ماس القيسي
امرأة تسير في الغابة، مشهد علق في ذهن تلك العراقية المغتربة في السويد وهي تطالع مجموعة من الصور لتكون مصدر الهام لريشتها فيما بعد، وأول لوحة لامرأة تنسجها بين قافلة السيدات المتلاحقة، من بعد تشكيل بسيط زين حائط حجرة ابنتها، كانت اشبه بومضات دفعت جيان لتبدأ طريقها مع الفن التشكيلي وتنحت بصمتها في هذا العالم الجميل معبرة عن كيان انثى تحدت كل الصعاب بتشجيع وثناء من الأصدقاء والمقربين. وللحديث عن هذه الرحلة المليئة بالمنعطفات، استضفنا جيان في (المدى) واجرينا معها الحوار التالي.
* من هي جيان؟
- اسمي جيان كامل رضا، ولدت في بغداد عام 1971 لأسرة من أصول كرد فيلية.
* ما هو سبب مغادرتك العراق؟
- بالإضافة إلى أننا كنا أكراد فيليين، كان والدي ينتمي إلى حزب معارض وتعرض للاضطهاد من قبل النظام السابق. تم طردنا مع مئات الآلاف الذين تم استدعاؤهم "التبعية".
* كيف سارت حياتك منذ لحظة الاغتراب؟
- كنت في الصف الثالث عندما تم ترحيلنا إلى إيران. بعد الترحيل مباشرة، بدأت الحرب ولكننا حاولنا أن نعيش حياة طبيعية حتى أصبح والدي مطلوبا من قبل النظام الإيراني وفي عام 1987 اضطررنا للفرار إلى سوريا ثم إلى أفغانستان. لم تتح لي الفرصة للدراسة هناك لأن الحرب الأهلية أثرت أيضا على المدارس. ذهبت إلى الاتحاد السوفييتي لمزيد من الدراسات. عشت هناك في عدة دول، طاجيكستان وأوكرانيا وروسيا وأوزبكستان. وفي عام 1991 جئت إلى السويد لألتقي بأسرتي هناك.
* كيف بدأت مسيرتك الفنية ومن هو ملهمك الاول؟
- كنت دائما مهتمة بالرسم بالأقلام الرصاص، وذلك بفضل والدي الذي كان يشجعني عندما كنت صغيرة. عندما يتعلق الأمر بالرسم بالفرشاة، فقد بدأ الأمر حين طلبت مني ابنتي "لارا" أن أرسم صورة على جدارها بدلاً من تعليق اللوحات. عندما انتهيت من ذلك نشرت صورة من الرسمة على مواقع التواصل الاجتماعية وتلقيت الكثير من الثناء، فشعرت بفخر كبير بعملي واعجبتني جدا طقوس هذه الممارسة.
* اول لوحة نسجتها ريشتك؟ وعن ماذا تعبر؟
- كان مصدر إلهامي الأول للرسم، صورة لامرأة تمشي في غابة وحاولت تحويل فستانها إلى زهور وأوراق. على الرغم من بساطة اللوحة، إلا أنها أعطتني إحساسا بالسلام.
* ماذا يشكل الرسم بالنسبة لك؟
- يشكل الرسم لي الحافز الذي يجعلني اشعر بسعادة ورفاهية واستقلالية عن العالم الخارجي، يمنحني السلام الذي اصبو اليه نحو تحقيق ذاتي من خلال ترجمة ما احب عبر لوحة.
* من بين لوحاتك هناك لوحة بورتريه لصفاء السراي ماذا يمثل بالنسبة لك؟
- قد يعني العيش في العراق التعامل مع العديد من الصعوبات والقيود بالنسبة للكثيرين ممن يعيشون هناك. أنا لدي تعاطف كبير مع ابناء بلدي حتى لو لم أكن أعيش في بلدي. صفاء كان ولا يزال رمزا للانتفاضة والتمرد على الظلم واصبح مصدر إلهام للنشطاء والفنانين.