه خمس سنوات، سيعمل مع المدرب الأجنبي، الأمر الذي رفضه جثير وعدّهُ غير مُكافىء لما بذلهُ من جهودٍ استحقّ عليها تثبيته كمدرب أول مع تلاميذه المُرحّلين، ما يضع موقفه هذا الهيئة التطبيعية أمام مسؤولية اختيار ملاك وطني مُساعد بوقتٍ مبكّر قبيل وصول المدرب الفني الأول.
نموجان صالحان
خيارات كثيرة أمام اللجنة الفنية في الهيئة التطبيعية للتأنّي في اختيار المدربين المؤهّلين للنجاح مع الأولمبي، ويقف جمال علي وعباس عبيد لا الحصر، من بين أبرز المدرّبين في الوقت الحاضر الذين لفتوا الأنظار الى سلوكهم أو نتائجهم أو علاقاتهم مع عدد كبير من أقرانهم، ويُمكن لجمال وعباس أن يأخذا دورهما في هذه المرحلة تتويجاً لمشوار طويل من اللعب والتدريب لأندية ومنتخبات كانا يمثلان نموذجين صالحين للقدوة في الملاعب بشهادة الإعلام والمُحللين والجمهور، ومن حُسن الحظ إنهما عملاً معاً ويتّسمان بانسجام تام يمكن أن ينعكس تأثيره الإيجابي على تحفيز لاعبي الأولمبي لتقديم الأداء بقيادة الخبرة الأجنبية.
استعداد مبكّر
لماذا العُجالة في تسمية جمال وعباس، أو ما ترتأي اللجنة الفنية اختياره غيرهما؟ أن جميع منتخبات آسيا أخذت بالاستعداد لتصفيات تشرين الأول، ودشّنت معسكرات تمهيدية وحدّدت مباريات ودية ونسّقت لتنظيم تجمّعات ثلاثية ورباعية مع منتخبات قريبة من المنطقة، لاختيار جاهزية لاعبيها في برنامج موقّت تصاعدياً (بدني وتكتيكي) للأشهر الأربعة المتبقية التي تمرّ بسرعة وسط التزامات اتحاداتها بمواعيد رسمية محلية وخارجية، وهو ما ينبغي تداركه هنا لجمع لاعبي الأولمبي وتهيئة مستلزمات إنجاح تحضيرهم مع المدربين المساعدين الوطنيين قُبيل مباشرة المدير الفني الأجنبي عمله الرسمي.
التجربة المركّبة
إن تجربة المنتخب الأولمبي في منهج اتحادات الكرة لدول قطر والبحرين وإيران تستحق الدراسة والعمل بأطُرها العامة من ناحية الوقت والمهمّة المركّبة، فالإسباني فيليكس سانشيز استعانت به أكاديمية أسباير عام 2006 لتطوير الفئات العمرية، ونال الثقة ليكون المدرب الأول عام 2013 مع واجبات مُهمّة للمنتخب الأولمبي، وأثمرتْ جهوده عن إهداء "العنابي" لقب كأس آسيا للمرة الأولى عام 2019 في الإمارات مع أغلب العناصر التي رعاها في الأكاديمية قبل ثلاثة عشر عاماً! ونجح الاتحاد البحريني عندما استقطب البرتغالي هيليو سوزا في آذار 2019 صاحب السيرة اللافتة مع منتخب بلاده تحت 18 عاماً قبل تسع سنوات، وخلال عام واحد خطف لقبي كأس غربي آسيا التاسعة في العراق وكأس الخليج الرابعة والعشرين في قطر، وينافس بقوة في المجموعة الثالثة لتصفيات مونديال 2022، ويشرف على استحقاق الأولمبي البحريني، ويعمد الى إقامة مواعيد معسكراته التدريبية مُقاربة من معسكرات المنتخب الأول لتحقيق الفائدة الفنية المشتركة، أما الكرواتي برانكو إيفانكوفيتش صاحب التجربة الرائعة مع الاتحاد الإيراني الذي تعاقد معه عام 2001 لتدريب منتخب تحت 23 عاماً فقد خطف له الميدالية الذهبية في دورة بوسان للألعاب الآسيوية 2002 كوريا الجنوبية، وبعد عام قاد المنتخب الأول لغاية عام 2006 محققاً له إنجاز التأهيل الى كأس العالم، وتولى قيادته في المجموعة الرابعة أمام البرتغال والمكسيك وأنغولا، ألا تستحق هذه التجارب من الاتحاد العراقي الجديد النظر فيها وتنفيذها ضمن أجندته.
حمد .. وحكيم
وحتى يستقر وضع المنتخب الأولمبي مع مدرب أجنبي يعرف أسرار مدّيات التواصل معه، ويحقق تجربة يُحتذى بها من دون مشاكل تدفعه لحجز تذكرة الوداع عقب تصفيات تشرين الأول المقبل، فإن تاريخ المنتخب الأولمبي ما بعد 2003 يفتخر بتجربتين إحداهما عالمية للمدرب عدنان حمد يوم قاد لاعبيه في أسوأ ظرف مرّ به العراق إبان الاحتلال الأميركي، وخاض تصفيات أولمبياد أثينا 2004 وتأهّل وقدّم أجمل مبارياته أمام البرتغال وهزمها بأربعة أهداف مقابل هدفين، وأبكى فتاها المُدلل كريستيانو رونالدو الذي أغاضته النتيجة وسرقة يونس محمود الأضواء منه وسدّد بالكوع ضربة لوجهه تسبّبت بنزف الدم تحت عينه! وواصل الأولمبي مسيرته حتى نال المركز الرابع في الدورة بعد الخسارة من أيطاليا بهدف ألبيرتو جيلاردينو (المساهم بفوز منتخب أيطاليا بمونديال 2006) وبذلك حقّق حمد أفضل نتيجة يفخر بها تاريخنا الأولمبي. أما المدرب حكيم شاكر فقد جاء بالمركز الأول في أول نسخة آسيوية لبطولة تحت 23 عاماً ضيّفتها عُمان عام 2014 بعد فوزه على السعودية بهدف مهند عبدالرحيم، ولم يفلح المدرب عبدالغني شهد في تحقيق نتيجة تُذكر له وللأولمبي في دورة أولمبياد ريو دي جانيرو عام 2016 برغم جهوده المقدّرة والأداء القتالي الذي ظهر عليه لاعبو المنتخب أمام البرازيل وأجبروا رفاق النجم الكبير نيمار دا سيلفا على التصفيق لهم بعد تعادل سلبي بطعم الفوز للعراق.
اترك تعليقك