العراق يستذكر مجزرة سبايكر: أول جريمة إبادة جماعية يقوم بها داعش في العراق

العراق يستذكر مجزرة سبايكر: أول جريمة إبادة جماعية يقوم بها داعش في العراق

 ترجمة/ حامد أحمد

قبل سبع سنوات مضت أقدم مسلحو تنظيم داعش على اختطاف أكثر من 1,700 شاب متدرب من منتسبي القوات الأمنية في قاعدة سبايكر بمدينة تكريت في صلاح الدين واقتادوهم أسرى واعدامهم في 12 حزيران 2014 بعد يوم واحد من سيطرتهم على مدينة الموصل.

المجزرة هذه التي أصبحت تعرف بمجزرة سبايكر كانت بمثابة أول مثال على وحشية الإبادة الجماعية لتنظيم داعش الإرهابي. حيث انه لم يسبق لاي تنظيم إرهابي آخر ان قام بمجزة على هذا النطاق، وهذه الجريمة توضح كيف ان داعش فاق في جرائمه تنظيم القاعدة الذي سبقه والذي نشأ منه.

وكانت تنظيمات إرهابية سبقته كتنظيم القاعدة قد نفذت هجمات بتفجيرات وتفجيرات انتحارية استهدفت فيها عراقيين من مختلف الطوائف من مسلمين ومسيحيين وايزيديين، ولكن هذه الجريمة كانت أكثر تعقيدا وأن الأشخاص الذين نفذت المجزرة بحقهم قد تم اختيارهم بعناية واقتيادهم على شكل طابور في المنطقة قبل إعدامهم.

كثير من الشباب المختطفين قد تم قتلهم في مكان واحد ورميهم في النهر مما حول ماء النهر المتدفق إلى أحمر بسبب الدماء. وفي حالات أخرى تم اقتياد آخرين الى الصحراء واعدامهم ببنادق رشاشة. وأقدم داعش بعد ذلك على تنفيذ نفس الشيء عند استهدافه لأبناء الطائفة الايزيدية وزادوا من بشاعة جريمتهم عبر بيع نساء وأطفال في سوق الرقيق للاستعباد الجنسي. وما يزال الآلاف من النساء والاطفال الايزيديين في عداد المفقودين.

استذكار ضحايا جريمة سبايكر تزداد تفاعلا سنة بعد أخرى ، فضلا عن القاء القبض على بعض المتورطين بالجريمة وإصدار أحكام بحقهم. اليوم يتبادل عراقيون عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر هاشتاغ تغريدات في ذكرى مجزرة سبايكر.

و استنادا لتقارير فان بقايا مئات من جثث الضحايا ما تزال مفقودة او غير موثقة. المجزرة بحق طلبة الكادر الأمني من المتدربين عملت على نهضة العراق لمقاومة داعش. المجتمع الدولي لم يفعل شيئا لمساعدة العراق على إيقاف المجزرة او إيقاف زحف داعش في حينها. ولكن بدلا من ذلك فان التنظيم استخدم وسائل التواصل لبث اشرطة فيديو توثق عملية قتل واعدام منتسبي قاعدة سبايكر.

اثناء تلك الأيام كان تنظيم داعش يستخدم وسائل التواصل الفيس بوك وتويتر في تجنيد مسلحين أجانب عبر أوروبا مستخدما ماكنته الدعائية لاستقطابهم للمجيء الى مقر الخلافة المزعومة في العراق وسوريا. في نهاية المطاف التحق اكثر من 5,000 آلاف شخص من بلدان اوروبية مختلفة في صفوف التنظيم واغلبهم شارك في تنفيذ ابشع جرائم في العراق وسوريا. شيشانيون من روسيا التحقوا بالتنظيم أيضا وكذلك آلاف آخرون قدموا عبر تركيا الى سوريا والعراق وذلك بين عامي 2014 و 2015.

عند اجتياح التنظيم للعراق عام 2014 زحف المسلحون نحو مدن الموصل والرمادي وتكريت والفلوجة ومناطق أخرى في البلد وقاموا باحتلالها وتنفيذ مجازر واعدامات بحق اهاليها من الأقليات الدينية والعرقية وكل من يعترض نهجه. وفي سجن بادوش في الموصل اقدم مسلحو داعش على اعدام مايقارب من 670 شخصا من نزلاء السجن وذلك في حزيران 2014. وتم العثور على قسم من رفاتهم الشهر الماضي مما رفع من عدد الضحايا المكشوف عنهم في المقابر الجماعية لحد الآن الى اكثر من 6,393 شخصا.

مجزرة سبايكر التي رافقت تراجع وحدات الجيش تاركين وراءهم الآلاف من المعدات العسكرية والعجلات والأسلحة التي استحوذ عليها داعش، دفعت بالمرجعية الدينية في العراق الى اصدار فتوى بحمل السلاح ضد التنظيم بعد كارثة 12 حزيران 2014. في الولايات المتحدة قال الرئيس الأميركي في حينها باراك أوباما في تصريحات صحفية بانه لن يرسل قوات مرة أخرى للعراق، ولكنه أشار الى ان العراق بحاجة الى اسناد لإيقاف "زخم المجاميع المتطرفة". ولكن عندما أدرك المجتمع الدولي تهديد التنظيم الحقيقي، تدخل الرئيس أوباما وفريقه وذلك بعد حصول مجزرة سنجار في آب 2014. سبعين دولة حول العالم تقدمت لمد يد العون لوضع حد للجرائم التي يرتكبها داعش، وتم إيقاف ومحو مئات الآلاف من حسابات مؤيدين لداعش على الانترنت. ومع بدء الحملة العسكرية لتحرير المناطق التي كان يسيطر عليها داعش في مناطق مختلفة في شمالي وغربي العراق بمساندة التحالف الدولي للقوات المسلحة العراقية برفقة وحدات الحشد الشعبي أصبحت القوات العراقية في عام 2016 على مشارف مدينة الموصل. وبعد إزالة آخر معقل لداعش في العراق عام 2017 تم القضاء عليه نهائيا في عام 2019 بطرده من آخر معقل له في قرية الباغوز شمال شرقي سوريا.

عن موقع JP الإخباري

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top