TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: الزبيدي وعقدة العرب

العمود الثامن: الزبيدي وعقدة العرب

نشر في: 30 مايو, 2021: 10:32 م

 علي حسين

أضحك كلما أقرأ تصريحاً لصاحب الوزارات الثلاث باقر جبر الزبيدي، ففي كل مرة يريد الزبيدي أن يقول لنا إنه المنقذ الوحيد الذي سينتشل البلاد من كل أزماتها! ففي واحدة من حواراته التلفزيونية صرخ في وجه مقدم البرنامج قائلاً:

"كنت وما زلت وسأبقى أعتقد أنني الأقدر على إدارة الدولة وحل كل مشاكلها، لكنني لن أسعى وراء المنصب"، ولم يتركنا السيد النائب نحل لغز عدم سعيه للمنصب وهو الذي حصل على ثلاث وزارات متتالية "الإسكان" و"الداخلية " و"المالية"، وفي احدى المرات قرر أن يصبح وزيراً للنقل بالوكالة، وهو في كل مرة يجلس فيها على كرسي الوزارة يقول لنا أن المناصب التي يتولاها كانت وما تزال مجرد "تكليف" لا علاقة له بالمحاصصة، ولا بتوزيع المناصب وإنما هو يصرّ على تولي المنصب لأن ذلك تكليف لن يسعى إليه، وما يقوم به إنما هبة ينعم بها على العراقيين وعليهم الحمد والشكر على هذه النعمة، وكان باقر جبر الزبيدي وبشطارته يعتقد أنه وضع يده على أصل المشكلة، ما يجري هو محاولة لتقسيم العراق: "أتحدث عن معلومات مهمة أن مؤامرة خلف الباب تستهدف إحياء مشروع تقسيم العراق"، ولا أعرف عن أيّ وطن يتحدث السيد الزبيدي، وهو الذي كلما واجهت حزبه "المجلس الأعلى" مشكلة يذهب إلى الجارة إيران يطلب الرأي ويتلقى الأمر، وعلينا أن لا ننسى الأخوة في الكتلة التركمانية الذين لا يعجبهم الاجتماع إلا في حضرة أردوغان.

المشاهد التمثيلية التي يقوم بها الزبيدي بين الفترة والأخرى تحولت هذه المرة صوب بلاد العرب، فمرة يخبرنا أن هناك مؤامرة لوضع سيسي عراقي على رأس السلطة في العراق، متباكياً على ما جرى للأخوان المسلمين في مصر لأنهم أرادوا تحرير فلسطين!!. ومرة أخرى يتهم السعودية بأنها تريد الاستيلاء على أراضي عراقية لأنها قدمت عدداً من المشاريع الاستثمارية في محافظة المثنى التي تعاني من ارتفاع نسبة الفقر ، إلا أن الزبيدي خرج مزمجراً وغاضباً واعتبر هذه الاستثمارات محاولة للاستيلاء على الاقتصاد العراقي.. وأخيراً طلع علينا ليقول أنه اكتشف المؤامرة على العراق التي تقودها الإمارات العربية، وعندما تسأله ما هي المؤامرة ؟، يقول وهو يتلمظ، أنها لقاحات كورونا التي أهدتها الإمارات إلى العراق..

في كل خطاب سياسي أسأل نفسي لماذا تزدهر مدن العالم، فيما تتراجع أقضية ونواحي تغفو بيوتها العتيقة على بحيرات من الثروة؟ لأن أحداً مثل الزبيدي لا يريد ان يعترف بفشله .. وينسى او يتناسى ان الامارات قامت باكبر حملة تلقيح لفايروس كورونا لعراقيين مهجرين يعيشون في الخيام وسط بلدهم . لم يسأل عنهم الزبيدي يوما ، وبالتاكيد لا يعرف الطريق الى خيمهم المتناثرة في بلاد الرافدين .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العراق إلى أين ؟؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

 علي حسين كان العراقي عصمت كتاني وهو يقف وسط قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، يشعرك بأنك ترى شيئا من تاريخ وخصائص العراق.. كان رجل الآفاق في الدبلوماسية وفي السياسة، حارساً لمصالح البلاد، وحين...
علي حسين

قناطر: بغداد؛ اشراقةُ كلِّ دجلةٍ وشمس

طالب عبد العزيز ما الذي نريده في بغداد؟ وما الذي نكرهه فيها؟ نحن القادمين اليها من الجنوب، لا نشبه أهلها إنما نشبه العرب المغرمين بها، لأنَّ بغداد لا تُكره، إذْ كلُّ ما فيها جميل...
طالب عبد العزيز

صوت العراق الخافت… أزمة دبلوماسية أم أزمة دولة؟

حسن الجنابي حصل انحسار وضعف في مؤسسات الدولة العراقية منذ التسعينات. وانكمشت مكانة العراق الدولية وتراجعت قدراته الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وانتهى الأمر بالاحتلال العسكري. اندفعت دول الإقليم لملء الفراغ في كواليس السياسة الدولية في...
حسن الجنابي

إدارة الاقتصاد العراقي: الحاجة الملحة لحكومة اقتصادية متخصصة

د. سهام يوسف بعد مصادقة المحكمة الأتحادية على نتائج الانتخابات الأخيرة، يقف العراق على أعتاب تشكيل حكومة جديدة. هذه الحكومة ستكون اختبارًا حقيقيًا لإصلاح الاقتصاد العراقي المتعثر، حيث تتوقف عليه قدرة البلاد على مواجهة...
سهام يوسف علي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram